Subscribe

RSS Feed (xml)

Powered By

Skin Design:
Free Blogger Skins

Powered by Blogger

31‏/01‏/2010

ذكرى صديق !!



شعرت انه ابتعد عني واتسعت ما بيننا المسافات !
كان لي صديقا مقربا رغم الفواصل التي صنعتها بيننا الشاشات
لكن تعانقت ما بيننا الارواح .. وتمهدت الطرق على وسعها بين القلوب
كان اول صديق مثلي تعرفته على النت .. قضيت برفقته الليالي الطوال احاكيه ويحاكيني
نتسامر ونتبادل الهموم والحكايات.
كنت اذا حدث معي شئ خلال النهار اجري متلهفا فور عودتي للبيت لحاسوبي افتحه لاحكي لاعز انسان عرفته على النت
لافضفض له ولاخذ رأيه
ومرت الشهور وعلاقتنا تقوى وتزداد بيننا الجسور ...
لكن تأتي الايام بما لا تشتهي الانفس .. فتأخذني وتأخذه .. ما بين عطل للحاسوب او انشغال بعمل او دراسه
فهكذا هي العلاقات تتلاطمها هموم الحياة ومشاغلها.
كان كل يوم يحدثني عن صديق جديد ويعرفني بمن هم جديرين بالمعرفه
كنت اسعد لسعادته ولتعرفاته الكثيرة .. انصحه وابدي رأيي
ورغم اقتناعي بان الصداقه ليست استحواذ بدأت اشعر اني لابد ان ازاحم حتى يكون لي عنده مكان
وهو عندي الوحيد بينما انا واحد بين كثيرين
لم يتخلى عني لكن حين تكون بين النجوم يقل مقدارك كثيرا عند نزولك للسحاب !
مشاعر تجتاحني وحزن من ابتعاد يظهر بالافق  جعلتني اكتب هذه الكلمات!!
وربما ما بيننا الان جليد شتاء سيذوب حين يحل الربيع
وارجو ان يأتي الربيع بسرعه
فقد كان هو لي خير صديق.. ليس " كان " بل ما زال ....

28‏/01‏/2010

لقاء من غير سابق ترتيب




ارتديت ملابسي المنزليه الخفيفه.. اغلقت نافذة غرفتي واستلقيت على السرير لاخذ قسطا من الراحه.. بعد يومي هذا الذي كان اخر ايام امتحاناتي .. وما ان وضعت رأسي على الوسادة رن هاتفي .. على الطرف الاخر بصوته الهادئ كان صاحب مدونه anagay يحدثني
كان يسأل عن اخباري وامتحاناتي.. وعرفت انه عائد من عمله وانه قريب مني.. فاقترحت عليه ان نلتقي.. لكني وجدتني رغم رغبتي الشديدة للقاءه ارتبكت لموافقته !
لم يكون امامي سوى نصف ساعه  حاولت الالتزام بها لانهض من سريري لاغير ملابسي واخرج للقاءه.. لم اجد وقتا حتى لتهذيب ذقني التي نبتت في غفلة مني مع انشغالي بامتحاناتي .
عادة حينما اكلم شخصا بالهاتف او بالانترنت احاول ان لا اكون له ملامح جسديه .. بل اقتصر على ملامح لشخصيته احاول تكوينها من خلال حديثه .
لذلك لما قابلته لم تفاجئني عيناه الزرقاء.. فقد حدثنا عنها بمدونته .. كما لم يفاجئني هدوء شخصيته فقد تعودت على هدوء في صوته من خلال اتصالاتي القليله السابقه به .
كان اول ما لفت انتباهي خاتمه الجميل المتلائم على اليد التي وضع بها .. خاتمه الذي حدثنا ايضا عنه بمدونته !
سرنا معا نتبادل كلمات اولى محاولين فتح طريق للحوار بيننا .. ثم دعاني على كأس كوكتيل من الفواكه وجلسنا متقابلين على الطاوله الخشبيه في المطعم المزدحم .. لم نكد نتكلم حتى جلس الى جانبنا شاب وشابة عربيان !
لكن ذلك لم يمنعنا من مواصلة حديثنا .. كان الحديث ينطلق معه بسهوله ..احسست براحه معه وتحدثت عن امور لم اتحدث بها مع احد من قبل ....
وجدته انسان منفتح هادئ فيه بعض من خجل .. واكتشفت ان الشخصية التي يكتب بها بمدونته ماثلة فعلا امامي.. لا يتجمل بمدونته من خلف شاشات .. بل يتكلم على سجيته وواقعيته
التقينا بكثير من الاراء واختلفنا باخرى وبالاختلاف احيانا متعه تزيد النقاش تشويقا ...
اتمنى ان اكون قد تعرفت على صديق جديد هذا اليوم
وان اراه من جديد ...

