Subscribe

RSS Feed (xml)

Powered By

Skin Design:
Free Blogger Skins

Powered by Blogger

25‏/12‏/2009

فلاشات




فنجان شاي

كنت اجلس على الاريكه الوثيرة في ذلك المقهى الملئ بالرواد..على الطاولة المستديرة امامي كوب شاي ساخن تتصاعد الابخرة متطايرة منه للفضاء الرحب وبعض زخات المطر تهطل على النافذه المجاورة.. واصوات الملاعق والاكواب من حولي مختلطه باحاديث الجالسين هنا وهناك ونادله شقراء تمر من امامي حامله صينيه مليئه باكواب كثيرة فارغه...



امامي تجلس اعز اصدقائي اسماء ممسكة بيدها فنجان قهوتها تثرثر بكلام غير منتهي عن حبيبها


فلطالما كنت الاذن المستمعه الى مشاكلها العاطفيه ولطالما استشارتني وطلبت رأيي بعلاقتها ومشاكلها مع حبيبها


شرد ذهني للحظات .. حسدت صديقتي .. تمنيت لو كنت انا من يجلس مكانها متحدثا


عن الشوق .. عن اللوعه .. عن الخصام .. عن التلاقي .. عن العبارات المتبادله عن القبل والرسائل.. عن روعه ما يسمى حب بلذته ومراره!


تمنيت .. لكنه امر مستحيل ان افتح انا بدوري قلبي لها واتكلم لا لاني لست اثق بها.. ولا لاني لست بعاشق


بل لاني مثلي !!....










*******************







يوم بارد



كانت الغيوم متلبده في السماء وريح خفيفة بارده تحوم فوق وجه الارض تهتز لها الاشجار والاجساد .. كنت اسير بجانبه متلفحا بلفحتي السوداء المفضله مرتديا معطفا شتويا لكن لم يقيني هجمه البرد


كانت ترتعد اوصالي تحته .. كنت انظر اليه متمعنا مشيته وهو منكمش على نفسه متدثرا بمعطفه


نظر الي بعين دافئة بعد ان شكوت من البرد وطلب مني ان اقترب منه وان اضع يدي في جيبه !


نظرت حولي في الشارع .. كانت الناس مهروله هاربه من مطر اعلنت السماء قرب وصوله .. مددت يدي مترددا مع علمي اني لن الفت احد .. فانا هنا في بلاد الغرب حيث لا احد يهتم باحد !


لكن الشرق ما زال في داخلي !!


ادخلت يدي بجيب معطفه وكانت يده تنظر هناك بشوق.. لامستها فضغط عليها ..وتعانق الكفان


سرى الدفئ فجاه بجسدي وتمنيت في تلك اللحظه لو اقبل شفتاه وازداد منهما دفئا ...


مشينا مسافه وانا استشف منه دفئه .. ولكن لمحت ابتسامه امراه مرت من جانبي ربما لم تكن اصلا رأتني .. لكني فزعت وسحبت يدي


فان الشرق حتى هنا ما زال يلاحقني !!!!






********************







ذكرى صديقه






لا استطيع ان انكر انها كانت جميله بعينيها الواسعتان العسليتان وشعرها الكستنائي المتدلدل برفق على كتفيها


ووجهها الابيض المزين بوجنتين عليهما احمرار يعكس طيبه قلبها وطهر سريرتها


كانت زميلتي وصرنا اصدقاء.. نتحدث عن كل شئ وعن لا شئ .. نخرج معا من العمل وغالبا ما نحتسي مشروبا ساخنا نتبادل خلاله الكلمات والضحكات ليمضي بعدها كل منا الى غايته


كانت العيون تراقبنا والالسنه تتكلم عنا .. يتسألون هل نحن عشاق ؟


وكانت تصلني احيانا تساؤلاتهم ..وانفي لهم ما كانوا يتخيلون !


كانت علاقتي بها تزداد يوما بعد يوم.. كانت بالنسبه لي صديقه وعزيزه


وكنت لها اكثر من ذلك !


وقررت يوما ان تعزمني عندها في بيتها .. كان بيتا صغيرا مرتبا.. وكان العشاء بسيطا وكان كلامنا عاديا


احسست انها تريد اكثر واحست ان هناك مني صدا !


وبعدها فترت العلاقه .. وقالت انها وجدت حبيبا عرفتني عليه وقالت انها ستسافر معه لمدينه اخرى


حزنت للفراق فقد شكلت في حياتي حيزا صار بعدها فراغ


كم كنت اتمنى ان تفهمني .. كم كنت اتمنى ان احكي لها واعترف.. وان لا يكون قدري دائما فقدان من احب بسبب اختلافي !


