Subscribe

RSS Feed (xml)

Powered By

Skin Design:
Free Blogger Skins

Powered by Blogger

24‏/02‏/2010

محاوله في الاخراج!!!

طبعا كل الاغاني التي نسمعها تتحدث عن حب امرأه لرجل او رجل لامرأه.. لم نصل بعد لان نغني للحب المثلي ولن نصل الى ذلك حتى بعد مئه عام !
لكننا نسمع اغاني نحبها ونغنيها للحبيب فتغنيها الفتاه المثلية لحبيبتها والشاب المثلي لحبيبه !
ومن هذا المنطلق حاولت ان افحص مواهبي الاخراجيه هههههه على اغاني احبها وركبتها على فيديوهات مثليه  والفيديوهات مأخوذه من مسلسلي المفضل Queer as folk ....

ماذا اقول له - نجاة الصغيرة .. قصيدة رائعة لنزار قباني




متى ستعرف كم اهواك - نجاة الصغيرة لنزار قباني ايضا بصوت ملحنها محمد عبد الوهاب







حبيتك وبداري عليك - فايزة احمد







واخيرا...
فيديو ليس من "اخراجي" لكني احبه جدا

My heart will go on - Céline Dion

20‏/02‏/2010

مختارات من رباعيات الخيام 1


عمر الخيام فيلسوف وشاعر فارسي كتب رباعيات في غايه الروعه قام ثلاث شعراء عرب بترجمة رباعياته من الفارسيه الى العربيه
لعل اشهرها واتقنها هي التي ترجمها احمد رامي وربما تعود شهرة ما ترجم رامي لان ام كلثوم غنت مختارات من الرباعيات...
شخصيا انا اعشق هذه الرباعيات التي تتمتلئ بالفلسفة ولرؤية الشاعر للحياة .. لخلطه بين الذنب والتوبه .. بين حب الخمر.. والزهد ومناجاة الله ...
اختار بعضا من الرباعيات :

سمعت صوتا هاتفا في السحر

نادى من الحان : غفاة البشر

هبوا املئوا كأس الطلى قبل أن

تفعم كأس العمر كف القدر


***

أحس في نفسي دبيب الفناء

ولم أصب في العيش إلا الشقاء

يا حسرتا إن حان حيني ولم

يتح لفكري حل لغز القضاء

***

تروح أيامي ولا تغتدي

كما تهب الريح في الفدفد

 
وما طويت النفس هما على

 
يومين أمس المنقضي والغد

***

 
غد بظهر الغيب واليوم لي

وكم يخيب الظن في المقبل

ولست بالغافل حتى أرى

جمال دنياي ولا أجتلي

 
***


لبست ثوب العيش لم أستشر

وحرت فيه بين شتى الفكر

وسوف أنضو الثوب عني ولم

أدرك لماذا جئت أين المفر

***

 
نمضي وتبقى العيشة الراضية

 
وتنمحي أثارنا الماضية

 
فقبل أن نحيى ومن بعدنا

 
وهذه الدنيا على ما هيه

***


طوت يد الأقدار سفر الشباب

وصوحت تلك الغصون الرطاب

وقد شدا طير الصبى واختفى

متى أتى يا لهفا أين غاب



***



الدهر لا يعطي الذي نأمل

و في سبيل اليأس ما نعمل

و نحن في الدنيا على همها

يسوقنا حادي الردى المعجل



***



أفق خفيف الظل هذا السحر

وهاتها صرفا وناغ الوتر

فما أطال النوم عمرا ولا

قصر في الأعمار طول السهر



***

اشرب فمثواك التراب المهيل

بلا حبيب مؤنس أو خليل

و انشق عبير العيش في فجره

فليس يزهو الورد بعد الذبول



***



كم آلم الدهر فؤادا طعين

و أسلم الروح ظعين حزين

وليس ممن فاتنا عائد

أسأله عن حالة الراحلين



***



يا دهر أكثرت البلى والخراب

و سمت كل الناس سوء العذاب

ويا ثرى كم فيك من جوهر

يبين لو ينبش هذا التراب



***



وكم توالى الليل بعد النهار

وطال بالأنجم هذا المدار

فامش الهوينا إن هذا الثرى

من أعين ساحرة الإحورار



***



أين النديم السمح أين الصبوح

فقد أمض الهم قلبي الجريح

ثلاثة هن أحب المنى

كأس و أنغام ووجه صبيح



***

يا نفس ما هذا الأسى والكدر

قد وقع الإثم وضاع الحذر

هل ذاق حلو العفو إلا الذي

أذنب والله عفا واغتفر



***



نلبس بين الناس ثوب الرياء

و نحن في قبضة كف القضاء

وكم سعينا نرتجي مهربا

فكان مسعانا جميعا هباء



***



لم تفتح الأنفس باب الغيوب

حتى ترى كيف تسام القلوب

ما أتعس القلب الذي لم يكد

يلتام حتى أنكأته الخطوب



***

عامل كأهليك الغريب الوفي

واقطع من الأهل الذي لا يفي

و عف زلالا ليس فيه الشفا

واشرب زعاف السم لو تشتفي



***





أحسن الى الأعداء و الأصدقاء

فإنما إنس القلوب الصفاء

و اغفر لأصحابك زلاتهم

وسامح الأعداء تمح العداء



***



عاشر من الناس كبار العقول

وجانب الجهال أهل الفضول

واشرب نقيع السم من عاقل

واسكب على الأرض دواء الجهول



***



يا تارك الخمر لماذا تلوم

دعني الى ربي الغفور الرحيم

ولا تفاخرني بهجر الطلى

فأنت جان في سواها أثيم



***



أطفيء لظى القلب ببرد الشراب

فإنما الأيام مثل السحاب

وعيشنا طيف خيال فنل

حظك منه قبل فوت الشباب



***



بستان أيامك نامي الشجر

فكيف لا تقطف غض الثمر

اشرب فهذا اليوم إن أدبرت

به الليالي لم يعده القدر



***



جادت بساط الروض كف السحاب

فنزه الطرف وهات الشراب

فهذه الخضرة من بعدنا

تنمو على أجسادنا في التراب

وللمختارات بقيه ...


مختارات غنتها ام كلثوم
 
 
 
 
 

18‏/02‏/2010

همسات على ورق 6






رغم طول النهار والأيام الصيفية في هذا البلد إلا أن شهر يوليو لملم أيامه ورحل عنا ليحل محله شهر أغسطس



بأيام حارة ثقيلة .


الصيف هنا متقلب يحاول أن يحافظ على هيبته بحرارة يتركها حتى حين تتمرد عليه الغيوم وتنشر أمطارها على الأرض .. رغم ذلك تأتي أيام فيها بعض برود !


كان قد مضى الأسبوع الأول من شهر أغسطس خانقا بسماء رمادية كئيبة متصلبة لم تخلو من زخات متفرقة هنا وهناك جادت بها تلك الغيمات المتجهمة !


" أعلنت دائرة الأرصاد أن الجو في عطلة نهاية الأسبوع سيكون رائعا .. وقد قرر الزملاء بباقي الأقسام إقامة وجبة غداء خفيفة في غابة بولون فما رأيكما ؟ " قال لنا رياض بصوته الهادئ


" فكرة رائعة فأنا بحاجه لبعض الهواء النقي ولأشعه الشمس " قالت رجاء " ما رأيك ؟ " توجهت بسؤالها إلي


" ل..لا .. لا أعرف ربما لن أستطيع ! " قلت أنا بتردد


" ما هذا .. كل مرة لا تستطيع ؟ ولماذا ؟ " أجابني من فوره رياض


" أجل ماذا بك ؟ ترفض أي خروج معنا ؟ منذ زمن لم نقم بأي شئ معا !! " ردت رجاء بصوت يشوبه الغضب


" حسنا.. سأرى !! " قلت " علي ترتيب الكتب في قسم علم النفس " تابعت منهيا الحديث ومتسللا من بينهما بسرعة وأنا اشعر بنظرات رجاء الغاضبة التي رمت بها على ظهري!!






