ككل يوم في تلك الساعه التي تشارف على وقت الظهيرة كنت اجلس الى الطاولة مع زملائي اتناول طعامي قبل ان ابدأ عملي في هذا المطعم الجامعي .. عملي الذي يساعدني على كسب عيشي حتى انهي دراستي .. فجأه ظهرت المديرة والى جانبها رجل يلبس ملابس الطباخين البيضاء وعلى رأسه قبعة بيضاء واعلنت بصوت مرتفع وصول عامل جديد الى المطعم الذي نجح في امتحانات القبول وسينضم لفريق العمل .. رفعت رأسي لارى الوافد الجديد .. ما ظهر من شعره تحت قبعة الطباخين تلك كان بني باهت اختلط به كثير من الشعر الابيض جعل منه لون رمادي جميل وذلك الخليط امتد الى لحيته الخفيفة المنتشرة على وجهه الابيض بشكل متناسق .. كان يبدو لي انه ما بين الثلاثين والاربعين من عمره .. ربما في الخامسة او السادسة والثلاثين .. له عينان عسليتان كانت تدور بالمكان تتعرف على الجالسين على الطاولات فيهما بعض من ارتباك كون صاحبهما محط انظار جميع الحاضرين.. لم يكن وسيما بشكل فاتن لكن فيه جاذبيه جعلتني اطيل النظر اليه بعينين حالمتين !
بعدما اخذ وجبته وجدته يتجه الى الطاولة التي اجلس عليها وينضم الينا لانه يعرف زميلي الجالس الى جانبي .. وجلس مقابلنا وصار هذا مكانه المعتاد الذي سيجلس عليه كل يوم معنا ...
لم يكن بيني وبينه حديث غير تبادل ابتسامات وتحيات الصباح فانا كان عملي امام محصلة النقود اجلس امامها كل صباح ارسم ابتسامة على وجهي واخذ ما يدفعه الطلاب من نقود لقاء وجباتهم .. بينما كان هو مقابلي يقدم الطعام في اطباق تستلمه ايادي الطلاب الشرهة .. طالما كنت اطيل النظر اليه واشعر اني اشتهيه .. وكنت اهرب بعيني سريعا حين ينظر باتجاهي حتى لا يرى اني اراقبه او يلمح بريق الشهوة في عيناي الجائعتين !
واقتصرت علاقتي به على نظراتي الطويلة اليه وابتساماته كلما حياني صباحا او القيت انا تحية الوداع بعد الظهر وبعض كلمات نتبادلها صباحا وقت الطعام مع زملائنا على نفس الطاولة .. لكنه كان يجذبني كما لم يجذبني احد من قبل .. اتخيلني معه في اوضاع جنسيه كثيرة !
ثم جئت يوما ووجدت مكانه فارغا على الطاوله .. كان متغيبا .. ولم يأتي في اليوم التالي ولا في الاسبوع التالي كله ..فسألت زميلي الذي يعرفه " لقد ولدت زوجته طفلة .. وسيتغيب لبعض الوقت " قال لي ..
" أ هو متزوج ؟" سألت ببعض خيبة امل .. " أجل ولديه طفل .. والان صارت لديه طفله " .. "جيد" اجبت بشرود!
صدمتني تلك المعلومه كنت في قلبي اتمنى انه قد يكون مثلي .. رغم انه لم يظهر اي اهتمام حقيقي نحوي .. ولكني كنت امل ذلك .. وها اني اعرف انه متزوج واب لطفلين .. تبا !
بعد ما يقارب الاسبوعين طلب مني ان ابدل احدهم ممن يقدمون الطعام وقد ثاقب انه في نفس اليوم عاد .. بكل الشهوة التي احملها نحوه .. عاد ليحمل الي من جديد كل تخيلاتي
وللمرة الاولى اقف الى جانبه البس الابيض مثله .. ولا احد الا انا وهو .. وبادرته الحديث سائلا عن طفلته وتناقشنا بامور كثير .. ومر التيار ما بيننا .. صار كل يوم بعدها يقف قليلا عندي على محصلة النقود نتكلم عرفت انه في السادسة والثلاثين وان زوجته تكبره بسبعة اعوام !...
