Subscribe

RSS Feed (xml)

Powered By

Skin Design:
Free Blogger Skins

Powered by Blogger

23‏/03‏/2014

سجين الجسد




ملاحظه : البريد الالكتروني في القصة بريد وهمي وان كان وجد بريد الكتروني مثله فذلك مجرد صدفة 




العنوان :
حلقة الامس
المرسل :  
  Ana_mn_akon21@hotmail.com        04:51 PM
.
السيد كريم المذيع الموقر اما بعد
كنت من بين كثيرين ممن شاهدوا حلقة الامس من برنامجك الاسبوعي.. كنت من اؤلائك الكثيرين ليس الذين هللوا لحلقتك بل من الكثيرين الصامتين .. قابضين على الجمرة تحرقهم ويبكون بدموع مكتومة يخفونها عن الجميع .. تلك المجموعة التي لم تتعب نفسك لتبحث قليلا عن احوالها .. عن وضعها .. التي فتحت عليها النار متماشيا مع قطعان المجتمع المغيبة وتلاعبت بعواطفهم الدينية والوطنية على حساب فئة لم تؤذ احدا .. فئة كل ذنبها انها كانت مختلفة .. وانها تحاول ان تجد الحب الذي تفتقده.
جئت متحاملا متحمسا وفتحت النار علينا .. نحن المختلفين في حلقتك "النارية" امس والتي اعتبرتها جريئة لتتحدث عن المثلية .. او كما اسميتها انت الشذوذ .
تعتبر نفسك مثقفا لكن اعذرني سيدي فان حلقتك امس لا تدل الا على جهل .. فكيف لمثقف لا يبحث عن الحقيقة لطرح اي موضوع .. فلو قمت ببحث علمي موضوعي بسيط لما قلت ما قلت .. ولا كنت قارنت المثلية بالمخدرات والمثليين بالمفسدين المزروعين من قبل الغرب لتدمير حضارتنا العربية والاسلامية !
ولكنت استضفت اناس محيادة تتكلم عن الموضوع وما اكتفيت ببضع مشايخ يرددون كلامهم امام الناس دون تفكير بعواقبه .
تكلمت وتوسعت عن المثليين " فاقدي الرجولة " وخلطت الحابل بالنابل المثليين بالمتحولين بالدعارة لتخرج بموضوع مثير .. دون ان تراعي اي مصداقية او ان تعي معنى رهاب المثلية .. تظن نفسك مصلحا اجتماعيا وتريد ابادة فئة كاملة في مجتمعك لا يمكنك التغاضي عنها وعن وجودها .
المثليين والمثليات يقدرون ان يردوا عليك ورغم ما اثرته من غثيان في نفسي حين تكلمت عنهم الا ان اكثر ما مسني هو كلامك عن "المخنثين" " الجنس الثالث" وانت تقصد بهم المتحولين او الترانس .. فكم كانت معلوماتك كلها مغالطة وجهل !
قد تتساءل من انا حتى اكلمك هكذا .. ولك الحق في ذلك .. فانا لم اعرفك على نفسي بعد
انا .. لا يهم اسمي .. ولكني ولدت فتاة .. أ تعرف ما معنى ان تكون فتاة في مجتمع كالذي تدعو اليه حضرتك ؟ .. طبعا لا فانت رجل شرقي الفتاة بالنسبة لك وليمة على سرير .. أ وليس كذلك ايها الفاضل ؟ فان علاقاتك الغرامية ما عادت تخفى على احد ولا ادري باي حق تأتي لتكلمنا عن الفضيلة .. ليس هذا موضوعي عموما .. لذلك لا اعتقد انك تعلم ما معنى ان تكون فتاة .. معناه ان تكون عار .. وفوق هذا الحمل .. وجدت نفسي بفتاة ليست كالفتيات .. جسدي مثلها ولكني بداخلي لم اكن احداهن .
هل فرض عليك احدهم مرة ان تلبس ما لا يلائمك ؟ قميصا ضيقا او ثوب امراة بدل من بنطال ؟ هل تتخيل شعور ان تلبس ما لا تطيق مرغما ؟ انا البس جسدا ؟ جسدا مرغم انا ان البسه
لا ادري لمن اوجه لومي .. لكني وجدت نفسي به .. واعلم انني ممكن ان اخلعه عني واجعل لي جسدا يلائمني .. ولكن كيف لمجتمع رواده كأمثالك ان يتقبل هذا التغيير ؟
كنت فتاة صغيرة بعقل صبي .. الاعبهم واجري معهم .. ارفض الفساتين والاثواب واشتري سراويل الجينز وتي شيرت فرق رياضية .. واحذية كاحذية الصبيان .. لم يكن يهتم اهلي كثيرا لذلك .. بالعكس رأوا بي فتاة بمئة رجل .. وكم هو تعبير سخيف هذا التعبير .. لكن انا كنت اواجه مشكلة حقيقية في داخلي .. فرغم اني كنت دائما معهم اعتبر نفسي صبيا مثلهم الا اني بقيت بالنسبة لهم تلك الفتاة "المسترجلة".. اثير ضحكاتهم اذا ما تصرفتم مثلهم .. يظنون اني اقلدهم ولكن حراكتي تلك كانت اقوى مني .. لم اكن اقدر ان اتصرف كأنثى !
كم كان يضايقني ذلك الشق بين رجلي .. كنت انتظر ان ينبت لي  عضوا كعضو اخي .. لكن ذلك لم يحدث .. كنت لا اطيق التبول بوضعية الجلوس وكم حاولت ان افعل ذلك واقفا مثلهم .. طبعا لم تنجح محاولاتي !
قد يضحكك ذلك وتشعر بسخافة الامر .. لكنك لا تستطيع ان تفهم حجم المعاناه ان تكون شيئا وجسدك شئ اخر لا يتلائم مع حركاتك وتطلعاتك واحلامك .. تشعر به بانك عاجزا .