ترددت قليلا قبل أن أخرج من بيتي صبيحة السبت متوجها للغابة للحاق بزملائي .. لم أخبر رياض ورجاء بقدومي فقد أردت أن أفاجئهما بعدما كنت قد ضايقتهما بتصرفي في الأمس .


كان الجو فعلا رائعا كما أعلنت دائرة الأرصاد الجوية .. دخلت الغابة المشعة بلون أخضر عُكس من أشجارها المخضرة الناضرة .. وعلى العشب الأخضر جلست العديد من العائلات مع أطفالها .. إلى جانب البحيرة الصغيرة التي تسبح فيها بعض الإوزات والبط فرادى وفي مجموعات بحرية وهدوء .


وفي كل مكان أناس تمارس رياضاتها فمنهم من يجري قاطعا أطراف الغابة .. ومنهم من يلعب بالكرة فوق العشب الأخضر الذي تلاعب حشائشه نسمة صيف عليلة .


جلس زملائي تحت شجرة كبيرة كأنها امرأة عجوز بتجاعيد ! .. حين رأيت هذه الشجرة تقف هناك تخيلتها تقف ها هنا من فجر التاريخ .. فقد ارتسمت على جذعها فعلا أثار السنين !


يقهقهون ويتبادلون النكت وجدتهم هناك .. أمامهم فرش غطاء ابيض بمربعات حمراء .. وعليه وضعت أنواع أجبان وخبز قروي وتناثرت عليه حبات عنب خضراء .. وفي الوسط زجاجات مختلفة ما بين نبيذ أحمر وعصائر مختلفة .


بحثت بعيني عن رجاء ورياض فلم أجدهما بين الزملاء .. سألت عنهم فقيل لي أنهم إلى جانب البحيرة هناك .


توجهت من فوري نحوهما لألقي التحية وأعتذر لهما عن تهربي منهما بالأمس .


وجدتهما هناك ..كعصفورين ضمهم العشق !


ممسك بيدها ينظر إلى وجهها بعينين استطيع أن أقول أنهما حائرتين .. تخشيان أن تلتقيا بعينيها المليئتين بسعادة الحب ونشوته !


ويدها تحتضن راحة يده بحنان وتلهف !


وقفت أمامهم مصدوما .. يصعقني ما أرى..حاولت أن أنسحب بهدوء ..لكنها رأتني .. سحبت يدها بارتباك من بين يديه وهبت واقفة متجهة نحوي لكني انسحبت بعصبيه واضحة .. لم استطع أن أتحكم بردود فعلي ولم أقف


رغم نداءاتها المتكررة بتوسل عليّ !


فلحقني هو راكضا .. أمسكني من كتفي وأدارني نحوه .. كنا نقف إلى جانب شلال الماء الصغير المنحدر فوق صخور التل المنخفض وخرير الماء الساقط من الشلال يملأ الفضاء حولنا .


والتقت عيني بعينيه لأول مرة منذ فترة طويلة .


" ماذا بك ؟ " سألني


لم أجبه .. فضلت الصمت ولم أكن اعرف بماذا أجيبه !


" أنت تحبها أليس كذلك ؟ " قال لي بتردد " كان يجب أن تقول لي ذلك من قبل .. أنا لا أحب أبدا أن أخذ شيئا ليس لي " تابع بتردد أيضا !


" ماذا ؟؟ كلا .. كلا .. هل جننت ؟" صرخت مجيبا من هول الصدمة !


" بل تحبها .. هذا ما تدل عليها كل تصرفاتك .. ألم تلاحظ تصرفاتك معنا ؟ .. ماذا تسمي ابتعادك وتجنبنا ؟ ماذا تسمي ردة فعلك اليوم ؟ "


" أنا لا أحبها .. بكل بساطة لأني مثليّ ! " لا ادري كيف صرحت بذلك .. فلم أجد ما أدافع به عن نفسي ولا كيف اثبت عكس ما يقول فقررت أن ألقي هذه القنبلة ليغطي دخانها أفكاره ويبعد فكرة حبي لها عنه ..


وقد نجحت !

يتبع...

14‏/02‏/2010

همسات على ورق 5





وجاء يوم الاثنين أول أيام الأسبوع ها هنا ..كان يوما غائما خانقا احتلت به الغيوم المثقلة وجه السماء فضغطت الحرارة وحبستها ما بينها وبين الأرض .. فكانت ثقيلة على البشر!



وجاءت رجاء بثوب احمر متهللة فرحة رغم كآبة الجو وبيدها وردة حمراء .. أخرجتها ملوحة فور رؤيتها لي


" انظر.. لقد أعطاني وردة .. في الحفل..." كانت تقول بسرور


كنت أرسم ابتسامة ..جاهدت لأعليها على شفتي .. كنت في الداخل اغلي .. لم استطع تهنئتها رغم محاولاتي المستميتة لكني قلت ببرود


" هذا رائع.. لكن ألا ترين انك تتسرعين ؟ .. نحن لم نعرفه بشكل جيد بعد !"


"هو شخص جيد .. وأنت لاحظت شخصيته الرائعة ..وقد قلت لي هذا من قبل ......"


كانت تحاول أن تدافع عن حب بدأ ينبت بين جنباتها..


لكني لم استمع لباقي جملتها ودفاعها .. كنت انظر للوردة الحمراء .. أتخيلها في يدي !


كان يقتلني هذا الشعور .. كنت أتمنى أن أشاركها سعادتها .. أن أفرح لها من قلبي وأن أتوقف عن الغيرة منها !


كانت العلاقة تنمو بينهم يوما بعد يوما .. كانت تندفع إليه بحماس .. وكنت أنا احترق مكاني محاولا أن أكون طبيعيا دون كثير من النجاح في ذلك .


كانت سعادتهم تؤرق مضجعي .. وتزيد صراعاتي .. فمن ناحية كنت أريد السعادة لرجاء .. وكنت أريد أن أسعد معها وأفرح لها .


ومن ناحية كنت أريد رياض .. كنت أريده لي .. أريد أن أكون أنا مكانها .. أبادله الابتسامات والغمزات المسترقة


بين رفوف الكتب ..أبادله النظرات الناطقة والهمسات الحائرة بين الشفاه والآذان .


وكانت النار تستعر بين أضلعي .. وأثقلت بحرارة اللوعة كاهلي !


كان لسان حالي كلسان حال شاعر الشباب أحمد رامي حين قال :


" همان أحمل واحدا في أضلعي .... فأطيقه بتجلدي وأناتي


وأغالب الثاني ومالي حيلة ...... بعد الذي أرسلت من عبراتي "


فصرت أفر بناري .. حتى إن استعرت أحرقتني وحدي دون أن تمس بتمردها من حولي!


وصارت صديقتي تلاحظ ابتعادي وكنت أتعلل ببعض المشاغل .. وببعض القراءات !


كنت أراهم يتقاربون من بعض .. ولكن لاحظت منه تردد .. لم أدرك كنهه وقتها .. وكأنه متوجس خيفه من الإقدام .. كنت أظن أن وهمي يصور لي الأمر !


أغرقت نفسي بالكتب في أوقات فراغ العمل .. متجنبا إلى أقصى حد أي اتصال بهم .. كنت أخدر نفسي بقصص العاشقين في الروايات .. أعيش معهم آلامهم وأفراحهم .. ابحث بينهم عن من يشبهني .