ملاحظه : لست معتاد على كتابة مذكراتي او احداث يومي لكني افعلها من اجله !


للمزيد عن اللقاء قد تجدونه في مدونته

http://ana-gay.blogspot.com/

27‏/01‏/2010

الاطلال





اعتبرها اول قصيدة عشقتها.. تعتبر الاطلال من بين اعظم الاعمال الغنائيه العالميه في القرن العشرين
كتبها الشاعر الطبيب ابراهيم  ناجي الذي لم يتح له سماعها لان ام كلثوم غنتها بعد وفاته ب13 عاما !
 اختارت منها ام كلثوم بعض ابيات اضافت عليها ابيات اختارتها من قصيدة اخرى للشاعر وهي قصيدة الوداع .. لحنها السنباطي فارس الملحنين للقصائد وغنتها ام كلثوم لاول مره عام 1966 .
بعد نكسة 67 صارت الاغنيه رمزا وخصوصا في وجود البيت القائل " اعطني حريتي اطلق يديا " .. لم تعد قصيدة في الحب فقط
وغنتها ام كلثوم في كل جولاتها خارج مصر التي كانت تجمع فيها التبرعات للمجهود الحربي.. فغنتها مرتين في باريس وغنتها في تونس والمغرب وليبيا ولبنان والكويت وكل بلد عربي زارته تقريبا ...

القصيدة تغني حبا ضائعا .. فيها كثير من الابيات المعبرة عن حال العاشقين التائهين في حبهم
طبعا القصيده ادخلت عليها تعديلات لتتلائم مع الغناء وساضع هنا الكلمات كما غنتها ام كلثوم رغم ان القصيدة الكامله التي كتبها ناجي في غايه الروعه 