الاشكالية الاكبر بدأت حين دخلت مرحلة المراهقة وبدأ ينمو لي نهدان .. كم كان ذلك مفزعا ومؤلما .. وكم كنت اتخيل ان امسك سكينا واقطعهما .. لكن وجدت طريقة اسهل لاخفيهما .. ان الفهما بقطعة قماش اشدها فتخفي معالم تلك الكتل التي كانت تشوة جسدي المشوه اصلا .. اخفي ايضا شعري تحت قبعة واجري بعد المدرسة العب مع الصبيان واتشاقى مثلهم .
لكني صرت بعمر كان يجب ان يفصلوني عن الصبيان وان يعيدونني لحقيقة وضعي .. انثى جسدها مطمع للذئاب .. وكانوا يريدون ان البس الحجاب .. كان شعري يضايقهم .. كان يضايقني ايضا ووجدت الحل .. حلقته كله .. وصرت حليق الرأس كصبي .. وجئت لامي لاقول لها ان لا حاجه لتغطية شعري الان لاني تخلصت منه !
كانت صدمة امي كبيرة وكانت يديها والضربات على جسدي هي ردة فعلها .. وحذرتني ان اكرر الكلام امام ابي فسنكذب عليه  قصصته لان هناك علة في راسي استوجبت ذلك .. ورغم هذا كله البسونني الحجاب .. وكانت رغبتهم اجتماعية اكثر منها دينية ..وجحبني فعلا ذلك الحجاب .. في البداية كنت اخلعه واذهب للعب مع الصبيان .. الذين اصلا بدأوا يبتعدون عني .. وكنت اعاقب كل مرة فعلتها .. فما كان مني الا ان اتقبله .. فزادت ظلماتي ظلمات ففوق ظلمة الجسد المعتم الذي اعيش فيه القوا عليا حجابا يثقل قيدي .
ثدياي كان صغيران لم يكبرا كثيرا .. وتلك الدورة التي تصيب النساء كل شهر لم تأتني .. واسعدني ذلك فعلى الاقل انا مختلف عنهن .. عرضوني على طبيبة قالت انها مشكلة هرمونات .. واعطتني ادوية لم اكن اتناولها .. ومع بلوغي الثانوية فصلوني نهائيا عن الاولاد .. كنت في مدرسة للفتيات .. وزاد ذلك من عزلتي وغربتي .. لم اكن استطع ان اتصرف مثلهن .. حاولت ان احاكيهن ان اتقبل واقعي .. ان اتابع مجلات الازياء واضع المساحيق واشتري العطور ..دون فائدة .. فواقعي انا ليس هو ذلك بل هو اني بجسد ليس لي .
اهلي في تلك المرحلة بدأوا يفكروا كيف ساجد عريسا مع انهائي للثانوية .. لكني انا كنت افكر بطريقة لتخلصي من جسدي وقيدي .. صارحت امي .. قلت لها اعتقد ان بي خطب ما فانا لست فتاة .. انا ذكر .. ادعت اني ما زلت مراهقة لا ادري ما اريد
ولكن انا اعرف فعلا ما اريد .. وما كان مني الا ان توجهت لتلك الطبيبة وشرحت حالتي .. فقالت ربما يكون لدي اضراب بالهوية الجنسية .. وطمأنتني ان لذلك حل .. ولكن من سيساعدني على ذلك الحل ؟ فاهلي كان اول من اعترض .. ومنعوني حتى ان اذهب لارى طبيبا نفسيا .. فسمعة العائلة طبعا اهم من صحتي وحياتي !
وانا يا سيدي على عكسك قمت بابحاثي وفهمت ما بي وعلمت انني استطيع ان اقوم بعملية تصحيح ولكن كيف لمجتمع تبث انت ومن هم في مواقع يصلون بها للناس كالمنابر في المساجد والمنابر الاعلاميه تبثون سمومكم وتعصبكم ضد اشخاص ما ارتكبوا ابدا جرما بحق احد .. ارادوا فقط ان يعيشوا ان يحبوا ان يكونوا هم !
اكتب لك قليلا من واقعي ولك ان تتخيل كيف لشخص ان يعيش بجسد ليس له بل وجد نفسه به .. لعلك تفهم ان ذلك ليس خيار .. والا اشرح لي انت .. هل تعلم لم انت رجل ؟ ولم تميل للنساء ؟.. لست تدري .. وربما تقول ان هذا هو الطبيعي .. وانا اقول لك يا سيدي انك مخطئ .. فالطبيعة اغنى وفيها تنوع كبير .. فهنا من هم رجال ولهم ميول نحو الرجال وهناك من هم رجال لكنهم بجسد نساء .. انت وجدت نفسك كذلك وهم وجدوا نفسهم بتلك الحالة .. لا تبديل للوضع .. فقبل ان تطلق النار عليهم .. وتحرقهم في ميدان عام وتتهمهم انهم عملاء للصهيونية والماسونية .. فكر بعقلك قليلا .. ضع نفسك مكانهم لثواني .. لم نطالبكم بشئ كل ما اريده هو ان اكون انا .. فما ضر المجتمع ان انا عشت واحببت كالاخرين .. لما لديك الحق انت ان تنتقل من فتاة لاخرى وتشبع رغباتك وعواطفك .. ونحرم نحن من ذلك .. السنا كلنا بشر لنا قلوب تنبض وتحب ؟
انا ما زلت حبيسا لجسدي لكني لن استسلم ساسعى حتى احصل على حريتي رغم كل العقبات ورغم انف كل المتعصبين .. انا حياتي ستكون ملونة خارج قطيعكم الرمادي!
ستكون كلماتي بخارا يختفي فور ان تقرأه فالعصبية متغلغلة فيك ولا يهمك الا الانتشار .. ولكني ارجو ان يكون بك بعض مصداقية فانت تعمل في جهاز خطير يصل الى كل البيوت .. فكر في كل اؤلائك الذين يشاهدون ولا يملكون الان ان يبكوا بصمت ...

