يعاني المثليين بشكل عام في العالم من الهوموفوبيا(رهاب
المثليه ) فقد قرأت مثلا هذا
الصباح في الجريده ان نسبة الاعتداء على اشخاص بسبب ميولهم
الجنسيه ارتفع في
فرنسا عام 2011 بنسبة 5% !!
رغم ذلك فوضع المثليين في الدول الغربيه لا يقارن بوضعهم في دولنا العربيه..
فمجتمعاتنا العربيه الهوموفوبيا فيها اساس وليس استثناء والجهل بالمثليه ووجودها
مستشري
ذلك لتكوين المجتمع الثقافي المتحجر .. كلنا يعرف الوضع في مجتمعاتنا
العربيه ويعاني
منه .. لكن الامر الاسوء هو كون الكثير من المثليين العرب هم انفسهم
هوموفوبيين! ليس
فقط نحو الاخرين بل نحو انفسهم ايضا !
وليس مشكلتنا فقط هوموفوبيين بل لا نملك ثقافة التسامح وتقبل الاخر .. وهو
انعكاس
لمجتمع نعيشه .. ولكن ما يزعج بالامر اننا نحن المصنفين في " فئه
الاخرين " بل
بالدرك الاسفل منها غير متفتحين نحو الاخر وتقبله .
اقول هذا لما اراه من ظاهرة مزعجة للمثليين الذين يحاربون المثلية والمثليين
مثلهم ..
ولا يقبلون ان يكون مثلي مختلف عنهم ( بلبسه او شكله او حركاته ) وكم
استفزني
ان ارى المثليين يلبسون مرة في احدى المجموعات الفيسبوكيه " ثوب
الفضيلة "
ويرجمون بكلام لاذع مثلي مثلهم لكونه فقط لبس لباسا عبر به عن
شخصيته الانثويه ..
فاتخذت الاغلبيه دور القاضي وحكمت على ذلك الشخص وادانته ونسوا
اننا اصلا
مدانون من المجتمع والاخرين .. وضعوا انفسهم في دور الجلاد ونسوا انهم
اصلا ضحيه
لافكار كافكارهم المنغلقة تلك. ( واستحضرت المقولة من كان منكم بلا خطيئة فليرمه
بحجر )
نحن كمثليين علينا ان نكون الاوائل في الانفتاح الذهني والتقبل لا ان نكون
انعكاسا
للمجتمع المنغلق على ذاته .. قد يقول البعض ان مثل هؤلاء يشوهون صورة
المثليين امام
الاخرين ويعطون عنا فكرة سيئه .. لكن اؤكد لهم ان المثلي لو كان في
قمة الاحترام
والتدين امام الناس وعرفوا مثليته ستتشوه صورته .. فالمثليه مرفوضه
تماما في
مجتمعاتنا سواء بوجود هؤلاء او بعدمه وبالعكس فان مثل هؤلاء التي تظهر
عليهم
المثلية واضحه هم من يعانون اكثر وبفضلهم يكتشف المجتمع ان المثلية موجودة .
وكل ما اتمناه في اليوم الذي يحارب به العالم الهوموفوبيا ان يكف المثليين
في مجتمعنا
عن هوموفوبيتهم ان يكونوا اكثر تسامحا مع كل الفئات المثليه والغير
مثليه .. ان يكفوا
عن محاربة انفسهم وان يتصالحوا معها.. فيكفي ما نعانيه في
مجتمعاتنا حتى نزيد
على انفسنا ضغوطات اخرى .. فنحن اكثر من نعلم اننا لم نختر
ميولنا ونحن الاولى بفهم
شئ نعيشه ولذلك لابد ان نفهم ان لكل شخصيته وطريقة حياته
وميوله التي لم يخترها ..
فلنكن منفتحين اكثر .. متحدين.. متفاهمين .. واهم من ذلك
فلنحب انفسنا اكثر واكثر
واكثر...!