Subscribe

RSS Feed (xml)

Powered By

Skin Design:
Free Blogger Skins

Powered by Blogger

02‏/01‏/2010

حاسوب الغرام !!!




" كم احبك يا حاسوبي العزيز "



قلت هامسا لجهاز الحاسوب الاسود القابع امامي على الطاوله الخشبية الصغيرة


ابتسمت للخاطر .. لاني منذ شهر فقط كنت مستعدا ان القيه على الارض محطما اياه الى الف قطعة وقطعه


كنت وقتها اقف حنقا في مكتبي اصرخ :


" تبا له من حاسوب احمق .. كدت انهي عملي عليه .. وها هو كالعادة يفرض اضرابه علي ولا يستجيب لاي من اوامري .. مللت منه .. سالقيه بالقمامة وانتهي منه !! "


" هدئ من روعك يا عزيزي " قال زميل لي بقهقة ساخرة .. " لماذا كل هذا الحنق؟! " .. تابع متقدما الي


" كدت انهي الملف والذي يجب ان اسلمه .. لكن هذا الحاسوب الاحمق توقف عن العمل فجاه ولم يعد يستجيب لاي شئ " قلت وما زال الغضب يتملكني


" لا تقلق .. اعرف شخصا قد يحل المشكله .."


اخذ هاتفه المحمول وكلم احدهم .. وما هي الا نصف ساعه حتى دخل علينا المكتب شاب انيق


بنظرة منه اخفى غضبي كله .. شدني من اول خطوة خطاها في المكتب !


كان بشعر اسود منساب وعينين عسليتين صافيتين .. اطل علينا بقميصه الاسود الجميل الذي خط معالم جسده


تسبقه رائحه عطر لطيفة داعبت انفي ودغدغت مسامه


" هذا عادل .. الذي حدثتك عنه " قال زميلي الذي شرح لعادل مشكلتي مع حاسوبي واحتياجي له هذا المساء


" لا مشكله " قال عادل بصوت عذب فتان واخذ رقمي ليتصل بي مساء


وقد اوفي عادل بوعده واعاد حاسوبي اللعين في المساء ...


في ظهيرة اليوم التالي .. وانا اجلس برفقه زميل نتناول غداءنا رن هاتفي .. واذا به عادل على الطرف الاخر من الخط : " مرحبا انا عادل " قال ببعض الارتباك


" اهلا عادل " اجبته بكل طبيعيه


" لقد سمحت لنفسي بنقل بعض الافلام من حاسوبك لجهازي " قال بدون أي مقدمات
صمت للحظات حتى استوعب ما قال .. " بعض الافلام من حاسوبي " !!


" لا.. لا مشكله " قلت متلعثما


"حسنا شكرا لك .. هل استطيع ان اراك هذا المساء " اضاف قائلا لي


" بكل سرور .. في المقهى القريب من المكتب اذن " قلت بشرود !


واغلقت هاتفي فزعا !!


فان افلامي التي في الحاسوب لا تتعدى كونها افلام مثليه !! " تبا لك يا حاسوبي الغدار


لم تمهلني فرصة حذفها قبل ان اصلحك".. "تبا لك تبا " كررت بيني وبين نفسي !!!........


في المساء وجدتني اتانق امام المراه .. اسرح شعري بتحفظ .. وارش بضع رشات من عطري المفضل


القي نظرة اخيرة على نفسي في المراه.. اخذ نفسا عميقا .. واتقدم نحو الباب لاخرج.


اقف امامه لحظات قليلة مترددا يساورني بعض القلق .. لكني في النهاية اخرج ...


كان المقهى مزدحما بالناس .. يختلط فيه ضجيج الكؤوس بهمهمات المتهامسين على الطاولات هنا وهناك


في الركن كان يجلس ...


توجهت اليه بخطوة حاولت ان اجعلها واثقة .. سبقته لاستقبالي رائحة عطرة التي بدأ يحبها انفي


هذه المرة كان بقميص ابيض رائع يكاد يظهر بشفافية ما تحته


عبثا الان احاول ان اتذكر حديثنا بعد ان طلبنا القهوة .. ولكني اذكر بوضوح حين قال :


" اسف لاني سمحت لنفسي ان انسخ بعض افلامك .. وحين فتحت ملفك لاتأكد من عدم وجود مشكلة فيه جذبني عنوان ففتحته .. واكتشفت بعضا من كتاباتك .. شدتني ولم استطع مقاومة فضولي .. اعتذر اشد الاعتذار "


قال وعينيه الخجلتان تتحاشيان النظر في عيني


بلعت ريقي لعله يرطب حلقي الجاف .. فانا اعرف ما معنى ان يفتح كتاباتي !! ولما لم اجد من بلع ريقي ترطيبا .مددت يدي لكاس الماء امامي وارتشفت منه


ولم اجبه الا ابتسامة مصطنعه .


ثم قال فجأة " اريد ان اسألك سؤال ! لكن عدني اولا ان لا تتضايق منه "


قلت بعفوية " اعدك !"