سجين جسده  

20‏/03‏/2014

سجينة الجسد




من خلال البخار المتكثف على مرآة الحمام اشاهد انعكاس صورتي المشوه .. يعكس واقعي المشوه .. امسح بيدي وانظر الى معالم جسدي العاري يقطر ماءا .. اتحسس صدري الذكوري الخالي من الشعر اتخيل فيه اثداءا اتمناها .. اشعر بها باصابع خيالي .. ارفع يدي الى شعري الحليق الاسود .. واراه طويلا منهمرا على كتفي .. وارى لي شفتين مكتنزتين يزينهما احمر شفاه لامع .. انظر الى عضوي الذكري النائم بين رجلي .. كم اكره وجوده .. كم اكره جسدي هذا .. جسدا كان سجني منذ وعيت على الدنيا .. حبس انفرادي معتم .. مؤلم .. لا مهرب منه !
ولدت منذ اعوامها احسبها الدهر بجسد ذكر فرحت به عائلة تنتمي لمجتمع ليس فيه الذكر كالاثنى .. فرح أبي بي وذبح عجلا .. شيئا لم يفعله لاختاي اللاتي ولدن قبلي ولم يكرره الا لما ولد اخي الاصغر بعد اخت ثالثه .. كنت بكره فالاناث لا تحسب كأنها شئ مؤقت سيحذف لاحقا من العائلة .. بينما الذكور ولاة العهد لهم المقام الاكبر والمرتبة العليا !
ومنذ بدأت خطواتي الاولى وفي عمر لا فرق به بين جسد طفل وطفلة .. كانت تجذبني دمى الفتيات .. وفي جيل الرابعة حين صرت العب بادوات اخواتي التجميلة كان  يضحك الجميع لطفل يكتشف العالم .. ولكن مع تقدمي بالسن لم يعد الامر مضحكا .. وصار يغضب ابي ويشدني من يدي لاصحو على واقع اني " رجل " !
لم تكن تعني لي تلك الكلمة اي شئ .. لم تكن تبهجني ولا اشعر بفخر خاص كباقي الاولاد حين ينعتوني بها .
" رجل " تلك اللعنة التي لاحقتني وما زالت تلاحقني منذ الابد .
اما في المدرسة لم اكن انتمي لابناء جنسي ابدا .. كنت احب صحبة الفتيات .. احب لعبهن .. دفاترهن الملونة وحقائبهن الوردية .. كلما كنت اقترب منهن كانت المدرسات تعدنني الى مكاني بين الصبيان .. صرخوا بي .. عايروني .. حاولوا  بشتى الطرق ان يفهموني الاقتراب من الفتيات ممنوع .. فانا ولد ولا يصح ان يتسكع الاولاد بين الفتيات .. بل مكانه هناك في المقام الاعلى بين الصبيان !
زرعوا الاشواك بيني وبينهن فانزويت لا اقترب اليهن ولا انتمي للصبيان .. ضعت في داخلي وتعمق بي احساس بالغربة .. كلما تقدمت بي السنين كلما زادت غربتي وزادت وحدتي وزادت العتمة في السجن الذي اقبع فيه.. في جسد الصبيان المراهق .. كنت انظر الى زميلاتي وقد بدأن بالاستدارة وظهرت عليهن ثمار الانوثة الاولى .. وكنت احسدهن .. كنت اتمنى ان استدير مثلهن وان تنمو على جسدي حقول الانوثة الخصبة .. وكنت اظن بيني وبين نفسي ان هذا سيحدث فعلا .. فقد كنت بداخلي اعلم انني لست صبيا .. واني فتاة مثلهن .. لكن جسدي خذلني من جديد .. لم يستجيب لخيالي ولم يهتم ابدا برغباتي وتركني في حيرتي غارقة لا ادري ما يحدث معي ولا من اكون حقا  كانت اغنيتي المفضلة بذلك الوقت اغنية لعبد الحليم حافظ
" مين انا .. عايز اعرف مين انا
ليه انا .. عايز اعرف ليه انا
اختارت الدنيا الميعاد
واختاروا اسمي في الميلاد
لا كان بايدي بدايتي             
ولا بايدي نهايتي
مين انا ؟..." 
ليتني اعلم يا عبد الحليم .. ليتني اعلم !
كانت غرفتي ملجأ وحدتي .. اخذ خفية اغراض اخواتي واجربهن على نفسي .. البس كعوبهن العالية .. والون وجهي بعلب زينتهن.. واكوم قطعا قماشية واصنع لنفسي صدرا افتخر به .. اعيش عالمي كما اشعره بداخلي .. اهرب من واقع يريد فرض نفسه علي وجسد حكم على حكما مؤبدا ان اظل في زنزانته .. اقفل باب غرفتي وادخل عالمي الحقيقي..حتى اسمي كان يزعجني .. رامي .. كان كلما نادي به احدهم اشعر بغصة في قلبي .. واخترت لنفسي اسم ريم .. لاني اريد ان اكون كالريم .. غزال حر يطير في البراري  !
واقتحم علي والدي عالمي وكنت كملكة بكامل زينتها .. هاله ما رأى ..ابنه البكر كالفتيات بزينتهن جذبني من ذراعي بعنف وقال اني رجل .. وما انا به انما فعل المخنثين واجبته بشجاعة لم اعهدها اني لا اريد ان اكون رجلا .. فصفعني على وجهي .. كفا هز كياني هزا
" انت رجل هذا البيت الذي نعتمد عليه .. وهذه ليست تصرفات رجال "