فهمت صراع الراهب هيبا في رواية عزازيل أكثر وتعاطفت معه ورفقت لصراعه مع شيطانه .. فما صراعه ببعيد عن صراعي !


واستوعبت محسن عصفور الشرق بعد أن كنت اهزأ من عشقه الأثيري وانتظاره ساعات بقهوة أمام المسرح لرؤية حبيبته .. فلم أكن قد ذقت للحب معنى حينها !


وشعرت بعجز أحدب نوتردام أمام عشقه المستحيل للغجرية الحسناء العاشقة لغيره !


تنقلت بين شعر ونثر وحاولت أن أتوه في العصور مع كتب التاريخ .. فكنت أنتقل من حضارات الهلال الخصيب ووادي النيل إلى مجاهل الأمازون .. ومن فجر التاريخ إلى مطالع القرن العشرين


كنت أفتح أحيانا أي كتاب أجده حتى أوهمهم بانشغالي وكنت أنظر للكلمات دون استيعابها .. كنت أحاول من كل ذلك هرب وابتعاد قدر المستطاع .


كنت أتابع جان فال جان في مسيرة حياته البائسة في بؤساء فيكتور هوجو حين جلست رجاء أمامي على الطاولة


" ماذا بك ؟ " سألت بشكل مباشر


" ماذا بي ؟ " قلت لها مصطنعا التعجب

" تغيرت أحوالك ولم تعد تعجبني ! .. لم تعد ترد على اتصالاتي إلا نادرا .. وفي المرات التي ترد فيها تكاد لا تنطق إلا لتقول نعم .. اجل .. صحيح !! "


" لا ادري أشعر ببعض التعب بالفترة الأخيرة .. وعندي بعض الأوراق والأمور المهمة التي تشغلني وعلي إنهاءها " قلت متعللا


" أ متضايق أنت من علاقتي وتقربي من رياض ؟ " قالت بصراحة تعودتها منها


"ماذا تقولين؟؟ كلا.. كلا..بالعكس " قلت متلعثما متفاجئا من السؤال .. غير واثق بماذا أراد عليها


- " عذرا!! " قال عجوز مقاطعا حديثنا


" حسنا .. حين تقرر أن تخبرني .. فأنا دائما موجودة " قالت حاسمة الأمر قبل أن تلتفت إلى السائل بابتسامة مستفسرة عن طلبه .. ومن ثم توجهت معه إلى إحدى الأقسام تدله على مبتغاه


تنفست الصعداء بعد أن أنقذني هذا السيد من موقفي ...!

 
يتبع...

12‏/02‏/2010

همسات على ورق 4



لابد لي أن أقف هنا قليلا .. فلصديقتي علي حق أن أعرفكم بها يا قلمي ووريقاتي فانتم أصدقائي الجدد ..كانت رجاء فتاة متفتحة العقلية .. محتشمة اللباس .. سمراء أول ما يلفتك إليها عيون شديدة السواد محورةٌ كأَعين الظباء ساحرة ..



عرفتها في العام الفائت حين كنا نتعلم في نفس المدرسة للغة الفرنسية .. جاءت إلى فرنسا لتكمل دراستها في الترجمة .. منذ الأيام الأولى حصل بيننا ذلك التفاعل الكيميائي الذي انشأ بيننا روابط شديدة .. عرفت عنها كل شئ .. وعرفت عني كل شئ حتى أخطر أسراري !!


قدمت أوراقها لبعض الجامعات بعد أن أنهينا دراسة اللغة فقُبلت في جنوب فرنسا .. فرحت جدا لكونها ستقترب للبحر .. أكثر شئ تستفقده من بلادها !


أما أنا فقد كنت قد قُبلت في باريس .. فرحت أيضا لكن نغص علي فراقنا القريب المحتوم.. لكن بفرحها الذي تنشره حولها دائما .. خففت عني قائلة أننا في عصر السرعة والتطور والقطار هنا يقطع المسافات الطويلة ببضع سويعات .


وجاء الصيف .. وبحثنا عن عمل نقضي به صيفنا ونجمع بعض المال استعداد لسنتنا الدراسية الأولى في بلد الغربة هذا .. بحثنا معا .. وجدنا معا .. وعملنا معا في المكتبة !


وها أنا أعود من جديد للمكتبة .. حيث بدأ كل شئ ...






لا ادري متى ظهرت مشاعر الحب نحو زميلنا الجديد تلك .. فلم يمضي على وجوده معنا إلا أسبوع .. استطاع أن يأسر به لبي .


كنت أكتم وأتجاهل تلك المشاعر .. حتى كان يوما رتبت به معه بعضا من الكتب التي جمعناها بعد أن كانت موزعة هنا وهناك على الطاولات .. كنت أسير محملا ببعضها نحو الرفوف المعدة لها فسقطت متبعثرة مني على الأرض .


فجاء يومها ليلم معي الكتب .. ولامست يده من غير قصد يدي !


وكأن تيار كهربائي مسني وضرب مباشرة صميم قلبي.. ليهدم ذاك الجدار الذي بنيته حول مشاعر كانت قد بدأت تتشكل نحوه .. هدمه لتنطلق منه مشاعري معلنة ومؤكدة وجودها صراحة رافضة التخلي عن احتلالها لقلبي الخافق بين أضلعي بشدة على اثر ذلك التلامس !!


كم كان فولتير صادقا حين قال مرة " الحب من سائر كل العواطف هو أشدها فهو يهاجم في آن واحد القلب والرأس والحواس "!


فقد أعلن الحب علي حربه وكم من السهل أن تشتعل حرب الحب ولكن من الصعب إخمادها بعد ذلك !


كم يصعب علي الآن إعادة تلك الصور أمامي ..ففي هذه الصور التي أحاول بك يا قلمي أن ارسمها هنا بكلمات على وريقاتي ففيها هناك يبدأ كل شئ وما بقي يا قلمي إلا أنت وهن لسماعي !


كانت حياتي قبل ذلك هادئة تمضي بتكاسل لا جديد فيها .. أعيشها لأنها لابد أن تمر ثم جاء هو ليعصف بأيامي


ليؤلب علي مشاعري ويثيرها ضدي .


لتتمرد علي بعد أن كتمتها طويلا !


قررت وقتها أن أتحاشاه .. وكان معنى ذلك أن أتحاشاها هي أيضا.. فقد كانت تمضي معه فترة طويلة .. صرت اهرب من أي مكان يجمعني بهما .. وهما علاقتهما كانت تزداد قوة وصرت ألمح إمارات الإعجاب في عيني صديقتي رجاء .


كنت أتعذب .. حاولت دفن مشاعري في قلبي .. كانت الحيرة تشغلني .. كيف أحبه وهو ليس مثلي ؟؟.. كيف أحبه وهناك علاقة تولد بينه وبين اعز أصدقائي؟.. كيف أبني سعادتي على شقاءها ؟!!


غير منطقي يا قلبي ما تطالبني به فكف عن لهوك بي كنت اصرخ به كل ليلة وأنا أتقلب على فراشي .. فيهزأ مني كل مرة مجيبا " ومنذ متى والحب يعرف المنطق ؟" !






" هناك حفلة في باحة معهد العالم العربي غدا " أعلن أمامي رياض في مساء يوم الجمعة السابق لعطلة نهاية الأسبوع موجها كلامه لصديقتي ولي


"ما رأيكم بالذهاب ؟" توجه مستفسرا .. تحمست رجاء للفكرة موافقة ناظرة إلي متسائلة عن رأيي .. كنت أتمنى الذهاب .. لكن كيف لي أن أذهب معهم وأقف هناك إلى جانبهم دون أن يشعروا بي ؟ وكيف أضيف على نفسي يوما أخر من العذاب فوق أيام الأسبوع التي لم أعد ادري كيف تمر ؟
وبعد برهة صمت كانت تدور خلالها دوامة الأسئلة في رأسي اعتذرت لهم عن الذهاب متحججا بأعمال خاصة علي أن انهيها ...