في صبيحة احد الايام وصلت الى الطاولة حاملا طعامي لاجلس في مكاني المعتاد .. وكان هناك جو غريب ملئ بالضحك واذ بهم يتكلمون عن زميلنا ويسخرون منه لانهم اكتشفوا انه مثلي ! ذلك الزميل الذي يجلس دائما الى جانبي وامازحه ويمازحني كل صباح .. والذي قيل لي انه مطلق مرة .. كان مثلي الجنس وباعترافه .. ابتسمت بداخلي مفكرا اننا في كل مكان نحن المثليين .. لا شكل لنا .. في نهاية الامر فان هذا يثبت اننا مثل الاخرين لا نختلف عنهم !
ومنذ ذلك اليوم اختلف شيئا على تلك الطاولة التي اجلس عليها مع ثلاثة رجال اخرين وفتاتين صار هناك نوع من التقارب وتحطيم للحواجز .. صارت طاوله مرحه فيها كثير من النكات الجنسيه والاحاديث عن المثليه والتي كنت اشارك بها انا بقوة .. دون ان اعلن انا مثليتي بشكل واضح لكن موقفي المدافع عنها وعن زميلي المثلي كانت تثير بعض الشكوك حولي !
وصار بيني وبينه نوع من المزاح الجنسي .. امرر خلاله رغبتي به .. أ وليس في المزاح تسكن بعض الحقيقه؟
وتفاعل ميكائيل -وذلك كان اسمه ميكائيل كرئيس الملائكة المعتلي الشيطان بسيفه في عقيدتهم – تفاعل مع نكاتي وكان يناديني مازحا حبيبي وعزيزي بلغته الفرنسية اللذيذة والتي اضافت على جاذبيته جاذبية واغراء!
كان يصل به الامر ان يجيئ الي ويدلك كتفي فيسري في جسدي تيار غريب دافئ يدغدغني ...
" اليوم عيد ميلاد زوجتي " .. قال لي حين سالته ماذا سيفعل هذا المساء
" حقا ؟ .. رائع .. وماذا تخطط ان تفعل ؟ "
" لا ادري بعد "
" اذا احتجت يمكنني ان ابقى مع اولادك لتتمكن من الخروج معها " !
" حقا ؟ "
" ولما لا ؟ " قلت ولم اتوقع ان ياخذ كلامي على محمل الجد
" لا احتاجك هذا المساء .. لكني قد احتاجك فعلا مرة اخرى"
" حسنا ما عليك الا ان تخبرني " !
في اليوم التالي اخبرني انه حضر لها عشاء تناولوه على ضوء الشموع .. وقال انهم سيسافرون قريبا الى الجنوب لبضعة ايام
" تسافر مع امراة ؟" قلت ضاحكا.." سافر لوحدك او مع اصحاب حتى تستمتعوا "
" معك حق السفر مع الزوجة خطأ ..لكن الخطأ الاكبر العيش مع امراة في نفس البيت "!
ضحكت لسخريته ولم اقل شيئا
ولم تمضي الا ايام قليلة بعدها حتى سالني " هل لديك وقت غدا مساءا ؟ "
" اظن ذلك ..لماذا ؟"
" يجب ان اخرج مع زوجتي في المساء واريدك ان تبقى مع الاولاد"
" بكل تاكيد "
" ستعود زوجتي في الثامنه الى المنزل وساخرج معها .. ما رايك ان تاتي انت في الخامسه او السادسه نجلس معا بعض الوقت حتى تاتي زوجتي "
"حسنا " ...
في الخامسة والنصف كنت امام بيت عمارته وكان ينتظرني هناك .. بملابس رياضيه منزليه .. كانت اول مرة اراه فيها بغير ملابس العمل .. لكن ذلك لم يقلل من سحره الخاص.. صعدت معه حتى منزله .. تبعته الى الصالون وجلس على احدى الكنبات امام التلفاز ودعاني للجلوس الى جانبه .. على الطاولة امامنا كانت زجاجتين فارغتين من الجعه ورائحتهما تفوحان منه !
" هل تريد ان تشرب شيئا ؟" قال حين قام متوجها للمطبخ
" لا .. شكرا "
عاد يحمل بيده زجاجة خمر اخرى وجلس الى جانبي .. وبدا يتكلم باشياء كثيرة لم تصلني .. فقد كنت ارتعش من فكرة انه يجلس ملتصقا بي على نفس الكنبه واننا لوحدنا في البيت ...!