"لست كذلك " قلت ودموع سوداء تسيل على خدي ماسحة الكحل من مقلتاي

" انت مريض .. مريض .. انظر الى نفسك  " شدني من رقبتي الى المراه " انظر الى هذا المسخ .. هذا ما تريد ان تكونه ؟
مسخ .. مخنث ! "

لم اجبه كنت اشهق باكية

" ابكي وولول كالنساء على نفسك .. ولكنك ستكون رجلا .. ابني البكر الذي سيحمل العائلة على اكتافه  من بعدي "
ثم نظر الى امي التي وقفت امام الباب صامتة تبكي بعينين غاضبتين

"هذه اخرة تدليعك له وتدليلك .. خذيه ليمسح هذا القرف عن وجهه ولا اريد ان ارى هذا مرة اخرى
" صاح بنبرة وعيد

اقتربت امي باكية .. " عيب عليك ما تفعله .. سكتنا لك كثيرا .. ولكنك الان كبرت ولم يعد يصح ما تفعله ان الاوان لان تكون رجلا كابناء جيلك "

رجل .. رجل .. رجل كلمة كبيرة في مجتمع ذكوري .. تحاصرني ..تهددني .. تخنقني .. ربما يكونون على حق فانا اشبه الرجال بجسدي .. ولكن هناك خطب ما بي .. اعلم هذا .. لكني لا ادري ما هو .. اعلم اني لا انتمي الى هذا الجسد .. روحي لا تطيقه .. هل انا مجنون ؟ .. هل انا مسكون بارواح شريرة ؟ .. يا ترى ما خطبي ؟
حاصرتني الاسئلة التهمتني رويدا رويدا .. صرت اكثر انطوائية .. لا اخالط احدا في المدرسة .. وكنت كلما تقدمت سنة كان الوضع في المدرسة يسوء فكنت كنت ارق من ابناء جيلي .. شخصيتي مختلفة وهذا ما جعلني هدفا لاذى زملائي وتحرشاتهم ومركزا لسخريتهم ومضايقاتهم.. ينعتوني بال"بنوتي" وال"شاذ" وال"مخنث" .. يسخرون مني امام الجميع وحين يختلون بي يطلبون مني خدمات جنسية !
كنت اعيش جحيما في المدرسة .. وجحيما في البيت وجحيما مع نفسي .. ليالي طويلة اناجي السماء علها ترفع عني او حتى ترفعني اليها .. اناجيها لعلها تأتيني بالاجوبة .. لكنها ظلت  صامتة متخلية عني هي الاخرى في وحدتي وعذابي .
تساءلت هل انا شاذ او مثلي كما يقولون .. بحثت عن تعريف المثلية لارى ان كانت تنتطبق علي .. وكان التعريف بسيطا الانجذاب الجنسي والشعوري اتجاه اشخاص من نفس الجنس .. كانجذاب الرجل للرجل والمراة للمرأة .
اظنني انجذب للشباب .. يعجبونني اجل .. ولكن هناك قسم في هذا التعريف يضايقني فانا لا اشعر باني اصلا من نفس جنسهم .. هل مثليتي خاصه .. وواصلت ابحاثي ثم تعرفت على كلمات كالجندر .. والهوية الجنسية والتحول الجنسي !
واكتشفت اني لست وحيدة بالعالم وبانه في حالات يحدث تباين بين الجنس البيولوجي والنفسي اختلاف بينهما فهناك من يولد بجسد رجل ويعرف نفسه على انه امرأة وان هناك من يولد بجسد امرأة ويعرف نفسه على كونه رجل
وعرفت ان هناك عمليات تجرى لتصحيح الموضوع وملائمة الجسد وتحويله ..وصار حلمي الان ان اتحول .. لا فكلمة التحول لا تعنيني بل اريد ان اصحح خطأ واعود الى نفسي اتحرر من سجني الذكوري هذا
دب في امل .. اني ساتخلص من جلدي هذا وساهب لنفسي جسدا جديدا يلائمني ..  جسد بكل ثمار النساء التي كنت اشاهدها في المجلات وفي تموجات اجساد زميلاتي واخواتي ...