ولكن كيف احكي وحالي كحال الشاعر الذي قال مره : "لكن مثلي لا يذاع له سر " !!

*****************
 
 
 
 



هل له شكل ؟؟!

 
كنت واقفا متأملا تلك الرسمه الغريبه على جارزته الشتوية الحمراء .. لا ادري كيف وصلنا لهذه النقطه من الحديث .. لكننا كنا نتحدث عن المثلية ...!



ادعى محدثي انه يستطيع معرفة " المثليين " من شكلهم .. مدعيا ان لهم اشكالا "معينه " تدل عليهم !


ضحكت للفكره..وابتسمت ابتسامة من يعرف حقيقة يجهلها محدثه !


حاولت ان اوضح له ان المثليين ممكن ان يكونوا أي شخص .. طبيب .. مهندس.. او أي شخص يمر امامنا في الشارع


اصر هو على فكرته .. واثرت انا الصمت واتسعت ابتسامتي اكثر...!


فان في تلك اللحظه بالذات كان محدثي مخطئ لانه كان يحدث مثليا لا "شكل " له كما كان يعتقد !!!




22‏/12‏/2009

وفرت الارض من ثوانيها !






وقفت امام الباب الابيض الموصد ممسكا بالمفاتيح مترددا بفتحه .. منذ عام مضى فقط كنت اتبعه الى هذا الباب كان امامي يفتح الباب بثقه وفرح وانا اقف خلفه مترددا خائفا


عام كامل مر على لقائي به وها انا ذا اليوم امسك المفتاح لافتح انا ذلك الباب الابيض الذي فتحت معه حين فتح لي اول مره عوالم حافله !
صوت ضعيف من وراء الباب اعادني من الماضي كان صوت نجاة يغني قصيدة نزار قباني " ارجع الي .. فبعدك لا عقد اعلقه .. ولا لمست عطوري في اوانيها .. ارجع الي ...."
صدمتني الكلمات زادت من دقات قلبي وحسمت ترددي فادخلت المفتاح وادرته لافتح الباب الخشبي الشامخ امامي...

كان يقف هناك وسط الغرفه الصغيره التي شهدت ليالي حبنا الطويله .. عدة اسابيع مرت منذ رأيته اخر مره
عدة اسابيع طويله مرت منذ خلافنا الاخير.. لم ادري كيف مرت ايام الاسابيع تلك.. لم يكن للوقت طعم ولا لايامي لون.. حتى دق هاتفي صباحا .. كان رقمه الذي اشتقت لرؤيته اياما طوال .. رن الهاتف الذي كان ينبض قلبي في كل مرة يرن به على امل ان يكون هو حتى يأس ولم يعد للرنين وقعه الاول!

لكن اليوم صباحا ظهر رقمه.. ترددت بالاجابه لكن الشوق لصوته غلبني فاجبته مصطنعا البرود ولولا بعض من رباطه جأش بي لكانت فضحتني دموع الشوق ولهفته
" كل عام وانت بخير " جاء صوته كالبلسم خلال الهاتف يبرد ما في قلبي من حرقه .. "هذا عيد حبنا الاول تابع" بصوت ساحر انساني ليالي السهاد .."اشتقت اليك .. انتظرك في عشنا هذا المساء ..."
هذا ما استطعت ان استوعبه من المحادثه القصيرة التي حرصت على ان انهيها بسرعه حتى لا يفضحني ضعفي!

وها انا اقف هاهنا امام الشاب الاسمر الوسيم الذي التقيته منذ عام وعشت معه سنه خارج الزمن .. عرفت معه حلاوة الحب.. وعرفت لوعته ومرارته ايضا!
كان يرتدي قميصا ازرق يبرز عضلات صدره ويحمل بيده ورده حمراء .. ورائحه بخور رائعه تعبق بالغرفه
وتحيل هذا الجو الرومانسي جو ساحر حتى الهذيان!!

كنت واقفا مكاني غير متأكد من وجودي امامه هناك ام انها مجرد احلام وسرعان ما ساصحو منها!
اقترب مني بخطوته المتأنيه البطيئه وانا متصلب امامه اقترب مني حتى لاصق جسده جسدي وبقيت انا عاجز عن الحراك ...
من بعيد ما زالت تردد نجاة " ارجع الي .. ارجع الي ....فان الارض واقفه.. كأنما الارض فرت من ثوانيها ...."