الاطلال

يا فؤادي لا تسل أين الهوى




كان صرحاً من خيالٍ فهوى






اسقني واشرب على أطـلاله


واروا عني طالما الدمع روى






كيف ذاك الحب أمسى خبراً


وحديثاً من أحاديث الجـوى






لست أنساك وقـد أغريتنـي


بفمٍ عـذب المنـاداة رقيـق






ويـدٍ تمتـد نحـوي كـيـدٍ


من خلال الموج مدّت لغريق






وبريقٍ يظمـأ السـاري لـه


أين في عينيك ذيّاك البـريق






يا حبيباً زرت يومـاً أيكـه


طائر الشـوق أغنـي ألمـي






لك إبطـاء المـذل المنعـم


وتجنـي القـادر المحتكـم






وحنيني لك يكوي أضلعـي


والثواني جمرات في دمـي






اعطني حريتي أطلـق يديـا


إنني أعطيت ما استبقيت شيئا






آه من قيدك أدمى معصمـي


لم أبقيه ومـا أبقـى عليّـا






ما احتفاظي بعهود لم تصنها


وإلام الأسـر والدنيـا لديّـا






أين من عيني حبيب ساحـر


فيـه عـز وجـلال وحيـاء






واثق الخطوة يمشـي ملكـاً


ظالم الحسن شهي الكبريـاء






عبق السحر كأنفاس الربـى


ساهم الطرف كأحلام المساء






أيـن منـي مجلـس أنـت به


بفتنة تمـت سناء وسنـا






وأنـا حـب وقلـب هـائم


وفـراش حائـر منـك دنـا






ومن الشوق رسـول بيننـا


ونديـم قـدم الكـأس لـنـا






هل رأى الحب سكارى مثلنا؟


كم بنينا مـن خيـال حولنـا






ومشينا فـي طريـق مقمـر


تثـب الفرحـة فيـه قبلنـا






وضحكنا ضحك طفلين معـاً


وعدونـا فسبقـنـا ظلـنـا






وانتبهنا بعد ما زال الرحيق


وأفقنـا ليـت أنّـا لا نفيـق






يقظة طاحت بأحلام الكـرى


وتولى الليل والليل صديـق






وإذا النـور نذيـرٌ طـالـعٌ


وإذا الفجر مطلٌ كالحريـق






وإذا الدنيـا كمـا نعرفـهـا


وإذا الأحباب كلٌّ في طريق






أيـهـا السـاهـر تغـفـو

 

تذكـر العهـد وتصـحـو






وإذا مـا الـتـأم جــرح


جــدّ بالتـذكـار جــرح






فتعـلّـم كـيـف تنـسـى


وتعـلّـم كـيـف تمـحـو






يا حبيبي كل شيـئٍ بقضـاء


مـا بأيدينـا خلقنـا تعسـاء






ربمـا تجمعـنـا أقـدارنـا


ذات يوم بعد ما عز اللقـاء






فـإذا أنكـر خــل خـلـه


وتلاقينـا لقـاء الغـربـاء






ومضى كـل إلـى غايتـه


لا تقل شئنا فـإن الحظ شاء

يمكنكم الاستماع والاستمتاع من هنا


او مشاهدتها هنا في حفلة تونس وهي من اجمل حفلاتها





اغاني في حياتي !




لكل منا اغاني في حياته .. تشكل له ذكريات احاسيس وقصص...
في صغري لم اكن احب الاغاني .. لم تكن تعجبني الاغاني السائده في ذلك الوقت..ولم استطعم كلماتها.. كان ذلك قبل عشر سنوات او اكثر .. حين كنت استمع لاغنيه كانت اغنيه وطنيه.. في بداية مراهقتي عشقت اغنيه الحلم العربي ...
الى ان جاء رمضان 1999-2000 كنت وقتها في الرابعه عشر من عمري .. عرض في ذلك العام مسلسل ام كلثوم بطولة صابرين واخراج انعام محمد علي  .. ومن وقتها وقعت في حب هذه المرأه !!
ولي في عشقها حكاية ربما احكيها في حينها ...
ومنذ تعرفت عليها تعرفت على عصر كامل من الغناء.. سحرني صوتها ونقلني الى ذلك العصر الذي لم اكن قد اكتشفته بعد.. وبفضل تعرفي عليها .. صرت اسمع الى اغاني الزمن الجميل كما يسمونه.. وصرت اعشق الغناء .. واستهوي دائما سماعه.. فالاغنيه عالم نعيشه.. نحلق به بعيدا عن الواقع.. والاغنيه مشاعر .. تعبر في احيان كثيره عن مكنوناتنا .. خصوصا لو صيغت بكلمات راقيه ولحن مميز فضلا عن صوت يمس القلوب.
ولقيت ضالتي في ذلك العصر من الغناء..في اغنياته الخالده خلود الزمان.. اعجبتني الكلمات .. كما الالحان والاصوات.. وبما اني محب للشعر صارت تستهويني القصائد المغناه...
قد نجد في الاغنيه حبا ضائعا .. او امل مفقودا ننشده .. وقد تكون الاغنيه ونيس وعزاء.
لكل منا ذوقه ولكل منها حكايته مع اغنيه .. ولكل منا اغاني في حياته
وقد قررت ان اضع بعض من اغاني اسمعها فتعجبني او سمعتها فعشقتها....