وقررت ان ازور اخصائيا نفسيا ..لعله يساعدني ويوجهني .. وكم كنت اخشى ان اقع مع احد لا يتفهمني فانا منذ عرفت نفسي وجدت كل شئ ضدي .. لا احد يفهم اني وجدت نفسي هكذا .. اني لم اختر يوما ان اعاكس او اعاند شيئا بل هو شعور داخلي بعدم انتمائي لجنس هم حددوه لي .. فرحوا بذكورتي وبئست انا بها .. لا احد قد يستوعب ما اعانيه .. ففعلا من كانت يده بالنار هو من يشعر بالحرق فقط .. ليتهم كانوا يفهمون .. ليتهم بي يشعرون .. لا يهمهم الا ان اكون ولدا احمل اسم ابي احافظ على ذكورة مزعومة يحترمها مجتمع منافق .. يخشون ان انا اظهرت ما بداخلي ان يأكلنا الناس بالسنتهم ولا يأبهون ان اكلني انا الالم والتهمني حتى يقضى علي .. ان لبس احدهم حذاء ضيقا يعاني منه الامرين .. يلعن تلك الساعة التي لبسه بها .. ولا يرتاح الا اذا خلعه ورماه بعيدا .. فما بالهم اذا ذاق الجسد ؟؟..
لذلك احتجت لمن يفهمني ويشرح لي حالي .. ولحسن حظي وجدت اخيرا من كان قادرا على فهمي كانت تلك الاخصائية النفسية البشوشة .. تحدثنا شرحت لها امري .. وشرحت لي ان العملية تحتاج لوقت فهناك المتابعة النفسية وعلاج الهرمونات  فعلي ان اتحلى بالصبر وبالشجاعة .. فاني ساواجه خلال طريقي الطويل مجتمعا باسره .. لكنني كنت مصممة فانا لا بد ان اعيش واقعي .. ان اعيش ما اريد لا ما يريدون .
وصرت اذهب للاخصائية سرا .. اخفي عن عائلتي ما يدور في ذهني .. لكن ما انا بصدد القيام به ستظهر معالمه علي فكان علي الاعتراف لهم .. وكم كان الامر صعبا حين وقفت في غرفة ابي وامي ابتلع ريقي واحاول ان اخرج الكلمات المحشورة بحلقي بقوة
" تعلمان اني منذ كنت صغيرا كنت مختلفا ".. قلت بعد ان طلبت منهما الحديث وان يستمعا الي حتى النهاية .." كنت العب بالعاب اخواتي .. احب لبسهن ومجالستهن .. لم يكن الامر يزعجكما بداية .. ثم صار كذلك لما كبرت وظللت اتصرف كالفتيات .. ظننتم ذلك ربما نابع من دلال زائد او من مخالطتي لاخواتي الفتيات .. لكن هذا غير صحيح .. لقد عرفت ما بي .. فانا كنت بعيدا عن الاولاد قريبا للبنات مقلدا لهن .. لاني في الاصل امرأة ولست رجلا" !

صمت بعدها لارى وقع كلماتي عليهما .. امي كانت تبكي بصمت اما ابي فقام ثائرا " عدت لهذيانك ؟ .. لا.. تماديت جدا .. هذا لاني لم اتصرف معك التصرف الصحيح "

" يا ابتي ان ما بي هو اضراب الهوية الجنسية وهو شئ موجود فكم من امرأة بجسد رجل ورجل بجسد امرأة والموضوع يحتاج لبعض العلاج وتكون الامور جيده "

" علاج ؟ وستعود الى رشدك وتعلم انك رجل وتتصرف برجوله ؟"

" بل ساكون على حقيقتي .. ساكون امرأة "

" امرأة .. امرأة .. ستتحول الى امرأة ايها العاهر المخنث .. لقد افسدت عقلك الافلام والكتب التي تقرأها .. هذا الكلام يحدث هناك عند الكفرة في بلاد  الغرب "

" ارجوك ابي ان تهدأ .. هذا هو الحل لحالتي .. أ يرضيك ما انا به ؟"