ضمني اليه بشده وقبل شفتي .. وانا كتمثال رخام لا املك لجسمي حركه الا من دموع فرت من عيني .. دموع ليال طويله من الاشتياق.. ليال بارده قضيتها وحيدا .. اردت ان اعاتبه .. ان اصرخ بوجهة.. ان اسأله كيف استطاع ان يتركني كل هذه المده.. كنت اريد ان اعرف منه هل بات لياليه متقلبا لم يذق للنوم طعما مثلي !!
لكن كل العتاب واللوم فر من امامي وتهت مع حضنه الدافئ دفء الحنان .. ولقيتني ابادل قبلاته بقبلات
مسحت طعم الألم الذي ذقته بحلاوة الحب المرتسم على شفتيه...
دار راسي كدوران رائحه البخور الذي لم اعد اشمه بالغرفه وابتعد صوت نجاة بعيدا بعيدا ولم اعد ارى من اضواء الغرفه الا ظلالا خافته تتداعب على جسدينا المتحدين بالحب .. وفرت الارض من ثوانيها ولم يعد وجود بالدنيا الا له ولي وغنى قلبي مع الصوت القادم من بعيد " فما حياتي انا ان لم تكن فيها ..."


20‏/12‏/2009

شاطئ المطر





طالما فضلت في الشاطئ سحره لا بحره..لم يكن يستهويني نزول مياه البحر الغداره .. لكنني كنت استطيع ان اجلس ساعات اتأمل هذا السحر وعظمة الخالق مبدعه ...



سماء زرقاء تعكس لونها على وجه البحر المتعانقة امواجه مع رمال الشاطئ الذهبية .. واجساد السواح مستلقية على ظهورها وبطونها وجنوبها ترتشف اشعه الشمس الحارقه بحثا عن اسمرار طالما حلم كثير في بلادي التخلص منه والحصول على لون بشرة ابيض بياض الثلج..لا احد راض ابدا فالابيض ينشد اسمرارا والاسمر يحلم بالبياض...!


كنت اعشق الجلوس وقت المغربيه حين يبتلع البحر قرص الشمس في احشاءه .. او هذا ما كان يخيل ..ليحيل لونه اصفرارا ذهبيا مشع يخطف الالباب...


كنت اجلس كل مساء على الشاطئ اداعب بيدي رماله ومياه البحر بدورها تداعب قدمي..


كان جلوسي عبثيا حتى رايته يمر من هناك.. لفتني دون عناء منه .. كان رائعا بجسمه الرشيق وخفته .. كان ينساب انسيابا رقيقا بجريه .. لم استطع ان احول عيني عنه حتى ابتعد واختفى عن ناظري


وكم كنت سعيدا حين رأيته مرة اخرى يمر من امامي باليوم التالي .. وكم فرحت حين عرفت انه يمر من هنا كل يوم .. كنت اتمنى ان اكلمه خصوصا بعد ان لحظ نظراتي وصار يبادلها ببسمه رقيقه عذبه كلما مر امامي !


لكن لم افعل .. حتى جاء اليوم الذي جلست به على الشاطئ ولم يأت .. ومن ثم رحلت انا ايضا ...


"ماذا بك؟!! " اعادني صوت مرافقي الواقف جنبي سائلا .. كنت اقف متداريا من زخات المطر تحت عريشه المقهى الحمراء .. ونظرات عيني المشعه بحلم الامسيه الصيفيه في عز هذا الشتاء مركزه على الواقف معنا متقي زخات المطر .. يا للقدر هو مره اخرى!
ولكن صمتي غلبني  مرة اخرى .. ولم اقاوم مرافقي الذي جرني من ذراعي لنلحق بالحافله التي مرت من امامنا.. وظل ذلك الرجل حلما جميلا مر من امامي مرة اخرى ....


19‏/12‏/2009

خريف عمر !!






ذات مساء والشمس تلملم اشعتها مودعة هذا الجزء من كوكبنا على وعد اللقاء في صباح الغد .
وبعض طيور تطير مسرعة الى اعشاشها .. وبعض نجيمات جريئة اولى تلألأت مستغلة تراجع الشمس.
كنت جالسا على المقعد الخشبي الاخضر اقضم احدى تفاحاتي الصفراء اللذيذه .. واذ برجل عجوز رسم الزمن
معالمه على وجهه وخطت الايام اثرها على ثيابه الرثة التي يبدو انه لا يملك غيرها .
لا ادري ما الذي جذبني الى هذا العجوز الجالس جانبي ، ربما الحزن المطل من عينيه او ربما الكلام الظاهر على شفتيه يريد ان ينطق به .
عرضت عليه تفاحة من كيس التفاح امامي فابتسم متقبلا هديتي مستغلا الفرصة لكسر الصمت بيننا .
تبادلنا اطراف حديث عادي سريع ما بين شكره لي على التفاحة وتعليق على الجو وتقلباته..لكنني سرعان ما تركته مع التفاحة يلتهمها بشغف .


