وقفت امام الباب الابيض الموصد ممسكا بالمفاتيح مترددا بفتحه .. منذ عام مضى فقط كنت اتبعه الى هذا الباب كان امامي يفتح الباب بثقه وفرح وانا اقف خلفه مترددا خائفا
عام كامل مر على لقائي به وها انا ذا اليوم امسك المفتاح لافتح انا ذلك الباب الابيض الذي فتحت معه حين فتح لي اول مره عوالم حافله !
صوت ضعيف من وراء الباب اعادني من الماضي كان صوت نجاة يغني قصيدة نزار قباني " ارجع الي .. فبعدك لا عقد اعلقه .. ولا لمست عطوري في اوانيها .. ارجع الي ...."
صدمتني الكلمات زادت من دقات قلبي وحسمت ترددي فادخلت المفتاح وادرته لافتح الباب الخشبي الشامخ امامي...
كان يقف هناك وسط الغرفه الصغيره التي شهدت ليالي حبنا الطويله .. عدة اسابيع مرت منذ رأيته اخر مره
عدة اسابيع طويله مرت منذ خلافنا الاخير.. لم ادري كيف مرت ايام الاسابيع تلك.. لم يكن للوقت طعم ولا لايامي لون.. حتى دق هاتفي صباحا .. كان رقمه الذي اشتقت لرؤيته اياما طوال .. رن الهاتف الذي كان ينبض قلبي في كل مرة يرن به على امل ان يكون هو حتى يأس ولم يعد للرنين وقعه الاول!
لكن اليوم صباحا ظهر رقمه.. ترددت بالاجابه لكن الشوق لصوته غلبني فاجبته مصطنعا البرود ولولا بعض من رباطه جأش بي لكانت فضحتني دموع الشوق ولهفته
" كل عام وانت بخير " جاء صوته كالبلسم خلال الهاتف يبرد ما في قلبي من حرقه .. "هذا عيد حبنا الاول تابع" بصوت ساحر انساني ليالي السهاد .."اشتقت اليك .. انتظرك في عشنا هذا المساء ..."
هذا ما استطعت ان استوعبه من المحادثه القصيرة التي حرصت على ان انهيها بسرعه حتى لا يفضحني ضعفي!
وها انا اقف هاهنا امام الشاب الاسمر الوسيم الذي التقيته منذ عام وعشت معه سنه خارج الزمن .. عرفت معه حلاوة الحب.. وعرفت لوعته ومرارته ايضا!
كان يرتدي قميصا ازرق يبرز عضلات صدره ويحمل بيده ورده حمراء .. ورائحه بخور رائعه تعبق بالغرفه
وتحيل هذا الجو الرومانسي جو ساحر حتى الهذيان!!
كنت واقفا مكاني غير متأكد من وجودي امامه هناك ام انها مجرد احلام وسرعان ما ساصحو منها!
اقترب مني بخطوته المتأنيه البطيئه وانا متصلب امامه اقترب مني حتى لاصق جسده جسدي وبقيت انا عاجز عن الحراك ...
من بعيد ما زالت تردد نجاة " ارجع الي .. ارجع الي ....فان الارض واقفه.. كأنما الارض فرت من ثوانيها ...."
ضمني اليه بشده وقبل شفتي .. وانا كتمثال رخام لا املك لجسمي حركه الا من دموع فرت من عيني .. دموع ليال طويله من الاشتياق.. ليال بارده قضيتها وحيدا .. اردت ان اعاتبه .. ان اصرخ بوجهة.. ان اسأله كيف استطاع ان يتركني كل هذه المده.. كنت اريد ان اعرف منه هل بات لياليه متقلبا لم يذق للنوم طعما مثلي !!
لكن كل العتاب واللوم فر من امامي وتهت مع حضنه الدافئ دفء الحنان .. ولقيتني ابادل قبلاته بقبلات
مسحت طعم الألم الذي ذقته بحلاوة الحب المرتسم على شفتيه...
دار راسي كدوران رائحه البخور الذي لم اعد اشمه بالغرفه وابتعد صوت نجاة بعيدا بعيدا ولم اعد ارى من اضواء الغرفه الا ظلالا خافته تتداعب على جسدينا المتحدين بالحب .. وفرت الارض من ثوانيها ولم يعد وجود بالدنيا الا له ولي وغنى قلبي مع الصوت القادم من بعيد " فما حياتي انا ان لم تكن فيها ..."
هناك تعليق واحد:
جميل اوى الحب بس للاسف ديما بنصحى منة و احنا حاسين اننا كنا فى كابوووس صعب اوى و اسى اوى
لاكن العيش فى لحظة واحد فى حب حقيقى اعتقد انها تنسينا كل مرارة بعد الحبيب
مودى
إرسال تعليق