" والله انه لخير لي ان تموت الان امامي على ان اراك تتحول لامرأة"

اسكتتني الصدمة .. ذبحتني جملته .. انهمرت دموعي دون سابق انذار على خدي كسيول شتاء عاصف

" عموما .. لقد بدأت مراحل العلاج .. ولن اتراجع " خرجت كلماتي من غريقة بين دموعي

" انا قلت لك .. لقد سكت لك كثيرا لكن لن اسكت اكثر من هذا .. ان تماديت فلن تستطيع ان تخرج بعد الان من البيت الا على قبرك .. وها انا قد حذرتك " قال وخرج من الغرفة يعلوه دخان غضب اسود

" تريد ان تكون امرأة .. ان تجلب لنا العار .. ماذا سنقول لاعمامك واخوالك .. ماذا سنقول للناس .. ماذا سيقول عنا الناس ؟.. الم تفكر باخواتك البنات ؟ من سيطرق بابنا ليطلبهن بعد هذا ؟.. يا خسارة تربيتي وتعبي ..." تكلمت اخيرا امي وصوتها مخنوق بالدموع

" الناس ؟ وماذا عني انا ؟ الم يفكر احدكم بي ؟..."

" لا اريد ان اسمع اغرب عن وجهي الان "

خرجت .. خرجت حاملا كسرا بقلبي ونهر دموع في عيني .. دخلت الى الحمام .. استحممت بماء ساخن اختلط  بحزني وعبراتي .. وتكثف كل ذلك الالم مع البخار على تلك المراة التي اقف امامها .. اتخيل لنفسي جسدا اخرا .. نزار قباني يصرخ في راسي :
أنا بمحارتي السوداء .. ضوءُ الشمسِ يوجعني 
وسـاعةُ بيتنا البلهاء .. تعلكنـي و تبصقنـي 
مجــلاتي مبعثـرةٌ ..وموسـيقاي تضجرني 
مع الموت أعيش أنا .. مع الأطلال و الدّمـنِ 
جميـعُ أقاربي موتى .. بلا قبـرٍ و لا كفنِ 
أبوح لمن ولا أحداً ..مِنَ الأمواتِ يفهمني ؟ 
أثور أنا على قدري .. على صدئي على عفني 
و بيتٍ كلُّ مَنْ فيـه .. يعادينـي و يكرهني 
أدقُّ بقبضتي الأبواب ..و الأبوابُ ترفضنـي 
بظفري أحفر الجدران .. أجلدها و تجلـدني 
أنا في منزل الأموات فمن من قبضة الموتى يحررني ؟!
 بيدي احمل شفرة حلاقة اقربها من معصمي .. لاحرر نفسي من هذا الجسد بثمن باهظ فساحرره من العالم كله .. ترتجف يدي وتقترب من شراييني النابضه .. ولكن الشفرة الحادة سقطت من يدي .. واجهشت في البكاء .. اعلم ان دربي طويل وفيه معارك كثيرة .. ابكي على نفسي لاني لا اريد ان اهزم بسهولة .. ولاني اريد ان اعيش ولو ليوم واحد كمرأة بجسد الانثوي الكامل امشي به بكل فخر مطلقة شعري للريح وثدياي للحرية .. يوم واحد فقط اعيشه هكذا يكفيني .....

04‏/03‏/2014

الرسالة الاخيرة



امسك قلمه فاردا اوراقه على مكتبه الذي يضيئه مصباح ضئيل .. امسكه مستشعرا ذلك الشعور اللذيذ بانزلاق القلم على الورقة مشكلا نزيفا حبريا من الكلمات .. جعل لكلماته حرية التسرب عبر قلمه الحبري على الاوراق البيضاء .. لتشكل مشاعره .. اراد ان يكتب له رساله تنضم الى رسائل سابقة كان بعثها الكترونيا .. لكنه اراد ان يسكب هذه المرة بنفسه على ورق .. أليس يقال ان الخطوط تعكس ما في داخلنا .. نرسم انفسنا بكلمات وحروف .. واراد ان يشعر بذلك الالم الخفيف من التصاق القلم بين اصابعه .. أ فليست الكتابة تعبير عن ألم .. اراد الكتابة هذه المرة بخط يده .. فانها قد تكون رسالته الاخيرة...
 كتب دون مقدمات :
 كم كنت اتمنى لو كنت تلك الخيوط الملونة المتشبثة بمعصمك المكونة حوله سوارا جميلا.. او اني هرتك البيضاء التي تسرع اليك فور عودتك مساءا .. فتكون مداعبتك لها اول ما تفعله .. كم تمنيت لو اني طالب لديك .. طالب يعشق استاذه بسرية .. ينتظر دروسه بفارغ الصبر .. يجتهد بها .. يحاول ان يكون اول من يجيب على اسئلتك حتى يلفت انتباهك .. وحين تعطيه اطراءا يمتلئ سعادة وينتشي طوال اليوم !
 لو اني ذلك البقال الجالس في دكانته اسفل عمارتك والذي تزهر يديه سعيدة باصابعك التي تلامسها كلما دفعت له المال مقابل مشترياتك .. او ذلك الوسيم المجهول الذي تلتقي عيناك بعينيه لثواني سريعة فتبني بينكما عالما من الرغبات والاحلام .. ينهار بتنهيدة " خسارة " في حين في حين يستمر كل منكما في طريقه ..!
اتمنى ان اكون كل هؤلاء .. ولكن اريد ايضا ان اكون انا .. انا ذلك العاشق الحالم بليال طويلة لا تنتهي يقضيها في صحبتك.. بعناق ابدي وقبلة فيها الحياة .. وكم يصعب علي ان اظل في اللظى وحدي انتظر .. اصطلي بنار الشوق حتى لقاء مقبل اراك فيه .. اصبر نفسي ببعض اتصالات هاتفيه بيننا بين حين واخر تتناثر بها الكلمات دون ان ادري بماذا تحدثنا فصوت قلبي الهادر شوقا لانفاسك كان اعلى من اي صوت ..!
 ان حبي لك مؤلم .. يحتل قلبي كله لا يترك اي مساحة لاي شئ اخر .. يبث المه دون رحمه .. لكنه يشعرني بانني حي .. حي كما لم اكن من قبل ابدا .. يمكنني الان ان اقول اني عرفت الحب ذلك الشعور الذي يبعث رعشة بالقلوب عابرا الاجيال والازمان ! .. وان نظرت بعيني سترى من خلالهما الجمر يشعلني وسترى في اعماقهما صورة جمالك الزاهر مزروعة هناك .