يتبع...

08‏/02‏/2010

همسات على ورق 3




وفي اليوم التالي في الخامس عشر من يوليو ذلك اليوم المشمس الرائع وبعيد استراحة الظهر التي قضيتها ككل يوم مع اقرب صديقة إلى نفسي بل وتكاد تكون الوحيدة عدت معها حيث نعمل في المكتبة الباريسية الكبيرة في قسم الكتب العربية



كنت اعشق عملي هذا وسعيد كل السعادة بتمضية أيام الصيف بين الكتب هناك أتجول من عالم إلى عالم


فالكتاب يمنحنا أن نعيش أكثر من حياه


فبين دفتيه عوالم وحيوات نعيشها ونكتسب منها تشويقا ومعرفه


ليست كل الكتب.. فهناك كتب تفتحها ولا تستطيع تركها إلا عند إنهاءها .. تغيب معها عن محيطك وتدخلك بين طياتها .. وأخرى تندم على فتحها أصلا !!


كنت اقضي أيامي مستمتعا بين الكتب التي اعمل بها ومسؤولا عن ترتيبها ..كنت أتنقل كفراشة بين زهرات


ما بيت الروايات وأعيش عصورا وقصص حب وبين كتب تاريخ وسياسة ودين وعلم.


حاولت أن اكتسب من كل بستان زهرة وان أتعرف على كل الكتب الموجودة حولي رغم عددها الضخم


إلا أني تصادقت مع عدد كبير منها .. وصارت المكتبة عالمي الذي أحيا فيه واستمتع بقضاء وقت مع صديقتي


رجاء التي تعمل معي بين رفوف المكتبة وخزائنها .


في تلك الظهيرة حين كنت واقفا إلى جانب إحدى الرفوف مع صديقتي نرتبها ونقهقه بضحكات مكتومة محافظين على نظام الصمت السائد في المكتبة ، وإذ بمديرتنا العجوز تدخل علينا مبتسمة بوقار وفي صحبتها شاب ذا ملامح عربيه وتعلن لنا انه الموظف الجديد الذي سيعمل معنا .


كان شابا قمحي اللون بعينين سوداوين وشعر اسود براق وعلى وجهه ابتسامة مُحرَجَه وبعض قلق يرتسم في عينيه .


كانت رجاء أكثر حرارة مني فرحبت به بفرحها ونشاطها المعهودين ودعته معها لتعرفه على أقسام المكتبة المختلفة بينما بقيت أنا ارتب الكتب على رفوفها وحسب أرقامها ...


أظن انه منذ ذلك اليوم تكونت علاقة خاصة بين رياض زميلنا الجديد وبين رجاء .. جمعتهم صفات كثيرة مشتركه .. فهما يحبان نفس الموسيقى ونفس نوعية الكتب .. والاهم أنهما قادمان من نفس البلد للدراسة هنا في باريس .


كان يبهرني كل يوم أكثر.. انضم إلينا واقتحم علينا صداقتنا .. كان ما يزال جديدا في باريس لم يكون صداقات


فأفسحنا له مكانا بيننا .. كان ذا شخصية جذابة مرحه يحبها كل من يتعامل معها .


صار يشاركنا غداءنا حكاياتنا وضحكاتنا .. بوقت قصير صار قسما من صداقتنا وصار معنا كأننا نعرفه منذ سنين عديدة ...


صارت رجاء تقضي معه وقتا طويلا بحكم أنها تطوعت أن تكون مرافقته التي تعرفه على العمل وتساعده فيه


كنت انظر إليهم من بعيد لأرى ابتساماتهم وتهامسهم بنوع من الغيرة .


اجل يا وريقاتي المرتشفات حبر الكلمات السائل من قلمي الآن اعترف أني كنت اشعر أيامها بالغيرة فانا بشر والغيرة شعور يتسلل إلى قلوبنا رغما عنا يتواجد فينا كأمر واقع يفرض نفسه علينا .. لكن لكل منا طريقته فهناك من يطلق العنان لغيرته فيحولها من شعور إلى أفعال .. ومنهم من يحاول خنقها وقتلها في مكانها حتى لا تتمكن من التمرد والخروج إلى العلن!


وأنا كنت من النوع الثاني .. جاهدت أن اكتمها أن أبعدها وانفيها من مشاعري.


حاربت أن لا ترتسم مرة على وجهي وأنا بصحبتهم .. لكن غيرتي كانت خطيرة .. لأنها ارتبطت بحب محرم !


لم أكن أغار منه لأنه يسرق مني صديقتي .. صديقتي التي كانت كل حياتي .. التي تستمع إلي حين أشكو والتي تعرف كل أسراري وتفهم كل أناتي ..


والتي كنت استمع إليها ونقضي الساعات متحدثين إما بالعمل أو خارجه .. ولو نطقت سماعات التلفون لاشتكت بممل من طول أحاديثنا الليلية .. فكانت صديقتي الوحيدة وكنت صديقها المخلص ..


كلا ولم أكن أغير منه لأني أحبها .. فهي بالنسبة لي كانت أخت وصديقه ..


بل كنت أغار منها هي


لأنني كنت اشعر أني بدأت أحبه ...!

يتبع...

07‏/02‏/2010

قطار الذكريات



سهرت معه ليال كثيرة وبنيت بيننا جسور ردمت هوة المسافات بيننا.. كان انيسا لي في وحدتي .. وكان بلسما لجراحي..ومعينا لي في مشاكلي.. في ليلة ظلماء ونفسيتي تعبه جلسنا نتكلم فاقترح ان نكتب فكتبنا قصة مشتركه قصة شابين جمعتهما الحياه..جمعتهم الغربه..جمعتهم مثليتهم واحتضنهم قطار جلسوا فيه متقابلين دون ان يعرف احدهما الاخر رغم نقاط الالتقاء بينهما..وسبح كل منهما بعالم ذكرياته.. سننتقل معهما بين شرائح تشاركت انا وصاحب القلم الراقي اياد صاحب الشخابيط والكرمه بكتابتها في قطار الذكريات.


(1)
نزلت الأدراج الحجرية لمحطة قطار الأنفاق من أمام مبنى الأوبرا الشهير في باريس متلفحا لفحة سوداء ومعطفا اسود أيضا متقينا برد الصباح .. نادما على عدم سماع نصيحة أمي المتكررة لي لشرب شئ ساخن في الصباح قبل الخروج فقد شعرت بالبرد يتسلل إلى حلقي .. كانت أثار الليل ما زالت موجودة في أطراف السماء في هذه الساعة الباكرة من الصباح .


نزلت مع النازلين على الدرجات ووقفت على الرصيف المزدحم منتظرا القطار الذي أشارت الساعة على قدومه بعد دقيقتين .


ركبته متأملا أن أجد لي مكانا اجلس فيه في هذا الزحام .. وفعلا وجدت كرسيا فارغا بين 3 كراسي جلست على إحداهما سيدة سمراء وشاب أشقر أما في الكرسي الثالث كان يجلس شاب ذو ملامح عربيه لفت نظري العود الذي يحمله وكان يبدو انه غارق في الخيال !


جلست مقابله وتحرك بنا القطار.. كم هو مثير هذا القطار فهو كالدنيا لا ينتظر احد نلتقي به بأشخاص قد يطول بقاءهم معنا وقد يقصر ولكن لابد أن ينزلوا في النهايه كما يجب أن ننزل نحن أيضا في مرحلة ما!