24‏/01‏/2010

انهزام




اقف على عتبات محطة مترو الانفاق على تلك المساحه المربعه المحيط بها الشارع كالتيار الجارف من جهاتها الاربعه .. امامي يقف مبنى الاوبرا الباريسي القديم بعراقه بابوابه السبعه واعمدته وعلامات N المكلله بالغار الداله على حقبة الامبراطورية النابليونيه .. وعلى السطح من كل طرف ملاك مجنح مذهب..ومن الخلف على قبة المبنى تمثال اخضر يحمل قيثارته المذهبة الاتيه من الاساطير.



والقمر بالسماء كعرجون قديم هلال مضيء وسط الغيمات السوداء المقتحمه للسماء يكافح ليطل بين الحين والاخر ناظرا الى الارض !


اقف هناك وسطه زحمة من الناس الاتيه والرائحه من رصيف الى اخر كأني قطرة تتقاذفها الامواج .. وحولي يطغو هدير السيارات المتزاحمة المسرعه في الاتجاهات الاربعه فوق " الجزيرة " التي اقف عليها .. امراة تتكلم بهاتفها المحمول بغضب يصطدم كتفها بي .. تمضي دون ان تعتذر مواصلة غضبها على مكلمها في الهاتف .. ودخان سجائر برائحته التي ابغضها يقتحم علي انفي .. قادم من سيجارة الشاب المتكئ على عمود الانارة والذي يبدو انه ينتظر احدا ما كما افعل انا !


" لابد .. ان .. ننهي .. العلاقة .. بيننا .. وان افك .. أي ارتباط .. يلزمني .. معك .. "كررت بيني وبين نفسي للمرة الخمسين الكلمات التي اريد ان اقولها له .. كررت قولها ببطئ محاولا صياغتها بطريقه احسن !


اجل اريد ان اتركه .. ارهقني بروده .. مللت ملاحقته برسائل غراميه لا جواب عليها .. تعبت من مواصلة الاتصال والسؤال دون أي اهتمام منه ..يعذبني صمته نحو مشاعري !


كنت ما ازال اكرر الكلمات .. حين اخذت نفسا عميقا مستجمعا بعض الشجاعه التي تبعثرت حين رأيت نصف جسمه الاعلى وهو يصعد الادراج الحجريه .. بابتسامته المعهوده حياني وسأل عن اخباري.. بنوع من الجفاف المصطنع اجبته .. وسرت الى جانبه قاطعين الشارع بصمت .. مترددا بالكلام .. ادفع بالكلمات دفعا لكنها خانتني وقلت له " اشتقت اليك "!!!


كعادته وباقل حروف يستطيع ان يستخدمها يرد هذه المرة باربع حروف فقط "وانا " !


صمت مهزوما للمرة الالف امام حبي الطاغي له وسرت مستمعا اليه يحدثني كعادته عن يومه الذي مر...


02‏/01‏/2010

حاسوب الغرام !!!




" كم احبك يا حاسوبي العزيز "



قلت هامسا لجهاز الحاسوب الاسود القابع امامي على الطاوله الخشبية الصغيرة


ابتسمت للخاطر .. لاني منذ شهر فقط كنت مستعدا ان القيه على الارض محطما اياه الى الف قطعة وقطعه


كنت وقتها اقف حنقا في مكتبي اصرخ :


" تبا له من حاسوب احمق .. كدت انهي عملي عليه .. وها هو كالعادة يفرض اضرابه علي ولا يستجيب لاي من اوامري .. مللت منه .. سالقيه بالقمامة وانتهي منه !! "


" هدئ من روعك يا عزيزي " قال زميل لي بقهقة ساخرة .. " لماذا كل هذا الحنق؟! " .. تابع متقدما الي


" كدت انهي الملف والذي يجب ان اسلمه .. لكن هذا الحاسوب الاحمق توقف عن العمل فجاه ولم يعد يستجيب لاي شئ " قلت وما زال الغضب يتملكني


" لا تقلق .. اعرف شخصا قد يحل المشكله .."