في حياة الانسان لحظات .. لا نعرف كيف بدأت ولا ندري متى انتهت .. تكون فيها الذكريات مختلطة باهتة .. فالحدث نفسه ينسينا تلك الدقائق التي سبقته وادت اليه .. وكذلك النهايات .. فاحيانا نرفض تقبلها فلا نعرف اين كانت النهاية الحقيقية ...
وهذا ما حصل معي ! لا اعرف متى بدأ الامر وكيف حدث ان وصلت الى هنا.. اذكر انه كان عاريا امامي يجلس على الكنبه بينما بركت انا على ركبتي بين رجليه عاريا ايضا على الارض ممسكا بيدي عضوه الذكري مستعدا ان اضعه في فمي !
هل سبق ذلك لمسات ثم قبلات محمومة .. وهل القينا ملابسنا على الكنبة القريبه ام بعثرناها بلهفة في ارجاء المكان .. لست ادري .. كل ما ادريه واتذكره منظر عضوه بيدي .. كان اغلفا غير مختون .. وكانت المرة الاولى التي ارى فيها عضوا كهذا .. رغم اني كانت لي تجارب مع جنسيات وديانات مختلفه الا اني كنت اقع في كل مرة مع اعضاء من النوع المختون.. لم اكن اعرف كيف اتعامل معه حقا .. شددت بيدي جلده الى تحت حتى ظهر الراس وظهر الشكل الذي اعرفه .. واعرف التعامل معه ! اخدته في فمي واستشعرت بالاثارة الصاعقة التي تعصف بميكائيل .. بعد دقائق ابديه قام واتجه الى صوب الباب حيث علق معطفه واخذ منه واقي ذكري وعاد الي.. يبدو انه كان مستعدا لهذا الامر وكانت الخمرة مفتاح باب الشجاعة لدية ! .. اعتليت الكنبه وجلست في وضعية السجود سامحا له بدخولي .. كنت احقق فانتازيا طالما تخيلتها .. ولم يخب ظني بتحقيقها ابدا .. بل كنت مستمتعا بكل لحظه بها..
ثم سمعت تنهيده حارة تخرج منه وكانه حرر من داخله شيطاين حبست بين اضلعه الاف الاعوام .. وانهار فوقي يتنفس بسرعه ينفث من انفاسه سعاده ونشوة لم يكن قد تذوقها من قبل !
نظرت الى الساعة المتكتكة فوق التلفاز وكاني افقت من حلم.. كانت الثامنة الا ربع .. فقت من سكرتي الفنتازية وعدت الى الواقع .. ستعود زوجته بعد ربع ساعه .. نبهته لضيق الوقت امامنا فقام مسرعا كنائم سكب عليه ماء بارد دخل الى الحمام واخفى ادلة ما فعل .. عاد الى الصالة ليرتب ما تبعثر بها بينما دخلت انا الحمام لارتب ما بعثرته يده في شعري .. وعدت لاجلس الى جانبه كأن شيئا لم يكن !
لم تمض نصف ساعه حتى دخلت زوجته يتبعها طفليها ولد نسخة مصغرة من ابيه يمسك بيده قطعة من الشوكولاطه تركت اثرها على فمه .. وطفلة صغيرة تمشي فتتعثر بمشيتها بشعر ذهبي اشقر.. قام من مكانه مبتسما لزوجته ومقبلا لطفليه .. وقدمني اليها .. اشعر به يحاول ان يتمالك نفسه ويتوجس خيفة من ان تظهر في عينيه صور مما كان او ان يفضح اثر ما على شفتيه ما حدث !
مدت يدها تصافحني بلطف .. ابتسمت لها وانا اشعر بضميري يؤلمني ويغرز بي مخالبه ...
بعدما بدل ملابسه خرج مع زوجته بقيت انا مع اولاده .. ملاكين صغيرين .. ابناء ميكائيل !