لما نظرت لساعتي انتبهت للتاريخ .. منذ نصف سنه بالتمام كنت أقف في المطار حاملا حقيبة على ظهري بعد أن كانت قد أُرسلت حقائب أغراضي إلى الطائرة .. وقت أمام بوابة العبور مودعا أبي وأمي التي لم تملك أن تحبس دموعها فتركتها تنهمر على خديها .. كابدت أنا دموعي وحاولت ألا أظهرها أمامهم لكني بالكاد نجحت فقد فرت رغما عني دمعة أو دمعتين .. كان عالم جديد ينفتح أمامي مع ركوبي الطائرة ووصولي إلى عاصمة الأنوار!


ستة أشهر مضت بسرعة كانت أيامها الأولى صعبة حاولت التأقلم معها .. واعتقد أني نجحت في ذلك إلى حد ما


أهم ما أعطتني هذه المدينة هي الحرية .. حرية لشخص كتم مشاعره بسبب مجتمع لن يتفهم ميوله .. فقد كنت مثلي وقد فتحت هذه المدينة عالم المثلية أمامي ....!!


أعادتي صوت صفارة القطار المعلنة عن إغلاق الأبواب من ارض المطار في بلادي هناك إلى الكرسي المخملي الذي اجلس عليه .. رفعت عيني أوتوماتيكيا إلى النافذة لأرى اسم المحطة التي وصلناها ونظرت حولي إلى الناس المنهمكة إما بقراءة الجريدة أو بقراءة كتاب .. وعاد القطار إلى سيره ....


وانطلقت ذكرياتي مع انطلاق القطار من جديد .. هذه المرة كنت أقف على طرف الشارع المؤدي إلى حي المثليين .. قررت أن أزوره بعد تردد .. ليس من السهل أن تكون مثلي والأصعب ليست الضغوط الخارجية بل الصراع الداخلي.. لكني وجدت السلام الداخلي وتقبلت نفسي .. وها أنا أقف هناك في الشارع لأشاهد هذا العالم عن قرب!


كان المساء قد حل وخرج الناس يسهرون امتلأ الشارع بالرجال كل اثنين أو ثلاثة يمشون مع بعض ..


المقاهي والبارات ممتلئة كنت امشي مرتجفا مشدوها انظر حولي.. وفي احد الأركان شابان يتبادلان القبلات


شدني هذا المنظر .. التعبير الصريح عن الحب المثلي في حرية تامه .. اعترف بيني وبين نفسي أن لا أتقبلها لهذه الدرجة .. فمن وجهة نظري للحرية حدود ومثل هذه التصرفات لها خصوصية ليس من الضروري ان نكشفه لكل الناس .. من أمام مكتبة للمثليين مررت وأخذت زقاقا ضيقا مر من قبالتي فيه شاب القى علي تحية المساء ورددت بكل حسن نية عليه وواصلت سيري .. ثم سمعت صوت خطوات مسرعه خلفي تحاول اللحاق بي.. فاذ به ذلك الشاب يسألني اذ كان لدي ولاعة حتى يشعل سجارته اعتذرت متابعا سيري الا انه تابع سيره الى جانبي


وعرض ان اذهب معه لشرب شئ ما معا .. كنت اعرف ما سيجر ذلك وقفت لثواني مترددا وما زلت اتذكر الصراع الذي دار في نفسي !


هل اذهب معه واحقق لنفسي ما تصبو اليه وترغب به منذ اكتشفت ميولها .. هل اشبع اخيرا رغبات تخنقني؟


كلا صاح صوت في داخلي مسكتا هذه الافكار.. جسدي اغلى من ان اسلمه لاول شخص يقابلني.. ان ما تريده نفسي اكبر من اللذه الجسدية الزائلة .. تريد الروح .. ان تلتقي روحا اخرى يجمعها الجسد بعد ذلك في كنف المحبه وما اجمل اجتماع الروح والجسد معا .. وانتصر صوت الحكمه


فابتسمت للشاب معتذرا وواصلت طريقي الى البيت...



(2)


اركب المترو الذى توقف على محطه اوبرا حاملا العود بيدى اليسرى وانظر امامى داخل العربه فاجلس وانظر من النافذه فيجلس امامى شاب له ملامح يبدو منها انه شاب عربى واشعر بانه من اهل الشام فلقد علمتنى الغربه ان استطيع تمييز العرب هنا واستطيع معرفه بلدانهم من ملامحهم


وانظر الى محطه اوبرا فى كل حب وعيناها ترمقها وترمق كل جزء فيها وخاصه مقعد فى اقصى زوايه المحطه واشرد بذاكرتى قليلا الى الوراء


الى البدايه


الى العود ذلك الصديق الحبيب الذى حاول الكثيرون ان يفرقونى عنه فانا ما زالت اتذكر كيف كانت جدتى تهتم كثيرا بتنظيف عود جدى كل يوم جمعه وكيف علمتنى مبادى العزف عليه وكم عزفت وغنت لى مقاطع من اغانى سيد درويش مثل وادى الى صار وقوم يا مصر وانا هويت وقد اتقنت عزف هذه المقطوعات فى سن صغيره جدا لدرجه ان كلانا انا وجدتى كنا نجلس طوال يوم الجمعه مستغلين غياب والدى والدتى عن البيت ونجلس ندندن هذه الاغانى فى غرفه جدى رحمه الله


حتى ماتت جدتى واختفى بعدها عود جدى فلقد اخفته امى عنى لكى اركز فى مذاكرتى الا ان العود ظل فى بالى فقد كنت اجلس مع والدى ليستمع الى ام كلثوم واجد نفسى اميز انغام العود من بين بقيه الالات الوتريه الاخرى بكل سهوله مما يثير دهشه الموجودين


وظل هاجس العود فى بالى ليل ونهار وان كان حلم مغاير لاحلام الشباب فى مثل سنى حتى التحقت بكليه التربيه الموسيقيه فاستطعت ان اعود اليه وكاننا لم نفترق يوما ولاعزف عليه عزفا طويلا كاننا حبيبين قد التقيا بعد طول غياب لادهش كل استاذتى مما جعل احدهم يرشحنى للعزف فى بيت العود وساقيه الصاوى ويذيع صوتى بين المهتمين بالعود فى مصر حتى تاتى الفرصه الذهبيه بالسفر الى فرنسا كمنحه دراسيه للدراسه فى السربون والتدريس وتعلم اللغه الفرنسيه ولاجادتى لفرنسيه فلقد تقدمت للمنحه بعد ان انجزت دراستى وتم الموافقه على طلبى ويتحقق حلمى بالسفر


وما ان تطئ قدمى ارض باريس حتى اشعر بالوحده فبرنامج المنحه لا يتضمن احد اخر سواى فلا رفيق ولا صديق ولى برنامج لابد من اجتيازه


ففى الصباح اركب قطار الانفاق من اوبرا الى السربون حيث توجد جامعتى حيث ادرس العود وادرسه لغيرى من العرب الوافدين للجامعه


وفى المساء اذهب لذلك المقهى الملئ بالعرب واعزف العود لاشدو باروع اغانى ام كلثوم وفريد الاطرش ملك العود وعبد الحليم وعبد الوهاب وسط تصفيق الجميع واعجابهم لاتقانى


الا ان بالى كان مشغول بشيئ جديد كنت اكتمه طول الوقت فى مصر ولكنى لم استطع الهروب منه ابدا


فهنا فى باريس ارى المثليين يعبروا عن نفسهم بكل بساطه وسهوله ودون خوف ولا ينظر لهم احد على انهم منبوذين مما فجر بداخلى ذكريات قديمه لدى


عن اول تجربه جنسيه لى كونت من خلالها ميولى الجنسيه عندما اقترب منى جارى الشاب وانا مازلت طفل فى الثامنه من عمرى وافقدنى برائتى والتهم من جسدى ما التهم وسط فزعى وصراخى والمى ولكنه حاول مرارا وتكرار ان يهدى من روعى


