فنجان شاي
كنت اجلس على الاريكه الوثيرة في ذلك المقهى الملئ بالرواد..على الطاولة المستديرة امامي كوب شاي ساخن تتصاعد الابخرة متطايرة منه للفضاء الرحب وبعض زخات المطر تهطل على النافذه المجاورة.. واصوات الملاعق والاكواب من حولي مختلطه باحاديث الجالسين هنا وهناك ونادله شقراء تمر من امامي حامله صينيه مليئه باكواب كثيرة فارغه...
امامي تجلس اعز اصدقائي اسماء ممسكة بيدها فنجان قهوتها تثرثر بكلام غير منتهي عن حبيبها
فلطالما كنت الاذن المستمعه الى مشاكلها العاطفيه ولطالما استشارتني وطلبت رأيي بعلاقتها ومشاكلها مع حبيبها
شرد ذهني للحظات .. حسدت صديقتي .. تمنيت لو كنت انا من يجلس مكانها متحدثا
عن الشوق .. عن اللوعه .. عن الخصام .. عن التلاقي .. عن العبارات المتبادله عن القبل والرسائل.. عن روعه ما يسمى حب بلذته ومراره!
تمنيت .. لكنه امر مستحيل ان افتح انا بدوري قلبي لها واتكلم لا لاني لست اثق بها.. ولا لاني لست بعاشق
بل لاني مثلي !!....
*******************
يوم بارد
كانت الغيوم متلبده في السماء وريح خفيفة بارده تحوم فوق وجه الارض تهتز لها الاشجار والاجساد .. كنت اسير بجانبه متلفحا بلفحتي السوداء المفضله مرتديا معطفا شتويا لكن لم يقيني هجمه البرد
كانت ترتعد اوصالي تحته .. كنت انظر اليه متمعنا مشيته وهو منكمش على نفسه متدثرا بمعطفه
نظر الي بعين دافئة بعد ان شكوت من البرد وطلب مني ان اقترب منه وان اضع يدي في جيبه !
نظرت حولي في الشارع .. كانت الناس مهروله هاربه من مطر اعلنت السماء قرب وصوله .. مددت يدي مترددا مع علمي اني لن الفت احد .. فانا هنا في بلاد الغرب حيث لا احد يهتم باحد !
لكن الشرق ما زال في داخلي !!
ادخلت يدي بجيب معطفه وكانت يده تنظر هناك بشوق.. لامستها فضغط عليها ..وتعانق الكفان
سرى الدفئ فجاه بجسدي وتمنيت في تلك اللحظه لو اقبل شفتاه وازداد منهما دفئا ...
مشينا مسافه وانا استشف منه دفئه .. ولكن لمحت ابتسامه امراه مرت من جانبي ربما لم تكن اصلا رأتني .. لكني فزعت وسحبت يدي
فان الشرق حتى هنا ما زال يلاحقني !!!!
********************
لا استطيع ان انكر انها كانت جميله بعينيها الواسعتان العسليتان وشعرها الكستنائي المتدلدل برفق على كتفيها
ووجهها الابيض المزين بوجنتين عليهما احمرار يعكس طيبه قلبها وطهر سريرتها
كانت زميلتي وصرنا اصدقاء.. نتحدث عن كل شئ وعن لا شئ .. نخرج معا من العمل وغالبا ما نحتسي مشروبا ساخنا نتبادل خلاله الكلمات والضحكات ليمضي بعدها كل منا الى غايته
كانت العيون تراقبنا والالسنه تتكلم عنا .. يتسألون هل نحن عشاق ؟
وكانت تصلني احيانا تساؤلاتهم ..وانفي لهم ما كانوا يتخيلون !
كانت علاقتي بها تزداد يوما بعد يوم.. كانت بالنسبه لي صديقه وعزيزه
وكنت لها اكثر من ذلك !
وقررت يوما ان تعزمني عندها في بيتها .. كان بيتا صغيرا مرتبا.. وكان العشاء بسيطا وكان كلامنا عاديا
احسست انها تريد اكثر واحست ان هناك مني صدا !
وبعدها فترت العلاقه .. وقالت انها وجدت حبيبا عرفتني عليه وقالت انها ستسافر معه لمدينه اخرى
حزنت للفراق فقد شكلت في حياتي حيزا صار بعدها فراغ
كم كنت اتمنى ان تفهمني .. كم كنت اتمنى ان احكي لها واعترف.. وان لا يكون قدري دائما فقدان من احب بسبب اختلافي !
ولكن كيف احكي وحالي كحال الشاعر الذي قال مره : "لكن مثلي لا يذاع له سر " !!
كنت واقفا متأملا تلك الرسمه الغريبه على جارزته الشتوية الحمراء .. لا ادري كيف وصلنا لهذه النقطه من الحديث .. لكننا كنا نتحدث عن المثلية ...!