لم انم جيدا تلك الليلة كنت اتقلب بين سعادة لتحقيق رغبة كانت تسكنني وخوفا مما حدث وضميرا مؤنبا اتجاه زوجته وطفليه .. في الصباح ذهبت الى عملي كالعاده لكنه لم يكن في مكانه المعتاد على طاولة الطعام سالت عنه ظانا انه لم ياتي لكنهم قالوا لي انه اتى لكنه لم يصعد لياكل بقي في الاسفل في المطبخ .. جلست وفكري معه .. لم يصعد الا حينما بدا العمل .. تجنب طوال الوقت النظر الي .. وحين اغلقوا ابواب المطعم اختفى دون ان اراه .. لم يعجبني الامر .. لم اكن اريد له ان يخاف ويخشى مني .. فقررت ان اذهب اليه بالاسفل لاكلمه .. وكما توقعت كان في غرفة الملابس التي ادخلها للمرة الاولى فهي مخصصه للطباخين ولا حاجه لي انا ان اغير بها ملابسي .. حين تاكدت انه لوحده في الغرفه تقدمت اليه .. حين شعر بخطواتي رفع راسه وامتقع لونه
" ميكائيل .. ما كان بالامس كان غلطة .. وكلنا نقع بالغلط فنحن بشر ولدينا نقاط ضعفنا .. اعلم انه ما كان يجب ان يحدث ما حدث انا اسف .. ولكني اوعدك اني سانساه وكانه لم يكن لن احدث به احد ولن اسمح له ان يتكرر فلا تقلق "
وقف واقترب مني ونظر حوله ليتاكد ان لا احد معنا .. ثم دفعني الى احدى الحمامات واغلق الباب خلفنا
" لكني اريدها ان تتكرر " قال لي وازال بنطالي والتقط عضوي في فمه .. فاستند الى الحائط حتى لا اسقط من الصدمة .. ومن النشوة !
وتكررت لقاءاتنا الجنسية بشكل يومي .. اراد ان يراني كل مساء كان ياتي الى بيتي .. كان كالظمان ووقع على نبع ماء اراد ان ينهل منه طوال الوقت.. وكان يدعوني اليه بحجة اولاده فاذهبه اليهم قبل ان تصل امهم بهم من عملها وتتقابل اجسادنا على الكنبة حيث تقابلت اول مرة ...
كان اولاده بغاية الرقة احبوني واحببتهم بسرعة .. احمل اليهم كل مرة اذهب لاجالسهم الهدايا والحلويات .. كنت اقضي معهم وقتا مبهجا .. اما زوجته فكانت بغاية اللطف معي .. وكم كان يزعجني ذلك ويؤلم ضميري .. لكن لذة المغامرة التي كنت اعيشها معه كانت اقوى مني .. لم استطع ان انهي ما بدأته معه وان كانت بي رغبة شديدة بان افعلها .
كانت شهواتي نحوه واحلامي السابقة تحقق .. كل وضع وكل حركة تخيلتها من قبل وانا اتامله يعمل قمت بها .. واحيانا حين يحلم الانسان تتحطم حلاوة الاحلام على واقع التحقيق فيبقى بلا فانتازيا ويخيب ظنه .. لكني انا كنت مستمتعا كما وكأني ما زلت اعيش الحلم .. كلما اراه يعمل امامي اتخيل ما ينتظرنا في سريري في الليل .. لقد كان نهما جدا .. انطلقت من داخله رغبة شديده واراد ان يشبعها وان يعوض اعواما لم يشعر بها بتلك المتعة .
في البداية كان الامر بيننا جنسيا بحتا .. كان ياتي الي يقضي وطره مني واقضيه منه .. ثم يقوم فور ان ينتهي ليعود الى بيته .. وفي اليوم التالي نتعامل مع بعض بالعمل كما كنا كأن لاشئ يحدث بيننا في المساء .. لكنه بدأت يتغير .. صار يطيل تمدده الى جانبي بعد ان ننتهي .. وينظر الي بعيون غاضبه اذا مازحت ذلك الزميل المثلي .. حتى انه ابدى مرة رغبة في ان يقضي ليلة عندي .. الا اني رفضت ذلك بشدة !
" زوجتي مسافرة الى الجنوب مع الاولاد لاسبوع " قالها فرحا لي
" جيد .. الن تذهب معهم ؟ "
" لا .. لا استطيع .. ثم اني اريد ان اكون معك .. ستاتي لتبقى معي في منزلي هذا الاسبوع" قال بحماس
" لا .. سيكون صعب علي ..."