كيف اشرح حبك .. واي كلمات تصف مابي .. كنت تقول لي اني كلماتي حارقة مؤلمة ..اجل فانها تخرج من قلب مشتعل بالحرائق .. منذ رأيتك اول مرة وقد دبت بي النار .. أ تذكر ؟ أ تذكر حديثنا الاول .. أ تذكر حمرة الخجل التي اعتلت وجنتيك حين القيت عليك اول اطراء ومغازلة .. وابتسامتك الحائرة تلك ما زلت اراها امامي .. كانت امسية قلبت تاريخي دخلت فيها فاتحا وتعلقت انا بحكمك ونصبتك ملكا على عرش قلبي .. خشيت انت من علاقتنا ..خفت التوغل فيها .. تعذبت كثيرا بعد المرة الاولى التي التقينا به جسديا في احضان سريرك.. همنا معا .. استمتعنا .. انتشينا .. وحين انتهت نشوة الحب بقيت انا ثمل وعدت انت لصوابك لتحكيم عقلك كما كنت دائما .. واعدتني الى الواقع ...
 اذكر غيابك لايام وتوسلاتي اليك .. اذكر دموعي التي كنت اداريها وتفيض على وسادتي بالخفاء .. اذكر شوقي وحنيني في بداية فيض حبي نحوك .. ثم عدت متخبطا بين عقلك وقلبك .. بين رغبتك باللقاء وبين منطقك بالابتعاد !...
صدقني منذ احتجابك الاخير وانا احاول .. احاول ان اعود الى ما كنت عليه .. امارس الرياضة .. وتسجلت في دورات اليوغا لعلي اتخلص من حمل روحي .. ان انتبه اكثر لعملي وان اقوم بدوري كأب !
 اب لابن انت استاذه .. ابن كان حلقة الوصل ما بيننا وكان اكبر الحواجز التي تفصلنا عن بعضنا . ما لا تعرفه انت انك كنت قد لفت نظري من بعيد .. حين كنت تقف مع زملاءك من المدرسين او محاطا بتلاميذك امام المدرسة .. وكان ابني دائما يتحدث عنك .. لكني لم اتجاوز تلك المسافة بيننا .. حتى كانت تلك الامسية التي كنت مدعوا اليها مثلي .. راقبتك من بعيد تسحرني ابتسامتك كلما اشرقت على وجهك .. وقررت ليلتها ان اقفز فوق كل الحواجز الرسمية وان اصل اليك.. وقبلت انت بالمغامرة رغم انك تعرف من اكون .. فانها طبيعتنا البشرية التي تبحث دائما عن المخاطر وتجذبنا اليها .. وكان ان دعوتني
الى بيتك بعد تردد وانت تعلم ما قد يترتب على ذلك .. وقبلت انا وكنت كفراشة اسعى نحو النور وانا اعلم اني قد احرق اجنحتي !
كنت تشتهيني كما اشتهيك .. ولكن هل كنت تحبني كما احببتك ؟
 وكان ان اصابك عذاب من ضمير بعد تلك الليلة البركانية بيننا .. انفجرت فيها حمم وتقاذفت مشاعر .. فاختفيت .. ثم عدت وكنت دائما تعود .. يصعب عليك الاستمرار فانك لم تعد تستطع النظر في عيني ابني .. تلميذك .. ولا عيني امه اذا ما إلتقتك صدفة امام باب المدرسة .. ويصعب عليك الابتعاد .. فكانت لذة المغامرة تشدك الي.
اما انا فكنت ضائعا .. تائها بين جزرك ومدك .. والغريب اني كنت راض عن ذلك الاحتراق طالما كنت تعود !
 كان يمكنني حين تغيب ان اذهب بكل بساطة الى المدرسة بحجة ابني .. ولكني كنت افضل ان تعود انت بمحض ارادتك.. ورغم ذلك حين كان يهزني الشوق ولا اطيق عليه صبرا اصطحب ابني صباحا او اذهب لاصطحابه عصرا حين يخرج من مدرسته علي اراك وكثيرا ما كان يخيب ظني فلا اراك وكأنك كنت تعلم اني اتربص بك في الخارج وتخاف ان تفضحنا عيوننا اذا ما التقت.. وكم كنت اسعد حين يحالفني الحظ والمح طيفك .. اسعد اجل ولكن رؤيتك من بعيد كانت تؤجج نار شوقي اكثر ! حين كنت تعود كنت اخترع الحجج والاعذار حتى لا اعود الى البيت .. لاغرق طوال الليل على وسادتك استنشق
