- ملاحظه قبل القراءه:
- هذه الخاطرة مقتبسة من واقع مؤلم منقولة بتصرف وبكلماتي .. حين قرات الرسائل الاصليه تحجرت الدموع في عيني وانفجرت كلمات .. اقل ما اقدمها تضامنا مع صديق لي .. ونقلا لمعاناتنا نحن المثليين في المجتمعات الشرقيه وظلمنا من اقرب المقربين لمجرد اننا نحب بطريقة مختلفه .. حكم علينا ان نعيش في المنفى !يا رب : إن لكل جرحٍ ساحلاً"وأنا جراحاتي بغير سواحل ..كل المنافي لا تبدد وحشتي"ما دام منفاي الكبير .. بداخلي
- كان ينظر للرسالتين امامه لا يكاد يرى حروفها السوداء .. كانت تغشى عينيه دموع مريره من اثر الرسالتين التي كانت كلماتها اشواكا تغرز في قلبه ومخالب تخدش بلا رحمة مشاعره المحطمة كقطع الزجاج ! امسك بيده المرتجفة قلمه ليكتب هو ايضا رسالهرغم انه حفظ الرسالتين المريرتين رغما عنه اعاد قراءتهما مرة اخرى قبل ان يرد بدوره .. كان وهو يقرأهما كمن يسير بحقل انغام تنفجر الكلمات بين اضلعه بين سطر واخر ... منذ اكتشف اهله مثليته وهو في عاصفة من الالم تجرفه بامواجها القاسية وتجلده كل يوم بسوط اعاصيرها القاسي" بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد المرسلين من قلب ام ملهوفة على ولدها .. اما بعد يا بني العزيز هل يرضيك بعدك عني .. هل يهون عليك عذابي ؟.. تتركني بلا رحمة وتقطع عني اخبارك ؟ يا ولدي كم يؤلمني ما انت فيه وكم اخشى عليك عذاب يوم عظيم .. تب الى الله وارجع الي .. فانا امك التي حملتك وارضعتك واحبتك وفاخرت بك امام الناس يا ولدي ارحم قلبي المكسور وعد الى احضاني او ابعث لي على الاقل باخباركى تطمئنني
- ارجوك عد الى رشدك واعقل وعد الى حضن امك واهلك ولا تقطعني .. واتق الله في نفسك وعد الى طريق الحق هداك الله "
وذيلت الرسالة الاولى بتوقيع امه
ثم اخد بقراءه الرسالة الثانيه " بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد الخلق والمرسلين محمد ابن عبد الله النبي الامين
صرخه ام مفجوعه بولدها
السلام على من اتبع الهدى وبعد "
السلام على من اتبع الهدى؟؟.. رغم انه يقرا للمرة الالف الرسالة الا ان هذا السلام كان يصدمه .. أ وخرجت من الهدى بالنسبة لهم ؟
" ولدي أتنسى امك التي حملتك وهنا على وهن .. أتقطع من كان قربها جنة ؟..الا يكفيك ما انت فيه من ضلال واثم ؟ .. اتق الله في نفسك فقد اغواك الشيطان واصغيت اليه واتبعت خطواته فجرى منك مجرى الدم وصرت كرة يلعب بها كما شاء برجليه .. عد الى ربك وتب والا ندمت يوم لا ينفع الندم وعذبت عذابا لم يذقه احد .. اسمع مني فاني لك من الناصحين والا حاججتك يوم لا ينفع احد احد .. وانقلب حملي لك وارضاعي وحبي لك الى لعنه عليك .. اترك ما انت عليه والا فلك عذاب الحريق ! فما انت مافيه الا شهوة حيوانيه فلا تتبع شهواتك التي زينتها لك نفسك .. عد الى حضن امك وكنف عائلتك وتخلص - من اثامك واقمع شهوة الشيطان فيك . لقد تركتنا دون اخبار وتوفي والدك وهو يطلب رؤيتك لتسامحه ولم تأتي لوداعه .. وتركتني انا امك التي ربتك فاحسنت تربيتك وهنت عليك فارحم قلبي المفطور فاني ارجوك ان تعود الى صوابك .. هل يرضيك ان ترجوك امك لترحمها .. ترفق بحالي وفكر باخوتك .. ماذا نقول للناس فالكل يسأل عنك .. بعدما كنت فخري صرت خيبتي وعاري كبرتك وربيتك فانتزعك الشيطان مني اتق الله وتب اليه ... امك "
كان يعلم علم اليقين ان تلك الرساله لم تكتب الا على يد اخيه صاحب اللحيه والجلباب الابيض وان كان يحمل توقيع امه .. اخوه الاكبر الذي لم يكن ليتوانى عن ذبحه لو لم يهرب .. اخوه الذي كان في وقت بطالته يستلف منه نقودا ويرفض الان اعادتها لان اموال " اللوطي " غنيمه له لا ترد لصاحبها .. اخوه الذي لم يفكر يوما ان يستمع اليه وان يضمه متفهما ونسي ان الدين رحمة ومعاملة واكتفى بتوعده بنار سيصلاها في الاخرة !