" بل ستأتي " ...
وقد حدث.. وصلت الى بيته احمل معي حقيبة صغيرة فيها اغراضي .. استقبلني بفرح طفل يحصل على هدية جديدة .. اخذني الى غرفة نومه لاضع حقيبتي هناك .. كنت اول مرة ادخلها رغم اني دخلت بيته كثيرا لكني لم اسمح لنفسي ابدا اقتحامها .. حتى حين كنت معه قبل وصول زوجته كنا دائما في الصالون .. كانت اللمسة الانثوية واضحة على الغرفة المرتبة .. صورة كبيرة له ولها في يوم زفافهما معلقة على الحائط وعلى الطاولة الى جانب عطور وعلب المكياج كانت هناك صورتان واحدة لابنه والاخرى لابنته ..
ما ان اقتربت من السرير وانحنيت لاضع حقيبتي جانبه حتى دفعني فوقعت فوق السرير المرتب بين وساداته وشراشفه وجاء لينام فوقي .. قبلني طويلا .. ثم قام متحمسا يعدد ما سنفعله هذا المساء .. عشاء وفيلم وليلة ساخنه طويلة .. هكذا مضت اول ليلة لي في بيته الزوجي !
ومضى الاسبوع سريعا كان فيه مرحا .. يغني في البيت طوال الوقت يحضر الطعام كل مساء ويضئ الشموع .. مارسنا الجنس في كل مكان في البيت في غرفة نومه في المطبخ في الحمام تحت المياه الدافئة حتى في غرفة اولاده .. كان يريد ان يتذوقه كل مرة بنكهة مختلفة ..
في اخر امسية بعدما انتهينا من الجنس .. وضع راسه على صدري ورحت اداعب شعره باصابعي .. لكني شعرت فجأة بجزع .. فيبدو انني بدأت اتعلق به وهذا ما لم اكن اريده .. تلك الرغبات التي سكنتني سابقا خرجت من اطار الحلم وصارت واقعا .. وكم اخشى ان يتحول الى كابوس .. وعيدان الثقاب تلك التي اشعلناها فصارت وهجا جميلا فرحنا به بدات تشتعل حرائقا ستحرق اصابعنا !
" اين سرحت ؟ "
" معك .. معك "
" كنت اقول لك .. اننا بعدما نذهب الى منزلك غدا لنضع اغراضك .. ستاتي معي الى محطة القطار لالتقي زوجتي واولادي هناك "
اجبته بابتسامة وذهني شارد ولم يكن لدي اي رغبة بان اشاركه بما يجول في خاطري
في محطة القطار جلست معه في المقهي ننتظر القطار الذي يقل عائلته .. وحين وصل قام يودعني سريعا ثم اتجه نحو الرصيف .. هناك رايته يقبل زوجته فمستني الغيرة باصبعها الناري واشعلت لهيبا في قلبي .. ثم رايته يعانق اولاده ويذهبون جميعا الى الخارج .. مضى الى جانب المقهى دون ان يلتفت الي وكاني لم اكن موجودا هناك ! لم اكن لاحتمل مثل هذا النوع من العلاقه فاما ان يكون لي وحدي او يكون لهم .. وانا افضل ان يكون لهم .. ان يبقى ابا في تلك الاسرة يلمها تحت كنفه .. وان الاوان لان انسحب انا ...
في الليل وانا ممد في سريري للمرة الاولى منذ اسبوع وحدي .. اتقلب لا استطيع النوم .. فكما يبدو تعودت على دفئ جسدي جنبي .. جائتني منه رسالة "اشتقت اليك " قال فيها .. نظرت فيها وقد غمرتني بعض من سعادة ممزوجة بالم .. يشتاق الي وينام في احضان زوجته .. منذ سكنني تعلقي به كنت تائه ما بين مشاعر حب فرحة به ومشاعر مؤلمة تعلم ان الاستمرار معه مستحيل .. وانني اخطأت بان دخلت تلك المغامرة .. ولكن هل لنا يد في ما يحدث لنا ام ان الحب قدر فرض علينا ؟ على ذلك السؤال اغمضت عيني ودخل في عمق الليل الاسود نائما
في اليوم التالي جلست كالمعتاد في مقابلته والى جانبي زميلي المثلي وبدأنا مزاحنا وبدأ زميلي المثلي يمازحني بيديه ويمس بجسدي بينما كنت اضحك انا من دغدغته ..
