العرض الاول :
كانت السنة الاولى طويلة ولأيامها وطئة ثقيلة علي .. كنت اشعر بالثواني وهي تزحف ببطئ .. اعد الايام في انتظار الصيف حتى اعود لبلادي فقد انهكتني الغربة .. لم اكن اتصورها بهذا البرود وتلك القسوة .. ولكن العام قد مر .. بما فيه من نشاطات ضيقة لي .. فلم اكن اعيش الا بين البيت والجامعة حيث ادرس اللغة الفرنسية .. ومع لقائتي القليلة مع الاصدقاء القلائل الذين حصلت عليهم .. ومع كتبي والمذياع.. الجهاز الكهربائي الوحيد في غرفتي الى جانب الثلاجة والذي كان يلتقط بلا توقف او ملل اثير اذاعة الشرق من باريس !
وحل الصيف اخيرا بعد ان رحلت اخر جحافل الشتاء عن المدينه .. واقترب يوم سفري .. كانت الايام الاخيرة هي الاطول والمسألة دائما كذلك فاخر المشوار هو اطوله .. وقلت استغل ايام الشمس هذه لاتجول واتعرف على المدينة التي ساقضي بها على ما يبدو سنين عديدة قادمة ! .. في اخر يوم لي قبل سفري كنت اجلس على مقعد في احدى الحدائق مستمتعا بشمس لطيفة تداعب باشعتها وجهي وبكتاب مثير اقرأه ..
- هل يمكنني الجلوس هنا ؟
رفعت رأسي عن الكتاب لارى محدثي .. كان رجلا في الاربعينيات من عمره زحفت جيوش الشيب في رأسه فغزت مساحات شاسعه منه لكنها جعلت منه لونا رائعا باختلاطها بما تبقى من شعر اسود.. كان يشير الى المكان الفارغ الى جانبي .. وكانت له عينان بنيتان واسعتان !
- بكل تأكيد قلت له مبتسما .. وعدت الى كتابي
- ان الطقس جميل اليوم.. قال بعد ان جلس
- صحيح اجبته
- قليلة هي الايام التي تنعم بها علينا باريس بطقس كهذا
- فعلا
ولا ادري كيف نجح ذلك الرجل في جري الى حديث معه .. لكني كنت فرح بذلك فتلك كانت اول مرة اتحدث بها مع فرنسي بلغة فرنسية .. وكنت اضع على المحك ما تعلمته في الشهور الماضية .. ومضى الحديث عادي حين سألني فجأة
- وماذا ستفعل اليوم ؟
- ساقابل صديق .. قلت بعفوية
- هل هو جميل صديقك ؟
وجدت السؤال غريبا لكنه برغم ذلك اجبته بنبرة حائرة وكأني اقول بها ما هذا السؤال
- اجل .. هو كذلك
- رائع انا احب الاصدقاء الوسيمين ! .. قل لي وماذا تحب انت ؟
- ممم.. صمت قليلا فسؤاله اضاء نورا احمرا في رأسي .. احب امي وابي وعائلتي .. اجبت بسذاجه .. كما اني احب النساء .. اضفت بخبث !
- وماذا عن الرجال ؟
- الرجال ؟ ماذا بهم .. قلت وقد بدأت تزداد سرعة نبضات قلبي
- الا تحب الرجال ؟
- كلا ! قلت له مصدوما
- الم تجرب معهم ؟
- لا هذا مقرف .. قلت وانا ابتلع ريقي
- انا كذلك لم اجرب.. قال متجاهلا اخر الجملة .. لماذا لا نجرب معا ؟ فتكون مرتي الاولى ومرتك الاولى !
- لا .. لا استطيع ذلك المسألة مقرفة رجعت وشددت على الكلمة
- فعلا ان فعلنا ذلك بشكل كامل .. اتفق معك .. لكننا يمكننا ان نقبل بعض نلامس بعض ونستخدم الفم لاشياء كثيره.. لسنا مجبرين ان نذهب للعمق ! .. قال مبتسما
- ..... سكت ولم اجبه .. ارتفعت نسبة الادرينالين في دمي
- دعنا نجرب .. انا اعمل مع فريق كرة قدم .. قال ذلك واخرج بطاقة من جيبه لم انظراليها حقا .. يمكنني ان ادعوك لمشاهدة مباراة .. بعدها نأكل معا .. ثم نذهب الى بيتي .. نأخذا حماما معا .. و...
- لكني مسافر غدا ! .. قلت قاطعا جملته .. ثم انتبهت ان ردي فيه نوع من الاخذ والرد معه ليس فيه رفضا قاطعا !
- لا بأس .. نتقابل حينما تعود .. يمكنك اعطائي رقم هاتفك وساتصل بك .. قالها ونظر لهاتفي الذي اخرجته لارى الساعة
- اعطني رقمك ساتصل بك انا.. قلت له
- هاتفي معطل .. اعطني رقمك .. ثم اخرج ورقة وقلم
- 06345210... وجدتي اقول له رقمي الاصلي .. تردد قليلا واضفت 76 مغيرا اخر رقمين في هاتفي
- سجلته .. ساتصل بك حين تعود
- علي الذهاب الان .. قلت له وقلبي ما زال يخفق
- كيف ستذهب ؟
- ساخذ المترو
- لا داعي .. تعال اوصلك بسيارتي
- كلا .. قلت وقد قمت من مكاني كمن لسعته الكهرباء .. كلا شكرا لك .. تمالكت نفسي اكثر .. لكني افضل المترو.. الى اللقاء ..