انفاسك .. واتغذى بدفئ جسدك .. كنت ارى في عينيك المنتشيتين ظلال قلق .. من حب تراه مستحيل الاستمرار بيننا وضمير يغرز بك مخالبه .. كنت تحاول ان تنسى ان تستمتع بالقبلات التي ارسمها على جسدك واثبتها على شفتيك البرتقالية المذاق.. كنت تسلمني جسدك اغزوه كيفما اشاء بينما تطلق انت لليل تأوهات لذتك.
كنت في نار الحب المشتعلة لا ارى ولا اشعر الا بك .. نظرة .. بسمة .. كلمة .. وكان ما تبقى مني يحترق مع اللهيب .. كنت اريد ان ابقى تائها في تلك المشاعر .. الا ابقى انا .. ان اتلاشى حتى اذوب فيك !
وياللحب من بين كل المشاعر له سلطان القلب والجسد والروح .. يحتلها فلا تعد تأتمر الا بامره ولا تعرف منطقا الا منطقه .. وهل يعرف الحب نفسه منطقا ؟
 وجاء ذلك اليوم المشؤوم .. اجتماع الاهالي .. قدمت انا وزوجتي وابني .. ننتقل من صالة لاخرى ومن معلم لاخر حتى يعطوا تقريرهم السنوي عن التلاميذ .. وجلسنا امامك ثلاثتنا ابتلعت انت مشاعر وحاولت ان تتماسك رغم الارتباك .. اما انا فكنت ارتجف مكاني امامك احاول ان انظر الى اي شئ اخر الا عيناك !
وليلتها على ما يبدو اتخذت قرارك الاخير .. هل كانت الغيرة سببا من الاسباب .. لانك واجهتها لاول مرة .. ام ان ضميرك زاد ضغطه بعدما رايتنا عائلة مترابطة ؟..
 لا اذكر من مكالمتك في اليوم التالي الا انك تريد ان تكف عن رؤيتي ان تتوقف عن حبي .. انك لا تستطيع الاكمال ..
تكلمت كثيرا بصوت مرتعش .. ربما من اثر الدموع التي كنت تبتلعها في حلقك حتى لا تنفجر امامي .. اما انا فكان هناك صفير اعصار في اذني .. اخر ما قلته انك لن تعود الى تلك المدرسة بعد العطلة ستنتقل الى مكان اخر لا يذكرك بي .. لم احاول ان اقول شيئا ان ادافع عن حبي .. فان هذا الحب لم يكن عادلا .. رمانا امام ظروفنا ووقف يتفرج علينا مبتسما !
ادرك الان وانا اغرق في اعماق المحيط .. وقبل ان ارتطم بقاعه المظلم .. انه لكي نحب بشكل افضل علينا ان نبتعد احيانا .. ان ننفصل .. وان الم الانفصال قد يشكل دافعا يجعلنا نحب !
 ولذلك رويدا رويدا احاول ان اطفو الى السطح من جديد .. ان اعود الى نفسي !
 لقد لامست قطعة من الجنة وكم يصعب علي الان اتخاذ قرار الهجرة والمغادرة الى الارض من جديد .. ان الحنين الى تلك اللحظات الابدية في صحبتك تشعرني بحقيقتي البشرية الغير كاملة .. الفانية .. حقيقة لابد ان اتقبلها كأمر واقع !
ولذلك اكتب اليوم علي اتحرر ..فالكتابة عتق للفكر والمشاعر نفرغها على ورق بحروف وكلمات .. نستعيد بها صور ما كان نرى قصتنا من جديد .. نكتبها لنعلن انتهاءها او لنقنع انفسنا انها انتهت .. وفي نفس الوقت نخلدها فهي قسم منا وجزء من حياتنا نعود اليها كلما مسنا الحنين ..

انثر كلماتي هنا وابعثها لك .. فانت صاحبها .. لا انتظر ردا وفقدت الامل في عودتك .. فقد تكون محقا .. وقد يكون من الافضل ان يظل هذا الحب ساكنا في قلبينا المتفرقين وفي ظلاله نعيش ما تبقى لنا نستمد من الذكريات دروسا تقود حاضرنا .. من الافضل ان يظل وردة في حديقة القلب نشتمها كلما عاودتنا الذكريات والاشواق ...