لم تهن عليه امه في رسالتها الاولى فقرر بعد صمته ان يكتب ان يحاول لو قليلا ان يشرح رغم انه على يقين ان كلماته ستكون هباءا منثورا الا انه تشبث بامل انها قد تصل الى قلب احدهم .. عالاقل سيسمعون وجهة نظره التي لم يهتم اي منهم الى سماعها - اماه "
ان كان قلبك مفطور مرة فان قلبي مفطور مرتين .. وان كنت تشتاقين الي فاني يا امي لا اعيش غربة بل غربتين ! كتبتم علي بقسوتكم ان اعيش في المنفى .. اسكن بين الاغراب لا وطن لي استكين اليه ولا حضن لي اغفو بامان عليه .. اين ابدأ امي وكيف اشكو وانا اقف بباب اوصد في وجهي ولن يفتح امامي الا اذا رميت خلفي قلبي وتخليت عن طبيعتي ولبست قناعا هو سجني ... ربيتني صغيرا وكنت منك قريبا وكنت تعرفين دائما اني مختلف عن اخوتي وصبيان حارتي لا العب لعبهم ولا اتصرف مثلهم .. كنت تفاخرين دائما باختلافي .. بتمييزي بادبي وحسن خلقي .. وما زلت انا .. انا فماذا تغير ؟ وضعتموني في اطار تعرضونه وتسعدون بجماله وكنت دائما عند توقاعتكم كنت كما تريدون دائما تمثالا جميلا نحتموه .. دست على رغباتي لاسعدكم لكي لا اخيب ظنكم لاكون ما تريدونيه ان اكون .. فهل تساءلتم مرة ماذا اريد انا ؟
ثم سافرت للدراسه وفتحت لي الحياة ابوابها وعشت للمرة الاولى تفتحت كزهرة ترى اشعة الشمس للمرة الاولى حلقت كفراشة تتذوق للمرة الاولى رحيق الورود .. كنت كطير ينشر جناحاته للريح ويعانق زرقة السماء للمرة الاولى .. ولكن رغم سعادتي باشعة الشمس والرحيق والريح - والسماء الواسعة الزرقاء الا ان الصورة التي اردتموني عليها كانت تؤرقني كنت افضل ان اظل مختبئا في الظل حتى لا اجرحكم وتظلوا سعداء بابنكم المفضل ! وحدث ان اكتشفتم حقيقتي المتداريه وكانت الطامه بالنسبة لكم انني قد احببت .. كانت خطيئتي التي لا تغتفر هي الحب .. الا يحق لي ان احب مثلكم .. ان اجد شاطئا ارسو اليه كما تلجؤون الى احضان احبائكم كل ليلة .. احببت فادنتموني .. وقتها عدت اليكم مشتاق الى احضانكم عدت متعبا من غربتي واردت بينكم ان ارتاح .. لكنكم فور عودتي حاصرتموني .. نصبتم لي محكمة وحرمتوني حق الكلام .. اتذكرين ابي حاملا السكين يهدد بذبحي ؟ .. ا تذكرين اخوتي يركلونني بلا رحمه .. ا تذكرين ؟ وانت يا ملجئي كنت اليهم تنظرين لا تحركين ساكنا وحين انتهوا من افتراسي وتركوني ارضا العق جراحي والملم انكساري جئت الي لا لتعزيني ولتأخذيني الى حضنك بل لتقولي لي لعل ما فعلوه فيك يعيدك الى طريق الصواب ! تركتني وسط الدمار وحدي الملم جراحي وحدي .. اجفف دموعي وحدي .. تركتني اقاوم الغرق وحيدا .. وانت .. انت طوق نجاتي ..
