اقف على عتبات محطة مترو الانفاق على تلك المساحه المربعه المحيط بها الشارع كالتيار الجارف من جهاتها الاربعه .. امامي يقف مبنى الاوبرا الباريسي القديم بعراقه بابوابه السبعه واعمدته وعلامات N المكلله بالغار الداله على حقبة الامبراطورية النابليونيه .. وعلى السطح من كل طرف ملاك مجنح مذهب..ومن الخلف على قبة المبنى تمثال اخضر يحمل قيثارته المذهبة الاتيه من الاساطير.
والقمر بالسماء كعرجون قديم هلال مضيء وسط الغيمات السوداء المقتحمه للسماء يكافح ليطل بين الحين والاخر ناظرا الى الارض !
اقف هناك وسطه زحمة من الناس الاتيه والرائحه من رصيف الى اخر كأني قطرة تتقاذفها الامواج .. وحولي يطغو هدير السيارات المتزاحمة المسرعه في الاتجاهات الاربعه فوق " الجزيرة " التي اقف عليها .. امراة تتكلم بهاتفها المحمول بغضب يصطدم كتفها بي .. تمضي دون ان تعتذر مواصلة غضبها على مكلمها في الهاتف .. ودخان سجائر برائحته التي ابغضها يقتحم علي انفي .. قادم من سيجارة الشاب المتكئ على عمود الانارة والذي يبدو انه ينتظر احدا ما كما افعل انا !
" لابد .. ان .. ننهي .. العلاقة .. بيننا .. وان افك .. أي ارتباط .. يلزمني .. معك .. "كررت بيني وبين نفسي للمرة الخمسين الكلمات التي اريد ان اقولها له .. كررت قولها ببطئ محاولا صياغتها بطريقه احسن !
اجل اريد ان اتركه .. ارهقني بروده .. مللت ملاحقته برسائل غراميه لا جواب عليها .. تعبت من مواصلة الاتصال والسؤال دون أي اهتمام منه ..يعذبني صمته نحو مشاعري !
كنت ما ازال اكرر الكلمات .. حين اخذت نفسا عميقا مستجمعا بعض الشجاعه التي تبعثرت حين رأيت نصف جسمه الاعلى وهو يصعد الادراج الحجريه .. بابتسامته المعهوده حياني وسأل عن اخباري.. بنوع من الجفاف المصطنع اجبته .. وسرت الى جانبه قاطعين الشارع بصمت .. مترددا بالكلام .. ادفع بالكلمات دفعا لكنها خانتني وقلت له " اشتقت اليك "!!!
كعادته وباقل حروف يستطيع ان يستخدمها يرد هذه المرة باربع حروف فقط "وانا " !
صمت مهزوما للمرة الالف امام حبي الطاغي له وسرت مستمعا اليه يحدثني كعادته عن يومه الذي مر...
هناك 7 تعليقات:
رائعة ... معبرة جداً .. وذكرنى مغزاها بقصيدة للرقيقة نجاة الصغيرة .. ماذا أقول له لو جاء يسألنى إن كنت أكرهه أو كنت أهواه ..إنى ..ألف أهواه !! شكراً لأسلوبك الجميل :)
يخرب بيته !!!
هو هذا إلي ما يتسمى ، "الحب" يخرب بيت سنينه ، ذلنا و مرمطنا ...
لكن، يبقى بالرغم من كل شي حلو، حتى عذابه حلو ...
آه يا رومانسي يا علي ، يا ما تحت السواهي دواهي !!! :) :)
عزيزي anagay لا يعرف معنى الحب الا من ذاقه !
اخي الغير معروف شكرا لمرورك هنا ولقصيدة نزار التي تغنيها نجاة قصة اخرى معك
كل التحيات
انا دايما تخوني الكلمات
ودايما اقول الكلمات اللي كنت اتجنبها وانسى الكلمات اللي كنت مجهزتها ومتدربه عليها
بس تدري
فتره وتعدي
ومن كثر المستخبي راح تنفجر في يوم من الايام مثل اللي صار لي
وراح تصرخ وتقول كل اللي بقلبك
ويطلع كل شي
يبغالك وقت
وبداء العد التنازلي للانفجار
ههههههه
crazy in freedom
اولا يسعدني تواجدك اختي بمدونتي
وفعلا اخرة الكبت انفجار
ارجو ان لا يكون عنيفا يطيح بي انا !!
شكرا لتعليق وارجو لك دوام الخير والسعادة
كم احاول ان ارفع من مقدار الحب ولكني اعود فاكفر به للمذلة التي يتعرض لها احد المحبين تجاه الاخر .. هل ينقصنا ذل في حياتنا ونحن اساسا في حياتنا تمر علينا محطات اذلال يوميا .. فهل ينقصنا ان نذل انفسنا بايدينا .. والله يا علي بكل ما كنت اؤمن بالحب بقدر ما صرت كافر به للتجربة التي امر بها .. قصتك اثارت بي شعور المرارة وانا انهزم يوميا ..وكما قلت اعيدها في اليوم 50 مرة باني ساقول له انتهينا ولكن رغم كل مشاكلنا نعود فاسير في طريق هزيمتي وارفع رايتي البيضاء
عزيزي احمد علي اكتشفت ان اضعف ما فينا هو قلبنا
ورغم ذلك سيطرته علينا كبيره
لا نملك له ردا نطيعه صاغرين
والحب كله مذله لما يكون الطرف الاخر غير ابه
لكنه كله رقه لما يكون بين الحبيبين تفاهم وموده
تحياتي لك
إرسال تعليق