"الا يمكن ان نأكل بهدوء" هب ميكائيل فجأه ثائرا .. ثم قام وغادرنا وسط ذهول الجميع .. ثم تجنب الكلام معي طوال اليوم .. لكن بعد العمل جائني وطلب مني ان انتظره فهو يريد ان يعود معي الى بيتي .. وعدنا معا بصمت ...
" انا اسف حقا لما فعلته صباحا" قال وهو يسحب احدى الكراسي ليجلس عليها بينما جلست انا على السرير.. "لا ادري
ماذا حدث معي .." تابع قائلا
" لا بأس .. "
" يبدو اني قد احببتك " .. قال وعيناه في الارض .. "ما اصابني صباحا كان غيرة عليك .. لم اطق ان ارى احدا غيري يمس جسدك .."
"...."
" لقد اشتقت اليك في الامس .. كان السرير خاليا رغم انها كانت تنام الى جانبي "
"....."
" عشت معك اسبوعا من حلم .. بالامس تخيلتك في كل مكان .. رايتك تجلس مكانها على الكنبة تستمع الى اغانيك
العربية .. بينما كنت احضر انا العشاء بالمطبخ ..والاولاد يلعبون حولك .. كنا عائلة سعيده ! "
" انهم اولادها وتلك عائلتها " قلت ببرود .. " هل ضاجعتها بالامس ؟ " .. سألت في مكاني غيرتي
" اجل .. كان لابد ان افعل ذلك .. حتى لا تشك باي شئ .."
" ضاجعتها .. وتغضب لاني مازحت احدهم .. " !
سكت ولم يرد
" وضاجعتها ثم بعثت الي بانك مشتاق " تابعت قائلا
" لانها الحقيقة .. كنت معها بصورة ميكانيكية .. كنت اغمض عيني حتى اتخيلك انت .. جسدي فقط كان معها اما فكري فقد كان معك انت .. ولذلك فور قمت من على السرير بعثت لك بما اشعر "
" اظن اننا يجب ان ننهي ما بيننا ..." قلت له بعد فترة من الصمت سادت الغرفة
" ولكني احبك ..." قال بصوت يائس
" وهنا المشكلة يا عزيزي .. فقد بدأت احبك ايضا .." قلتها ونظرت اليه فرأيت التماعة فرح في عينيه حين سمعها مني .. " لكن .. لكن اظننا قد تورطنا في مغامرة كان يجب ان تموت بعد تلك المرة في صالون بيتك .. لكننا تابعنا .. كانت رغباتنا اقوى من كلينا .. دفعتك الاثارة بمغامرة جديدة ودفعتني رغباتي نحوك .. وانتصرت المغامرة على التأني وجرفتنا معها .. لكن الاوان ان ان نعود الى العقلانية ونترك ما عشناه ليظل ذكريات جميلة "
" ولما ؟ لما لا نهب فرصة للمغامرة ان تحررنا ؟.. هل كتب علينا ان نظل مقيدين للروتين ؟ "
" لكنك متزوج يا عزيزي ولديك اسرة واولاد ..اما انا فاني وحيد .. لا استطيع ان اشاركهم بك .. اريد ان تكون لي وحدي .. ان ابات في حضنك كل ليلة .. لا ان اقضي ليالي طويلة اتخيلك مع زوجتك في سرير واحد "
" لكني مستعد ان ابقى معك لو اعطيتني فرصة "
" وتتنازل عن حياتك المستقرة وزوجتك المحبة واولادك ؟"
" ومن قال اني ساتنازل عنهم .. لقد فكرت طوال اليوم في ذلك ..فاولادي سيبقون اولادي وغدا سيكبرون وسيتفهمون خيار ولادهم .. اما زوجتي فمن حقها ان تجد من يحبها حقا .. اما حياتي التي تقول عنها مستقرة فهي مستقرة اكثر من اللازم لدرجة الملل .. لا طعم لها ولا لون .. لكني مع اكتشفت معك الوانا اخرى من الحياة ..."