تلفت حوله قلقا اراد ان ينطق لكن الكلمات خانته وتحجرت على اطراف شفاهه ولم تخرج


فاخرج قلما من جيب قميصه وخط بيد مرتجفة بضع كلمات على ورقة ومدها الي


مرت عيني على الكلمات المرتجفة على الورقة كارتجاف اليد التي كتبتها وقمت واقفا من فوري


" ي..يجب .. ان .. اذهب .. لاني تأخرت .. وعلي ان ..انهض باكرا..للعمل " قلت متلعثما وخرجت الكلمات مرغمة من حلقي الذي كان ما يزال جافا !


فامسك بيدي وقال بيأس " لا ارجوك ! ابق قليلا !! انا اسف حقا !! "


" لا استطيع حقا لا .. استطيع البقاء "


" اعرف اني اتمنى ان اكون صديقا لك سواء كانت اجابتك بلا او بنعم "


لم افلح ان ابتسم له رغم محاولتي .. وفرض الوجوم نفسه على تعابير وجهي


وقلت بشكل آلي "ساكلمك بالغد .. الى اللقاء الان "


" انتظر حتى اوصلك بالسيارة " قال متوسلا


" لا لا.. احتاج لبعض الهواء .. ثم ان بيتي قريب ! " اجبته وخرجت من فوري


وقفت بالشارع تحت عمود انارة لاهثا كاني كنت اجري رغم اني لم اقطع الا امتار قليله


وعاودت النظر الى الورقة التي كدت اعصرها بيدي


" " ARE YOU GAY ?


كانت ترتسم هذه الكلمات التي اختار ان يكتبها بالانجليزية امامي


ووجدتني احمل هاتفي واكتب " نعم انا كذلك " وابعث برسالتي القصيرة تلك الى رقمه !


وما هي الا لحظات واذ برقمه يظهر على الشاشة مع رنين الهاتف ..


ترددت بالرد.. لكن الرنين الح علي وكأنه توسلات متواصلة ...


" انتظرني حيث انت ارجوك " قال صوته المتوسل الاتي من بعيد


" ساكلمك غدا مساء " قلت له بصوت مرتجف


" لا اريد ان اراك الان " اجابني بنفس النبرة المتوسلة


بعد ان حددت مكاني جاء يأخذني بسيارته السوداء الصغيرة ..


جلست الى جانبه لا اجرؤ على النظر اليه .. وكنا كأن الطير على رؤوسنا


سارت بنا السيارة بصمت .. ولم ينطق ببنت شفة الا ليسألني اين اسكن


كنت اشعر بالكلام يدور بشفتينا يريد التحرر .. ولم يجرؤ احدنا على تحريره .. وكاد الصمت الخانق حولنا ان ينطق بما يدور باذهاننا!!!


اوقف السيارة امام العمارة .. شكرته دون انظر اليه وبسرعة اردت ان افتح الباب واهرب !


لكنه امسك بيدي نظرت اليه وحاولت ان ابقي عيني ثابتتين امام عينيه ..وما ساعدها على الصمود بريق الحزن الذي لمحته بعيونه العسلية


تكلم اخيرا .. لم افهم مما قاله كلمه !


خانه التعبير .. حاول ان يكون جملا او يشرح موقفا .. لكنه لم يفلح.. كانت تخرج الكلمات منه غير مترابطه ..كان على وشك ان يعترف باعظم سر في حياته .. كان موقفي اسهل منه فقد اختبات وراء شاشة هاتفي واعترفت اما هو فكان ما زال بصراع مع نفسه ...


وبعد محاولاته لتكون جمله .. قال ببساطه انه مثلي !!!....




" هل تريد ان احضر لك الشاي معي ؟ " قال وقد قرب شفتاه الى اذني فسرت قشعريرة هزت كياني كله !


هززت برأسي دون ان انطق .. ونظرت اليه ماشيا برقة متوجها لتحضير الشاي


" منذ شهر وانا اعيش احلى ايام الحب .. وكله بفضلك يا حاسوبي العزيز " قلت ذلك وطبعت قبلة على شاشته..!



هناك 5 تعليقات:

mody-3loshi يقول...

استمتعت بجد و انا بقراء البوست دة بجد

يا رب ديما تبقى سعيد يا جميل و تبقى معاة عمرك كلة فى احسن حاااااااااااال

ALI ALOUSH يقول...

عزيزي اشكر على متابعتك الدائمه لي
دمت بود

gay-ana يقول...

وآآآآآآآآو !!
أنا كمان إستمتعت كتييير، و الله حكاية و لا في الخيال !!!
ربنا يهنيك !

تامر يقول...

علي :
هاي اول مرة بشوف مدونتك ... بدي اشكرك على تعليقك السابق على مدونتي واتشرفت باضافة مدونتي عندك وقدد قمت بالمثل حتى اتابعك باستمرار
دمت سالما

تامر

- يقول...

عظيم جداً .. أحببتها بشدة ، كلماتكَ راقت لي كما هي دائماً ، تحياتي الخالصة لك و لقلمك الذهبي .