ادعى محدثي انه يستطيع معرفة " المثليين " من شكلهم .. مدعيا ان لهم اشكالا "معينه " تدل عليهم !
ضحكت للفكره..وابتسمت ابتسامة من يعرف حقيقة يجهلها محدثه !
حاولت ان اوضح له ان المثليين ممكن ان يكونوا أي شخص .. طبيب .. مهندس.. او أي شخص يمر امامنا في الشارع
اصر هو على فكرته .. واثرت انا الصمت واتسعت ابتسامتي اكثر...!
فان في تلك اللحظه بالذات كان محدثي مخطئ لانه كان يحدث مثليا لا "شكل " له كما كان يعتقد !!!
كانت الغيوم متلبده في السماء وريح خفيفة بارده تحوم فوق وجه الارض تهتز لها الاشجار والاجساد .. كنت اسير بجانبه متلفحا بلفحتي السوداء المفضله مرتديا معطفا شتويا لكن لم يقيني هجمه البرد
كانت ترتعد اوصالي تحته .. كنت انظر اليه متمعنا مشيته وهو منكمش على نفسه متدثرا بمعطفه
نظر الي بعين دافئة بعد ان شكوت من البرد وطلب مني ان اقترب منه وان اضع يدي في جيبه !
نظرت حولي في الشارع .. كانت الناس مهروله هاربه من مطر اعلنت السماء قرب وصوله .. مددت يدي مترددا مع علمي اني لن الفت احد .. فانا هنا في بلاد الغرب حيث لا احد يهتم باحد !
لكن الشرق ما زال في داخلي !!
ادخلت يدي بجيب معطفه وكانت يده تنظر هناك بشوق.. لامستها فضغط عليها ..وتعانق الكفان
سرى الدفئ فجاه بجسدي وتمنيت في تلك اللحظه لو اقبل شفتاه وازداد منهما دفئا ...
مشينا مسافه وانا استشف منه دفئه .. ولكن لمحت ابتسامه امراه مرت من جانبي ربما لم تكن اصلا رأتني .. لكني فزعت وسحبت يدي
فان الشرق حتى هنا ما زال يلاحقني !!!!
********************
ذكرى صديقه
لا استطيع ان انكر انها كانت جميله بعينيها الواسعتان العسليتان وشعرها الكستنائي المتدلدل برفق على كتفيها
ووجهها الابيض المزين بوجنتين عليهما احمرار يعكس طيبه قلبها وطهر سريرتها
كانت زميلتي وصرنا اصدقاء.. نتحدث عن كل شئ وعن لا شئ .. نخرج معا من العمل وغالبا ما نحتسي مشروبا ساخنا نتبادل خلاله الكلمات والضحكات ليمضي بعدها كل منا الى غايته
كانت العيون تراقبنا والالسنه تتكلم عنا .. يتسألون هل نحن عشاق ؟
وكانت تصلني احيانا تساؤلاتهم ..وانفي لهم ما كانوا يتخيلون !
كانت علاقتي بها تزداد يوما بعد يوم.. كانت بالنسبه لي صديقه وعزيزه
وكنت لها اكثر من ذلك !
وقررت يوما ان تعزمني عندها في بيتها .. كان بيتا صغيرا مرتبا.. وكان العشاء بسيطا وكان كلامنا عاديا
احسست انها تريد اكثر واحست ان هناك مني صدا !
وبعدها فترت العلاقه .. وقالت انها وجدت حبيبا عرفتني عليه وقالت انها ستسافر معه لمدينه اخرى
حزنت للفراق فقد شكلت في حياتي حيزا صار بعدها فراغ
كم كنت اتمنى ان تفهمني .. كم كنت اتمنى ان احكي لها واعترف.. وان لا يكون قدري دائما فقدان من احب بسبب اختلافي !
ولكن كيف احكي وحالي كحال الشاعر الذي قال مره : "لكن مثلي لا يذاع له سر " !!
*****************
هل له شكل ؟؟!
كنت واقفا متأملا تلك الرسمه الغريبه على جارزته الشتوية الحمراء .. لا ادري كيف وصلنا لهذه النقطه من الحديث .. لكننا كنا نتحدث عن المثلية ...!
ادعى محدثي انه يستطيع معرفة " المثليين " من شكلهم .. مدعيا ان لهم اشكالا "معينه " تدل عليهم !
ضحكت للفكره..وابتسمت ابتسامة من يعرف حقيقة يجهلها محدثه !
حاولت ان اوضح له ان المثليين ممكن ان يكونوا أي شخص .. طبيب .. مهندس.. او أي شخص يمر امامنا في الشارع
اصر هو على فكرته .. واثرت انا الصمت واتسعت ابتسامتي اكثر...!
فان في تلك اللحظه بالذات كان محدثي مخطئ لانه كان يحدث مثليا لا "شكل " له كما كان يعتقد !!!