- الى لقاء قريب ..تأكد من اننا سنستمتع بوقتنا ان تقابلنا !
لم ارد عليه لكني فررت مسرعا من امامه .. اريد ان ابتعد عنه اكبر مسافة ممكنة .. كانت اول مرة ارى فيها رجلا يعرض على اخر علاقة جنسية .. كان جسدي يرتعش وقلبي ينبض بسرعة .. توجهت من فوري بعدها الى بيتي متأكد من انه لا يتبعني !
لقد صدمني ذلك اللقاء .. لكنني في الليل حين دخلت الى الحمام وجدتني اداعب نفسي واتخيل ذلك الرجل الاربعيني يأخذ حماما معي ....!
العرض الثاني :
حين اكتشفت حي المثليين صار يحلو لي ان امشي فيه مساءا .. لكني في كل مرة ما كنت اضع قدمي هناك حتى يخفق قلبي بشدة واسرع الخطى حتى ادور به سريعا واخرج منه !
وفي احدى تلك الامسيات وانا اسير وحيدا مر بي احدهم وقال لي "مساء الخير" .. وبكل عفوية وطبيعية رددت عليه تحيته وتابعت سيري منعطفا الى اليمين داخلا الى شارع جانبي ضيق ذو اضواء خافته يفضي الى الشارع الرئيسي .. كنت خارجا من الحي عائدا الى بيتي .. فسمعت خطى سريعه تتبعني كأنها تريد اللحاق بي .. التفت خلفي فكان ذلك الشاب الذي القى علي تحيته منذ قليل.. لم اتبين بشكل جيد ملامحه بسبب العتمة الطاغية على الانوار الخافتة للشارع الضيق
- هل معك شعلة ؟ قال ملوحا بسيجارة في يده
- كلا .. اجبته .. وفي تلك البرهة من توقفي كان قد وصل الي وتابع السير معي
- انت لا تدخن اذن؟
- صحيح لا ادخن !
- هل اعجبك الحي ؟
- اجل لا بأس به
- الم تجد ما تبحث عنه؟
- لكني لا ابحث عن شئ .. قلت مدافعا عن نفسي
- الى اين انت ذاهب الان
- الى البيت !
- ما رأيك ان تأتي معي لنشرب شيئا معا
- كلا شكرا .. يجب ان اعود الى البيت
- ما زال الوقت مبكرا .. هيا بنا نجلس في مكان ما
- لا استطيع .. شكرا
كنا قد وصلنا الى نهاية الشارع وبان لنا الشارع الرئيسي بانواره التي تراجعت على عتباتها عتمة الشارع الجانبي الضيق .. توقف حينها مرافقي عن السير تمنى لي امسية هادئة واستدار عائدا ادراجه الى الحي.. التقت انفاسي المتسارعه لثوان .. التفت خلفي لاراه لكن الشارع كان قد ابتلعه فلم اره .. تقدمت بضع خطوات في الشارع الكبير الملئ بالسيارات لململت اجزاء نفسي اللاهثة.. واجتاحني فجأة شعورا غريبا بالندم ! .. شعرت ان فرصة كانت امامي وجعلتها تتبخر .. حسمت امري بسرعة وعدت لادخل الحي من جديد طفت شوارعه املا ان يراني فيدعوني مرة اخرى .. مشيت ومشيت لكن اليأس دب في سريعا .. وصحوت من سكرة الندم فلن يفيدني الان وحتى ان قابلته ماذا ساقول له !
عدت الى بيتي اجرجر اذيال الخيبة والندم.
لكني عدت هناك في اليوم التالي مشيت في نفس الشارع الذي التقيته فيه .. وعدت في نفس اليوم ونفس الساعه من الاسبوع التالي ناسيا ان الصدف ليست تعاد.. واقتنعت اخيرا اني لن اجده مجددا .. بعدها قلت زياراتي الى ذلك الحي حتى توقفت نهائيا عن الذهاب اليه فلقد بات يزعجني ذهابي هناك ورؤيتي للمثليين يتجولون بحرية ويدخلون المحلات والمقاهي التي لم اكن اجرؤ على دخولها .. ثم ما نفع ذهابي وانا حين اصل هناك اسرع خطوتي واضع عيني في الارض حتى لا تلتقي بعيني احد !
كانت تلك الحادثتين الطلائع الاولى على ذلك العالم او طلائعه الاولى هو علي !
هناك تعليق واحد:
وقعت على هذه المدونة بالصدفة فكرهت أن أغادرها دون أن أترك كلمة
عن اي نضافة تتحدث و أنتم تدخلون بعض أعضائكم في أبشع مكان من أجسامكم.
رجل و امراة في الحلال ... نعم
لكن رجل و رجل هذا خطأ و غلط و مرفوض و غير مقبول و غير طبيعي.
أنا عندما ادخل المرحاض اتقزز
فكيف تدخلون عضو من أعضائكم في مصدر العذرة... احس بالغثيان
يععععععععععع
إرسال تعليق