بعد تلك الامسية بامستين او ثلاث .. كنت جالسا على نفس المقعد الخشبي الاخضر .. واوراق شجر صفراء متساقطة عن اشجارها تتطاير هنا وهناك .
كنت غارقا في قصة حب " محسن " عصفور الشرق الذي ابدعها توفيق الحكيم في روايته .. سحبني من عالم محسن الرومانسي صوت ضعيف
- طاب مساؤك !
كان نفس العجوز بنفس ثيابه الرثه .. معطفه الرمادي وبنطاله الاسود .. ابتسمت سعيدا برؤيته مرة اخرى
جلس مترنحا جانبي سائلا عن احوالي وتحادثنا .. عرفت انه ينتمي مثلي لاحدى بلاد الشرق...


كان في ريعان الشباب حين قدم هاربا من " جحيم " بلاده الى " جنه " اوروبا الموهومه .. لكن فور وصوله صحا من احلام التحليق في الجنه واصطدم على صخرة الواقع .. وجد المال لكنه فقد دفئ الشرق .. سكن غرفة صغيرة على احدى السطوح ونام على فرش مهترئ بارد كان يجتر عليه كل ليلة حزنه واشتياقه لبلده وامه
تلك السيدة الوقور التي ودعها حالما ان يعود اليها غنيا بعد بضع سنين لكن لم يرها بعد ذلك .. ما زال يذكرها بلباسها الريفي الاسود تقف على عتبة الباب مودعه ودموعها تنساب على خدها زخات زخات !
لو كان يعرف انه سيراها للمره الاخيره لوقف ساعات يتأملها .. لكنه وقتها خجل من دمعه واستحيى من دمع امه ففر من دموعه ودموعها سريعا ...


عانى الاشتياق طويلا لكن معركه الحياة الجديده صلبت قلبه فلم يعد يدق الا ليعيش.. واخذته دوامة الحياه وعرف فراشه الذي شرب دموعه مغامراته النسائيه التي حاول بها نسيان واقعه وحنينه كما غرقت وسادته بانفاسه المخموره ليالي كثيره حين كان يهرب بالخمر من مأساته !


لم يكن يستطيع عودة ولم يكن يرغب خصوصا بعد ان عرف ان ما يربطه هناك – امه – ذهبت هي الاخرى لكن دون رجعه .. على الاقل هي ذهبت لباريها اما هو فما زال هنا يعاني برد جنه الوهم وبرود ساكنيها !


لم يستطع عودة ولم يطق بقاء .. كان اضعف من ان يتغلب على حنينه واستلم لشهواته.. غيره وصل هنا نجح وارتفع .. لكن هو ذلك الفتى الساذج الذي منذ نعومه اظافره لم يعرف سوى ارضه يحرثها ويرعاها غرر به وهم جنه اوروبا فباع ارضه وخرج مطاردا حلما وسرابا...


ومرت به الاعوام ما كان يربحه كان يضيعه على زجاجات الخمر مهربه الوحيد من هذا العالم .. فما عرف الحب مرة وهو غائب عن الوجود ولا ذاق للعمر من طعم فتسرب من يديه .. وخرج من شبابه بلا حب بلا امرأه بلا عائلة بلا امل ...
ولم ينتظره الزمن وتسابق الشيب الى راسه وانحنى ظهره.. وصل لعمر لم يعد له مكان للعمل وصارا وحيدا يقضي ايامه ندما على ما فات...


كان يروي لي كل مره جزء من حكايته وليالي وحدته كل جمعه مساء حيث قال لي مرة " ساكون مساء كل جمعه هنا "! .. لم اخيبه فصرت ات كل مساء جمعه لنفس المقعد الخشبي الاخضر استمع اليه ورغم ان الشتاء وامسياته البارده بدأت تتسلل كنت حريصا على الحضور .. الا من تلك الجمعه تأخرت بها .. لكني وجدته يجلس هناك وحده منكمشا على نفسه بنفس معطفه الرمادي الرث .. لما راني نهض واقفا وقبل ان اقول أي كلمة او اعتذر قال لي : " الحمد لله انك اتيت.. كنت اريد ان اراك .. فانا راحل ! "
"قررت العوده لبلدك اخيرا؟ " اجبته سائلا بحماس .. فابتسم ابتسامه حزينه وقال " بل لمكان اكثر امانا!! " وقبل ان اسأل أي سؤال ادار ظهره وتركني واقفا وحيدا تحت الشجرة العاريه المرتجفه من برد الشتاء.