ولكنى كنت اجهل ما يفعله معى ولكنه استطاع ان يهدينى ويهدى من روعى وتكرر مع حدث معه مرات ومرات حتى اعتدت الامر معه دون ان اصرح لاحد ما يحدث معى


حتى سافر ذلك الجار ودعنى فى وحدتى لا اعرف ماذا افعل واين اذهب


فقررت الصمت فلقد تملكنى الخوف من تكرار التجربه مع شخص اخر او من ان يعرف احدهم


واسكت نداء جسدى بداخلى وافرغت كل ذلك فى العود لذلك كل من كان يسمعنى كان يتعجب من كميه الحزن والوحده التى اعزفها كانى اناجى طيف بعيدا فى السماءكنت في الثامنه من عمرى وافقدنى برائتى والتهم من جسدى ما التهم وسط فزعى وصراخى والمى ولكنه حاول مرارا وتكرار ان يهدى من روعى


ولكنى كنت اجهل ما يفعله معى ولكنه استطاع ان يهدينى ويهدى من روعى وتكرر مع حدث معه مرات ومرات حتى اعتدت الامر معه دون ان اصرح لاحد ما يحدث معى


حتى سافر ذلك الجار ودعنى فى وحدتى لا اعرف ماذا افعل واين اذهب


فقررت الصمت فلقد تملكنى الخوف من تكرار التجربه مع شخص اخر او من ان يعرف احدهم


واسكت نداء جسدى بداخلى وافرغت كل ذلك فى العود لذلك كل من كان يسمعنى كان يتعجب من كميه الحزن والوحده التى اعزفها كانى اناجى طيف بعيدا فى السماء....

(3)


توقف القطار فى احدى المحطات مابين اوبرا والسوربون نظرت الى ذلك العربى الجالس امامه وحدثته بالفرنسيه


_هل انت عربى؟


فرد بالعربيه


_نعم


_منين يا اخى


_فيرد من فلسطين


فيتهلل وجهى واقول له


_انا من مصر


فيرد


_اهلا بمصر واهل مصر


فألاحظ انه مستمر بشروده فاتركه واسبح انا في ذكرياتي الخاصه


تحركت السيدة السمراء من مكانها لتنزل في المحطة المتوقف فيها القطار .. جعلتني اعود من جديد الى مقعدي المخملي ..جلس مكانها رجل عجوز يحمل مظلة سوداء عليها قطرات من الماء.. فيبدو انها تمطر بالخارج .. نقلني ذلك مع تحرك القطار من جديد الى ذلك اليوم الممطر حين كنت اجري مسرعا هاربا من زخات المطر التي ببللتني جاريا في جادة السان ميشيل متجها الى جامعة السوربون العريقة التي ادرس بها الادب الفرنسي وفي غفلة مني اصطدمت به ووقع كلانا على الارض !


لكنه كان اسرع مني وقوفا فبنيته الرياضيه ساعدته على تلقي الصدمة اكثر مني انا الذي وقعت على الارض وتبعثرت مني كتبي التي كنت احملها بيدي .. امسكني مساعدا اياي على النهوض وساعدني في لململة كتبي ..مسك الرواية التي كنت اقراها في القطار قبل نزولي نظر الى العنوان وقال " عربي ؟ " " اجل ! اجل ! " قلت وما زلت تحت صدمة الاصطدام ثم اعتذرت منه بخجل فقال بلطف شديد " لا عليك هي غلطتي ايضا فلم اكن انظر امامي " .. "أتدرس في السوربون ؟ " سألني وهي يمشي الى جانبي وينظر الي متاكدا ان كان كل شئ على ما يرام .. " اجل ادب فرنسي " .. "رائع انا كذلك ادرس بالسوربون .. لكني ادرس ترجمه " ثم اخرج ورقة وكتب عليها رقمه وقال " هذا رقمي .. يجب ان اذهب الان لكن عليك ان تتصل بي .. فنحن زملاء في جامعة واحدة ثم اريد ان اناقشك برواية عزازيل هذه التي تحملها ! "


"بكل تأكيد " قلت مبتسما .. تابع هو طريقه كان قمحي اللون ذا شعر اسود وكانت عينيه بنيتان فيهما بريق يجذبك للتعرف على شخصية صاحبها ..


حضرت محاضراتي في ذلك اليوم ببعض من النشوة .. كانت سعادة غريبه تجتاحني لتعرفي عليه .. فقد شدتني فعلا شخصيته المتماسكة وبنيته القوية الرياضية .. نظرت للمطر من نافذة القاعة وابتسمت له شاكرا لانه السبب في لقائي به .. اردت ان اتصل به من فوري بعد انتهاء المحاضرات .. لكني لم افعل .


مر يومان وانا متردد في الاتصال .. ولكني قررت واتصلت سمعت رنات هاتفه وكنت بيني وبين نفسي لا اريده ان يرد ..لكن فرحت جدا لما سمعت صوته في الناحيه الاخرى من الاتصال !


" ممدوح ؟" قلت سائلا " هو انا " جاء صوته الدافئ عرفته بنفسي واتفقنا ان نلتقي في اليوم التالي في المقهى القريب من الجامعه .


تأنقت في ملبسي .. سرحت شعري بعنايه واضفت رشة زيادة على الرشات المعتادة من عطري ..فاليوم ساقابله .. حملت حقيبتي الصغيرة فيها رواية عزازيل التي حرصت على انهاءها ليلة الامس فقد اراد ان يناقشني بها وخرجت لمقابلته .. كان يقف كتمثال رخام بديع النحت امام المقهى ابتسم لما راني ,, اخترنا احدى الطاولات الفارغه وجلسنا .....
ما زلت اشتم راحة "الكرواسون " الزكية الذي طلبناه مع القهوة .. ودار حديثنا عن الادب والادباء.. تكلمنا في رواية عزازيل منتقلين الى بعض اعمال لفكتور هوغو ومسرحيات موليير واخذنا الحديث وسحرني هو بثقافته الغنيه واطلاعه على الادب الفرنسي والعربي ...


لا ادري كم مضى من الوقت بصحبته لكني اعرف اني لم اكن اريد للوقت ان ينتهي كان يتكلم فانظر الى عينيه املأ ناظري من بريقها واذني تعانق صوته الدافئ بشوق ومتعه .. لكن الوقت مضى وتوادعنا على امل اللقاء...



(4)




وفجأه توقف القطار ودخل شباب شبيه ليحيى فانظر اليه مندهشا حتى يلاحظ رفيقى العربى فيسالنى


_هل تعرفه؟


فلا اتعجب من تطفله لاننى عربى مثله


فاقول له دون مبالاه


_لا


فلقد ذهب تركيزى الى مكان اخر الى المكتبه حيث التقيته


وكيف ان مرضه اليوم قد منعه ان ياتى معى


كان ذلك وانا فى الجامعه وجالس فى المكتبه حتى تشممت رائحه فى قمه الجمال تجعلنى ابحث عن صاحبها فانظر اليه اذا هو شاب فارغ الطول ذو ملامح شرقيه جميله مختلطه ببعض الرتوش الفرنسيه التى تتمثل فى عينيه الزرقاء الواسعه وانفه الدقيق وشعره البنى والذى تم صياغتهم فى ملامح شرقيه جميله فلا استطيع ان ابعد عينى عنه حتى لاحظها هو فنظر الى نظره كلها سحر لا يمكن مقاومته واعطانى ابتسامه كفيله بانى تقتلنى فى مكانى