اخذ هاتفه المحمول وكلم احدهم .. وما هي الا نصف ساعه حتى دخل علينا المكتب شاب انيق


بنظرة منه اخفى غضبي كله .. شدني من اول خطوة خطاها في المكتب !


كان بشعر اسود منساب وعينين عسليتين صافيتين .. اطل علينا بقميصه الاسود الجميل الذي خط معالم جسده


تسبقه رائحه عطر لطيفة داعبت انفي ودغدغت مسامه


" هذا عادل .. الذي حدثتك عنه " قال زميلي الذي شرح لعادل مشكلتي مع حاسوبي واحتياجي له هذا المساء


" لا مشكله " قال عادل بصوت عذب فتان واخذ رقمي ليتصل بي مساء


وقد اوفي عادل بوعده واعاد حاسوبي اللعين في المساء ...


في ظهيرة اليوم التالي .. وانا اجلس برفقه زميل نتناول غداءنا رن هاتفي .. واذا به عادل على الطرف الاخر من الخط : " مرحبا انا عادل " قال ببعض الارتباك


" اهلا عادل " اجبته بكل طبيعيه


" لقد سمحت لنفسي بنقل بعض الافلام من حاسوبك لجهازي " قال بدون أي مقدمات
صمت للحظات حتى استوعب ما قال .. " بعض الافلام من حاسوبي " !!


" لا.. لا مشكله " قلت متلعثما


"حسنا شكرا لك .. هل استطيع ان اراك هذا المساء " اضاف قائلا لي


" بكل سرور .. في المقهى القريب من المكتب اذن " قلت بشرود !


واغلقت هاتفي فزعا !!


فان افلامي التي في الحاسوب لا تتعدى كونها افلام مثليه !! " تبا لك يا حاسوبي الغدار


لم تمهلني فرصة حذفها قبل ان اصلحك".. "تبا لك تبا " كررت بيني وبين نفسي !!!........


في المساء وجدتني اتانق امام المراه .. اسرح شعري بتحفظ .. وارش بضع رشات من عطري المفضل


القي نظرة اخيرة على نفسي في المراه.. اخذ نفسا عميقا .. واتقدم نحو الباب لاخرج.


اقف امامه لحظات قليلة مترددا يساورني بعض القلق .. لكني في النهاية اخرج ...


كان المقهى مزدحما بالناس .. يختلط فيه ضجيج الكؤوس بهمهمات المتهامسين على الطاولات هنا وهناك


في الركن كان يجلس ...


توجهت اليه بخطوة حاولت ان اجعلها واثقة .. سبقته لاستقبالي رائحة عطرة التي بدأ يحبها انفي


هذه المرة كان بقميص ابيض رائع يكاد يظهر بشفافية ما تحته


عبثا الان احاول ان اتذكر حديثنا بعد ان طلبنا القهوة .. ولكني اذكر بوضوح حين قال :


" اسف لاني سمحت لنفسي ان انسخ بعض افلامك .. وحين فتحت ملفك لاتأكد من عدم وجود مشكلة فيه جذبني عنوان ففتحته .. واكتشفت بعضا من كتاباتك .. شدتني ولم استطع مقاومة فضولي .. اعتذر اشد الاعتذار "


قال وعينيه الخجلتان تتحاشيان النظر في عيني


بلعت ريقي لعله يرطب حلقي الجاف .. فانا اعرف ما معنى ان يفتح كتاباتي !! ولما لم اجد من بلع ريقي ترطيبا .مددت يدي لكاس الماء امامي وارتشفت منه


ولم اجبه الا ابتسامة مصطنعه .


ثم قال فجأة " اريد ان اسألك سؤال ! لكن عدني اولا ان لا تتضايق منه "


قلت بعفوية " اعدك !"