" انها نزوة .. عشنا نزوة .. تخطينا الحدود .. وان لنا ان نعود للواقع "
" اسمعني .. عشت طوال عمري ملتزما بالحدود والخطوط المرسومة لي .. في اسرتي .. في مدرستي .. في عملي .. وحتى في زواجي .. حياتي كانت على نمط واحد .. حتى لم اكن اعرف ان كنت حزينا او سعيدا .. ولا اعرف اصلا اني اعيش .. حي انا اجل .. لكني هل كنت اعيش حياتي حقا ؟.. ام كنت اعيشها لاسباب اسرية او اجتماعية ؟ .. سمعت كثيرا عن وجوب التمرد احيانا .. لكني لم اجرؤ ابدا على فعل ذلك .. حتى جاء اليوم الذي ساعدتني به انت دون ان تدري على كسر القواعد .. وشعرت بنفسي اتنفس لاول مرة .. بقلبي ينبض وعرفت اني سعيد .. اكتشفت جانبا بي كان مدفونا وخرج الى النور .. فلا تعدني الى الظلمات مرة اخرى .. التغيير يحتاج الى شجاعة كبيرة وقد وجدتها اخيرا وانا مستعدا لان اواجه الدنيا فلا تجعلني افقدها"
" لكن .. ما ذنب زوجتك واولادك .. انت حين تزوجت وانجبت لم تعد الحياة تخصك وحدك بل لديك الان مسؤولية اسرة .. فلا تفكر بنفسك فقط .. فكر بهم ايضا "
" تلك مسؤوليتي وانا مستعد لان اتحملها .. وصدقني خيرا لاولادي ان يعيشوا بظل الحقيقة على ان يعيشوا بظل اب لا يحب امهم حقا وفي بيت من الاقنعة والتمثيل .. وزوجتي من حقها علي ان تعرف الحقيقة وان تعيش حياتها مع من يقدرها حقا.. ام تفضل ان اظل اخادعها ؟ .. اليوم وان عدت لها كما تقترح انت .. كم من الوقت ساظل قبل ان اخوض مغامرات اخرى ؟ .. فان هذا الامر يسكنني وقد انطلق ولن يعود كما كان ابدا سيظل يجرني وراءه دائما .. فمن الافضل ان تعرف الحقيقة من ان تظل تعيش الوهم "
" وماذا عني ؟"
" ماذا عنك ؟ "
" ما ادراني انها ليست بنزوة عابرة مغامرة مثيرة ثم تمل منها وتحملني ذنب اني دمرت حياتك وبعثرت اسرتك "
" دمرت حياتي ؟ بل قل انني اعدت بناءها من جديد .. اني ما اعرفه الان اني احبك انت واني اريد ان امضي السنين المقبلة معك انت .. واني اعدك اني لن الق اي لوم عليك .. انا اعرف ان الحياة تخبئ الكثير ولا يمكننا ان ندري ما سيواجهنا والى اي اتجاه قد تأخذنا دربنا .. انا عرفت طريقي ومستعد ان اتحمل كل عواقبها .. ولن احملك مسؤولية اي قرار اتخذه انا فهو مسؤولتي الكامله "
" لا اعرف ..."
" بل تعرف .. انت تحبني .. وانا احبك .. دعنا نعيش حبنا اليوم ونسعى لان يدوم .. نطلقه ولا نقتله فان قتله سيؤلمنا طويلا " .. اقترب مني وامسك بيدي وفي عينيه دموع .. " ارجوك فاني اريدك الى جانبي .. حياتي لم تعد كما كانت .. اني بطور بناءها من جديد .. فكن معي ولا تتخلى عني الان .. فاني بحاجة اليك بشدة .. ولا تقلق بشأن اسرتي سيكونون على خير ما يرام لن اتخلى عن اولادي .. ولن اتخلى عنك ايضا فانت الان حبي وانت حياتي .. فلنواجه الحياة معها بحلوها ومرها بوردها وشوكها بكل ما فيها ... "
ضمني اليه وتنفست انا بعمق ومشاعري تتصارع في داخلي بين فرح وحزن وخوف من قرار علي ان اتخذه سيجر وراءه تغييرا ومشاكل كثيرة......