فما كان منى الا محاوله الهروب من عينه ولكنى فشلت فعيناى قد نومت مغناطيسيا فى مجال عيناه الساحرتين مما اثر على واثار ارتباكى فلاحظه وماكان رد فعله سوى ابتسامه اعرض واجمل


فاستطيع انى اهرب بعيناى من مجال عينه واقرر ان اترك المكتبه واقوم منصرفا ولا انظر خلفى ولكنى اشعر بلفحه مجال عيناه ترمق ظهرى لتتسائل لماذا مشيت هكذا ظننت


وفضلت طوال اليوم العن نفسى عن هروبى الدائم عن ما اريده وانسانى هذا الموقف رد فعل وواجب على افعله مع قدوم كل دكتور جديد الينا ليشرح لنا


فاليوم سياتى الينا دكتور فى تاريخ العود وكعادتى لابد ان اقضى طول الليله فى ترقب وقلق وهكذا طول النهار فهذه عاده سيئه ولهذا حمدت ربى على هذا الموقف الذى حدث فى المكتبه لانه وفر لى بعض من مخزونى الاستراتيجى للقلق والترقب والتحفز


وجلست منتظر الدكتور القادم وفجاه اشتم نفس الرائحه التى خلبت لبى فى المكتبه تلك الرائحه التى اشعر انها رائحه عربيه واراه هو بملامحه المختلطه بين الشرق والغرب فى تناسق جميل وطوله الفارغ وابتسامته الجميله التى تتسع بشده عندما يرمقنى مما يزيد ارتباكى واتسائل ما الذى اتى به الى هنا


فاجده يجلس مكان الدكتور ويشرع فى تقديم نفسه


_د/يحيى مراد دكتواره فى تاريخ العود من جامعه الزيتونه فى تونس


اذهل من جمال صوته ونبراته القويه وطريقته الجميله فى نطق الفصحى ويبدأ فى تعريف منهجه ويسال كل واحد مننا عن اسمه ومعلومات عنه قائلا


_تفضل سيدى الخجول


موجها كلامه الى فابتسم فى هدوء واعرف نفسى ويشرع بقيه زملائى فى التعريف عن انفسهم وينتهى اليوم الدراسى واذهب الى محطه السربون فاجده هناك ينتظر قطار الانفاق فاتقدم اليه وقد زال بعض من هيبته من عينى واسلم عليه واسأله عن وجهته فاعرف انه يقطن فى نفس منطقتى فاذهب معه فى طريقى للعوده واعرف منه انه تونسى يعيش فى باريس منذ سنوات وانه يعشق مصر واخذنا نتحدث فى تاريخ مدرسه العود المصرى القديمه قبل ان تندثر وقد وجدت ان ارائنا متشابهه جدا


وتمر الايام وانا اذهب كل يوم معه الى الجامعه وانتظره لنعود سويا واتصل به ليلا ولقد لاحظت عليه عدم انجذابه للفتيات نهائى وعندما سألته اجاب بانه مثلى ولا ينجذب للفتيات نهائى مما اطربنى واسعدنى ولكنى وقتها ادعيت الجهل بالموضوع برمته فقال لى


_دعنى اعرفك بعض الشيئ عنه


فارد عليه


_كيف هذا يا مسيو يحيى؟


فقال لى


_سنذهب سويا الى احد المقاهى المحترمه للمثليين هنا يوم الجمعه القادم فهذا يوم اجازتنا المشتركه


فارتبك واقول له


_كيف هذا انا عاداتى وتقاليدى لا تسمح لى


فينظر لى بدهشه


_أمنك اسمع هذه الكلمات؟ وفى باريس؟


ويستطرد


_تعلم يا صديقى ان تتقبل المختلف وان تنفتح على ثقافات الاخرين حتى تستفيد


فانظر اليه واقول


_ولكن أليس وجودنا سويا فى مكان كهذا قد يفسر خطأ؟


فقال لى


_لا تقلق طالما انت غيرى ولست مثلى فلا تقلق فسوف تكون ضيف فقط


وتمر الايام وياتى مساء الجمعه مسرعا وانا كلى خوف وقلق ولا اعرف ماذا افعل هل اذهب ام لا اذهب فانا من داخلى اريد ان احكى له عن حبى له وهيامى الشديد به ولكن الخوف مازال يتملكنى فهذه مدرسى فى الجامعه


ويرن الهاتف فارد فيجيبنى بصوته الساحر انه ينتظرنى بالاسفل فلا استطيع الرفض وانزل اليه وانا فى ابهى حله لى


(5)
افيق من شرودى


ورفيقى العربى يسالنى


_لم اعرف اسمك


فارد عليه


_اياد


واعقب باسما


_وحضرتك؟


فيقول


_على


فاقوله له


_اسم جميل على اسم الامام على كرم الله وجهه


فيرد


_انت اسمك بيعقد


والاحظ انه ينظر الى شاب وامراه وهو يغنى لها على الغيثار...

امراة تغني في القطار مع شاب وسيم يعزف معها على الغيثار هما من اعاداني هذه المرة الى القطار المتحرك المزدحم بالناس وبعد ان عرفت اسم مرافقي ..اعادني القيثار نفسه الذي يعزف به الشاب الى الذكريات نقلني الى شقتي المتواضعه ذات الغرفة الواحدة والحمام كنت اجلس على السرير ويجلس الى جانبي ممدوح .. كانت علاقتنا قد تطورت كثيرا وصار صديق مقرب ويكاد يكون اوحد لي .. كان مثلي يسكن لوحده .. وكم كنت سعيدا لما عرفت ان لا علاقة نسائيه له .. كنت اتمنى ان يكون هذا دليلا على كونه مثلي الجنس ! رغم اني توقعت ان ذلك مستحيل فهو لا يبدو عليه ابدا .. ولكن لما افكر في ذلك كنت ابتسم لنفسي واقول وهل يبدو علي انا ؟


الى ان كان ذلك المساء.. حيث عدت لحي المثليين لكن الى المكتبة هذه المرة ابحث عن كتاب فرنسي في الادب المثلي ..واذ بي اجده يقف هناك في الطابور ينتظر دوره ليدفع .. صدم وارتكب لرؤيتي .. ابتسمت له برفق ولنفسي ابتسامة انتصار وسعاده


خرجنا معا وكشف كل منا اوراقه.. كان اكثر حزما مع نفسه مني ..لم يكن يتقبل كثيرا ميوله لكن اعترف ان فضوله يأتي به كثيرا الى هذا الحي .. وهذا اللقاء الغير منتظر جعل علاقتنا اقوى...


جلس على طرف السرير يحتضن بذراعيه قيثاره ويغني بصوت دافئ اغاني فرنسيه .. كنت الى جانبه كالمتأمل لوحه فنيه مبهور بها .. فما كان مني فور انتهاءه ان امسك وجهه واقبل شفتاه قبلة طويلة غيبتني عن الغرفة وعن باريس وعن العالم كله .. كان هو عالمي وشفتاه هوائي ومتنفسي .


وعشت معه من يومها احلى ايام الحب .. لكنها تنغصت ببروده .. لم يكن يستطع بعد ان يتقبل نفسه فكان بالتالي من الصعب عليه ان يتقبل حبه لشاب مثله !


كنت ابعث له برسائل هاتفيه كل يوم فيها من اقوال الحب الكثير .. ولكن يظل هاتفي صامتا صمتا يقتلني .. انتظر ان يرد ولو حتى بكلمه فلا اجد منه الا الصدود


كنت احاول ان افهم صراعه وان اقف الى جانبه اساعده .. لكني بدأت اتعب كنت احاول لان هناك شئ بي يقول انه يحبني والاهم اني كنت احبه !