نصبتم انفسكم قضاه وتكلمتم جميعا باسم الله وادنتوني .. قررتم اني في جهنم لا محال ولم تعرفوا من الله الا عذابه فاين رحمته .. الم تدركوها ؟! صرتم كلكم افاضل وقديسين ؟..فما بال اخي ذاك يعود كل ليلة سكران.. والثاني من فتاة لاخرى يخدعهن ويتركهن - محطمات ليشبع رغبته .. اليست رغبة حيوانيه هي الاخرى ؟.. فمن كان منكم بلا خطيئه فليرمني بحجر .. ولكن رغم خطاياكم فقد رجمتموني ..علقتم مشنقتي وصلبتموني وما كان ذنبي الا اني احببت! لماذا تلوموني على ما لم اختره ؟ .. حاربت نفسي .. قمعتها .. احرقتها .. صلبتها على اللهب واصليتها الحرمان.. لكني بقيت احب ابناء جنسي .. عانيت ليالي طويله بكيت وحيدا دون ان يشعر بي احد اغرقت نفسي بالدموع علها تتطهر .. لكن نفسي لم تكن اثمه .. بل كانت تحمل اجنحه وتحاول ان تحلق !
ماذا تغير يا امي فاني ما زلت انا ابنكم الناجح .. الخلوق .. المميز .. كل ما في الامر ميول وتصرفات اقفل على نفسي الغرفة فتصبح حياة شخصية لا تؤثر على احد وكل له غرفه المغلقه لا ندري ما يدور بها .. فلماذا ادان انا ؟
تخشون الناس يا امي وتهتمون لما يقولون .. ولا يهمكم كيف احييا والقيود في يدي ؟
اماه..
كنت من المفروض ان تكون ركن الامان وصدر الحنان الذي يأويني .. كنت دائما هكذا ولكنك وقفت معهم ورفضتيني .. كنت اظنكم تحبونني حقا .. ولكنكم لم تحبوا الا ذلك التمثال الذي نحتموه .. فلو كنتم يوما قد احببتموني لقبلتوني كما انا واحتضتنموني بين جناحيكم ولكنكم حاصرتموني فكان علي الهرب .. فلم اعد اشعر بينكم بالامان .. جعلتموني غريبا مدانا .. كنتم في داخل قلبي الوطن والمسكن وصار داخل قلبي منفى كبير لا وطن ولا مسكن التجئ اليه واستكين حين تتعبني الطريق - بين اشجاره وعلى عشبه الاخضر وفي شمسه الدافئه .. تشردت لا اهل لي .. غريب .. وحيد ! وتقولين لي يا امي عد ؟ .. الى اين ؟ الى وحوش تتربص بي .. ام الى حضنك الذي تخلى عني في عز محنتي !يا امي دعوا الله في سماءه يحاكمني ولا تكونوا ناطقين باسمه مقسمين الناس بين جنة ونار .. فهو اعلم بامري وارحم بحالي منكم ! لا تدرين اماه المي وانا اخط رسالتي .. كأني اكتبها من دمي ..اتظنين اني لا اشتاق .. ولكن في القلب جرح غائر حفرتموه بمعاولكم ! واعرف ان لك فضل كبير في تربيتي ووصولي الى ماوصلت اليه ولن اكفيك شكرا لكني اخترت حياتي وكان يجب ان اهرب لاحافظ عليها من براثن اخوتي ولكي استمر وابني مستقبلي وكل ما ارجوه ان ترحموا غربتي .. وفؤادي الجريح بطعنات سيف ظلمكم ومن مواعظ نفاقكم واتركوني اعيش فلقد لفظتموني من بينكم كما يلفظ البحر جثة من بين امواجه .. فلماذا حتى في بعدي ومنفاي تلاحقونني .. كونوا بخير ودعوني مع معاناتي احاول العيش بسلام ..."نظر الى رسالته من خلف ستار الدموع وطواها ووضعها في الدرج عله يبعثها يوماوكم يتمنى ان تطوى المساله وتختفي كما طوت الرسالة واختفت في جوف الدرج ...
where is Home
قبل 4 أسابيع