تلفت حوله قلقا اراد ان ينطق لكن الكلمات خانته وتحجرت على اطراف شفاهه ولم تخرج


فاخرج قلما من جيب قميصه وخط بيد مرتجفة بضع كلمات على ورقة ومدها الي


مرت عيني على الكلمات المرتجفة على الورقة كارتجاف اليد التي كتبتها وقمت واقفا من فوري


" ي..يجب .. ان .. اذهب .. لاني تأخرت .. وعلي ان ..انهض باكرا..للعمل " قلت متلعثما وخرجت الكلمات مرغمة من حلقي الذي كان ما يزال جافا !


فامسك بيدي وقال بيأس " لا ارجوك ! ابق قليلا !! انا اسف حقا !! "


" لا استطيع حقا لا .. استطيع البقاء "


" اعرف اني اتمنى ان اكون صديقا لك سواء كانت اجابتك بلا او بنعم "


لم افلح ان ابتسم له رغم محاولتي .. وفرض الوجوم نفسه على تعابير وجهي


وقلت بشكل آلي "ساكلمك بالغد .. الى اللقاء الان "


" انتظر حتى اوصلك بالسيارة " قال متوسلا


" لا لا.. احتاج لبعض الهواء .. ثم ان بيتي قريب ! " اجبته وخرجت من فوري


وقفت بالشارع تحت عمود انارة لاهثا كاني كنت اجري رغم اني لم اقطع الا امتار قليله


وعاودت النظر الى الورقة التي كدت اعصرها بيدي


" " ARE YOU GAY ?


كانت ترتسم هذه الكلمات التي اختار ان يكتبها بالانجليزية امامي


ووجدتني احمل هاتفي واكتب " نعم انا كذلك " وابعث برسالتي القصيرة تلك الى رقمه !


وما هي الا لحظات واذ برقمه يظهر على الشاشة مع رنين الهاتف ..


ترددت بالرد.. لكن الرنين الح علي وكأنه توسلات متواصلة ...


" انتظرني حيث انت ارجوك " قال صوته المتوسل الاتي من بعيد


" ساكلمك غدا مساء " قلت له بصوت مرتجف


" لا اريد ان اراك الان " اجابني بنفس النبرة المتوسلة


بعد ان حددت مكاني جاء يأخذني بسيارته السوداء الصغيرة ..


جلست الى جانبه لا اجرؤ على النظر اليه .. وكنا كأن الطير على رؤوسنا


سارت بنا السيارة بصمت .. ولم ينطق ببنت شفة الا ليسألني اين اسكن


كنت اشعر بالكلام يدور بشفتينا يريد التحرر .. ولم يجرؤ احدنا على تحريره .. وكاد الصمت الخانق حولنا ان ينطق بما يدور باذهاننا!!!


اوقف السيارة امام العمارة .. شكرته دون انظر اليه وبسرعة اردت ان افتح الباب واهرب !


لكنه امسك بيدي نظرت اليه وحاولت ان ابقي عيني ثابتتين امام عينيه ..وما ساعدها على الصمود بريق الحزن الذي لمحته بعيونه العسلية


تكلم اخيرا .. لم افهم مما قاله كلمه !


خانه التعبير .. حاول ان يكون جملا او يشرح موقفا .. لكنه لم يفلح.. كانت تخرج الكلمات منه غير مترابطه ..كان على وشك ان يعترف باعظم سر في حياته .. كان موقفي اسهل منه فقد اختبات وراء شاشة هاتفي واعترفت اما هو فكان ما زال بصراع مع نفسه ...


وبعد محاولاته لتكون جمله .. قال ببساطه انه مثلي !!!....




" هل تريد ان احضر لك الشاي معي ؟ " قال وقد قرب شفتاه الى اذني فسرت قشعريرة هزت كياني كله !


هززت برأسي دون ان انطق .. ونظرت اليه ماشيا برقة متوجها لتحضير الشاي


" منذ شهر وانا اعيش احلى ايام الحب .. وكله بفضلك يا حاسوبي العزيز " قلت ذلك وطبعت قبلة على شاشته..!