لكني شعرت في لحظه اني استنزف الحب فاعطي بدون مقابل..وانا استطيع ان احصل على خير من هذا الحب.. لكن الحب ليس بالشئ الذي نستطيع ان نسيطر عليه .. صارحته .. قلت له لو كان حبي لك يضايقك فساكف عن حبك .. لو كانت رسائلي الغراميه تزعجك ساوقفها .. لكنه لم يجب بشكل صريح .. صمت كعادته !


لكن بعد كلامي هذا غاب .. عشرة ايام مرت علي بعذاب .. ارن على هاتفه فلا يرد .. ابعث بالرسائل ولا مجيب ..شعرت بان دنياي صارت خاويه .. لا طعم لها ولا لون ...


لما يئست وبدأت اتعود على ظلام دنياي هذا رن هاتفي .. وكان هو .. نظرت الى الهاتف ودموع تترقق في عيني وترددت قبل ان ارد .. "قابلني في المكان الذي اكتشفت به حقيقتي لاول مره " ! قال ذلك بصوت ضعيف


كان ذلك يعني ان التقيه في حي المثليين عند المكتبه ...


وجدته هناك ينتظرني عند المساء سلمت عليه ببرود وتمشينا بصمت .. دون ان ينطق أي منا بكلمه .." اعتقد اننا نستطيع ان نظل اصدقاء هذا افضل " قلت دون انظر اليه .. فوجدته يمسك بيدي يضغط عليها ويواصل المسير


دهشتني حركته فهو الذي يخفي نفسه يمشي علانية ممسكا بيدي .. "انا احبك ! " قال بعد فترة صمت خانقه اخرى .. وقعت علي الكلمه كالصاعقه نظرت نحوه اعتلى وجهه وعينيه احمرار واحتضنه مقررا ان اعطيه فرصة اخرى...

(6)

نظرت مره اخرى الى ذلك الوافد الذى يشبه يحيى وتاملته وضحكت عندما تذكرت عندما كنت اناقشه واتعمد ان اخالفه الراى لانى اعرف انه لن يدعنى قبل ان يقنعنى برايه مما يضمن لى وقت اطول معه


واتذكر اول ميعاد لنا ورهبته بداخلى.. رأيتني معه


نتجه الى محطه اوبرا وقد كسى الليل باريس كلها وقد اعطاها انوارها بريق لا مثيل له وخصوصا وانا بالقرب من يحيى فلطالما خجلت ان اناديه باسمه احتراما وتقديرا لوضعه ومكانته العلميه الرفيعه ولوقاره الذى لا يصطنعه فهو شاب فى الثلاثينات من عمره ولكنه ذو عقل كبير ومنفتح


و قبل ان يأتى القطار ونركب متجاورين وانا كعادتى اجلس بجاور النافذه انظر الى باريس الغارقه فى الاضواء وستائر الليل تنسدل عليها فى منظر اكثر من رائع وياتى القطار ونقترب من محطه ايتيان مارسيل وما ان نصل حتى يقول لى يحيى


_اتفضل يا اياد


فاتقدمه واشعر بيده فى ظهرى تدفعنى للامام فى تؤده وقوه خفيفه لا اعرف لماذا كل لمسه من يحيى يكون لها لدى وقع جميل ولذيذ حتى اكاد اجن لو احتكت يدى بيده وهو يشرح لى ولا اعرف ان كان يشعر بى ام لا يشعر


ونقترب من المكان المنشود وادخل انا ويحيى والاحظ ان يحيى معروف فى المكان وان الكثير يعرفونه ويسالؤنه عنى فيجيب


_انه تلميذى يريد ان يتعرف على احبابى واصدقائى الحقيقيون


فيتجهم وجهى لنعتى بتلميذه ولكن من اين يعرف بانى احبه بل اهيم فى حبه فاصمت وانظر على الاستعراضات الجميله فيقترب النادل مننا ويسال يحيى عن ماذا سيتناول فينظر الى


_اياد اليوم انت ضيفى تحب تشرب ايه؟


فلم اتردد


_اريد شيئ يسرى بعض الدفء فى اوصالى


فينظر لى يحيى مندهشا فلم يتوقع ان ساطلب خمرا فهو يعرف انى لا اشربها


فأسالها


_ماذا ستشرب؟


فيقول لى


_فودكا زى العاده


فاقول له


_وانا كمان


واجلس جاهما حتى ياتى النادل ومعه الكأس الخاص بى واشرع فى تناوله مستغربا مذاقه الحارق فى البدايه


وينظر لى يحيى


_لما انت مش بتشرب طلبت ليه


فاصمت واكمل شرب كأس الفودكا فى صمت فيقول لى


_أياد...فى شيئ ضايقك هنا؟


فلا ارد فلقد ادارت الخمر رأسى قليلا وفجاه يدخل احدهم من الباب ومن ان يرى يحيى حتى قفز وقال


_جون مون امور


ويرتمى فى حضن يحيى ويقبل يحيى من شفتيه


لا اتذكر ان كان جارى قد لثم شفتاى قبل ذلك ام لا لاشعر بكم هذه الغيره من ذلك الفرنسى حتى افكر بان ارميه باقرب شيئ لابعده عن يحيى


ولكنى لا اتمالك نفسى فهو بعد ان قبل يحيى يقف ملاصقا له ويحيى يرمق جسده ويضحك ضحكا عاليا


فلا استطيع البقاء فاقوم مسرعا من المكان غير عابئ بنداء يحيى على واذهب الى محطه قطار الانفاق


واركب القطار المتوقف فى المحطه وما ان يقفل الباب حتى المح يحيى ينزل درجات سلم المحطه مسرعا ويلوح لى ولكن القطار ينطلق وانا كلى حزن ولا اعرف لماذا افعل ذلك معه فهو عازب يفعل كيفما يشاء


لا اعرف ما الذى دعانى للوقوف منتظرا على محطه اوبرا فى مثل ذلك الوقت منتظر القطار القادم من ايتيان مارسيل


وينزل يحيى منه وما ان يرانى حتى يسالنى


_ماذا حدث لتفعل كل هذا؟


_انا كنت واقف مستنيك مشان اعتذرلك


_لا ما اريد منك اعتذار بدى تفسير


فاصمت واتقدم خطوات الى ذلك المقعد فى زوايه المحطه واجلس وانزل راسى الى الاسفل وتنسدل منى عبرات حبى له فيتقدم لى ويجلس بجوارى ويرفع راسى ليرى دموعى تنهمر فى صمت تحمل امضاء حبه


فيقول لى


_أنت ليه بتعمل هيك؟


فاصمت وتزداد الدموع على وجنتى فيقترب منى يحيى منى فى بطء حتى كاد يلمس شفتاى


ورحنا كلانا فى قبله طويله لم اذق يوما فى جمالها ولن انسى شعورى وقتها والدفء يسرى فى اوصالى معلنا بدايه قصه حب جديده بعد صبر 10 سنوات


توقف القطار فى محطه السوربون


ووقف كلنا ويحمل على كتبه واحمل العود ونزلنا سويا في المحطه ومشينا فى صمت والمطر يعلن انتهائه من حصه اليوم لباريس


كانت درجات المحطه مبلله


بادرت بالكلام


_انت ليك اصحاب هنا؟


فيرد


_مو كتير لانى هون من 6 شهور


_انا كمان من فتره قريبه


فعقب


_بتمنى نصير اصحاب لان فى الغربه الحياه كتير صعبه


فرردت


_اكيد حتى بعرفك على استاذى وصديقى


فينظر مبتسما ويقول


_وانا راح اعرفك بناس كتير يعزوا على


وراى كل منهم المخرج الخاص بالمكان الذى سيقصده


وامتدت ايديهما للمصافحه


ومضى كل واحد فى طريقه دون ان يأخد هاتف او عنوان الاخر


تاركين لقائهما الاخر للصدفه