لم افهم ما اراد قوله .. ظننت انه عاد لشرابه .. تابعته بنظراتي وهو يمشي مترنحا بمشيته حتى اختفى طيفه في الظلام...
مر اسبوع اخذتني به الدنيا وسحبتني في دوامتها .. وجاءت جمعه اخرى ومساء اخر من امسيات الشتاء الطويل .. كانت السماء صافيه الا من بعض غيمات منسحبه بعد ان انزلت ما لديها من امطار طوال النهار ...


ذهبت الى المقعد الخشبي الاخضر كعادتي رغم برد الشتاء منتظرا صديقي الجديد الذي شاركني مقعدي وامسياتي
انتظرت وانتظرت ولكنه لم يات !
ومرت جمعه واثنتين ولم يظهر صديقي العجوز....


وهاهو الشتاء قد رحل او على وشك الرحيل.. زقزقه العصافير تبشر بقرب الربيع .. والشجرة العريانه بجانب المقعد الخشبي الاخضر بدات تلبس حلة جديده من اوراق خضراء ناضره ..والامسيات صارت اكثر دفئا وروعه خصوصا مع رونق العبير الصادر من اولى الورود المتفتحه ....
وما زلت اتي لمقعدي الخشبي الاخضر كل مساء جمعه رغم اني متيقن انه رحل .. الا اني ما زلت اجلس انتظره هناك على مقعدنا .....


انها قصه حبي !!







كان القمر بدرا منيرا يتربع على عرشه الازلي في قبة السماء.. تحوطه نجيماته الامينه المتلألأه .. وكانت النسمه العليله تعزف باوراق الاشجار حفيفا محببا الى الاذن .. وتعطر الجو بشذى الورود الحمراء المتناثرة كحبات الزمرد على البساط العشبي الاخضر ...



كنت جالسا في شرفتي ممسكا بالكتاب بيدي عبثا تنقلت عيناي بين سطوره ولم تستطع مقاومه اغراء هذا الجمال من حولي .. فاهملت كتابي وتأملت روعه الطبيعه في هذه الليله الربيعيه الرائعه ...


كان المذياع الى جانبي يبث الحان استهواني فيها شرقيتها النابعه من اعماق تراثنا الموسيقي العريق


تبعها الصوت الخالد خلود الزمن صوت ام كلثوم " ذكريات !! "


وكأن الكلمه بسحر الصوت القت تعويذتها علي فاذ بي اتوه مع الصوت والنغم "ذكريات عبرت افق خيالي..بارقا يلمع في جنح الليالي ...."


ومر شريط الذكريات امام ناظري فتذكرت اللقاء الاول !


واختلف المنظر من حولي .. كنت اجلس خلف الشاشه الالكترونيه لمحصلة النقود تلك .. وامامي جموع من الناس انهت مشترياتها متقدمه الي تدفع مستحقاتها ..


وكان هو يقف هناك بالصف .. لفتني اليه بريق جذاب لعينيه .. عينان زرقاوان رائعتين في وجه اسمر جميل


حولت نظري بسرعه عنه للزبون امامي قبل ان يصعقني برق عينيه الازرق...


وجاء دوره كان مع صديق له اعرفه .. نظرت اليه وتهت في بحر عينيه العميق .. فزرقتهما كزرقه البحر كدت اغرق بها وما انا بالسباحه بخبير!


اظن ان نبضة او نبضتين نقصتا من نبضات قلبي او ان قلبي توقف للحظات حين ابتسم لي ابتسامته العذبه


التي كشفت عن اللؤلؤ المنثور في فمه !


صوت صديقه الذي اعرفه اعادني الى الواقع بعد ان ضعت في ذلك الوجهة للحظات تبادلت معه التحيات


وعرفني بصديقه صاحب العيون الزرقاء ...


" كيف انساها وقلبي .. لم يزل يسكن جنبي .. انها قصه حبي ! "


قطع تصفيق الجمهور سحر الذكريات وعدت لواقعي على الشرفه تحت البدر المراقب من بعيد


بعد ان كنت هناك حيث اظن انها بدات قصه حبي !!