(1)
اجلس معهما على مائدة الطعام .. احرك شوكتي دون ان اكل حقا .. الصمت يسود الجلسة لا يسمع الا صوت الملاعق
والاشواك تلامس الصحون وتهمس لها بصوت معدني
اقلب الكلمات في راسي لا ادري كيف اقولها .. افكر في الموضوع منذ فترة طويلة .. اتردد في كل مرة .. ولكنه حان الوقت الان
انها فرصتي لا احد في البيت غيرنا .. امي وابي وانا
اتنحنح قليلا فتنظر الي امي مبتسمة بينما يواصل ابي طعامه
" يجب ان اقول لكما شيئا "
يتوقف ابي عن الطعام ويرفع راسه الي
" انا .. انا مثلي الجنس "
اقولها بعد تردد طويل واقذفها متعلثما
يقف ابي بصمت يستدير مبتعدا عن الطاولة يمشي ببطئ متجها الى الباب
اقف انا على اثره ثم تقف امي عينيها مليئة بالدموع تتجه نحوي وتحتضنني وعيناها تهمران بدمعها
كانت دائما تعرف ان هناك شئ مختلف بي .. لم تستطع تعريفه لكن حس الامومة لديها كان مؤشرها
عناقها الحار كان راحة لي لا اقنعة بعد اليوم لا كذب لا خوف لا تأنيب ضمير لا عذاب
لقد عرفا ولا يهمني احد بعدهما .. ولتعرف كل الدنيا الان
كانت انفاسي سريعة .. خطوت الخطوة وازحت هما كبيرا عن قلبي حملا ثقيلا كان يرزح على قلبي .. وصار قلبي كالريشة بين يدي .. كانت امي تعتصرني باحضانها سابقى ابنها الحبيب .. التي طالما فخرت به .. دموعها انهمرت لانها عرفت الحقيقة .. ولانها تعلم ان ابنها الان سيواجه مجتمعا لا مكان فيه لامثاله .. وان الامور لن تكون سهلة .. لا عليه ولا عليها ولا على ابيه ولا على اخوته .. تستصعب فكرة ان ابنها سيكون بصحبة رجل اخر .. لكنها ستتقبل فهي لا تريد خسارة ابنها .. تظهر ظل ابتسامة على محياها .. نابعة من فكرها الداخلي .. كانت تخشى دائما ان تشاركها بي امراة .. ولكن ان يشاركها بي رجل فذلك اهون وامتع !
(2)
اجلس معهما على مائدة الطعام .. احرك شوكتي دون ان اكل حقا .. الصمت يسود الجلسة لا يسمع الا صوت الملاعق
والاشواك تلامس الصحون وتهمس لها بصوت معدني
اقلب الكلمات في راسي لا ادري كيف اقولها .. افكر في الموضوع منذ فترة طويلة .. اتردد في كل مرة .. ولكنه حان الوقت الان
انها فرصتي لا احد في البيت غيرنا .. امي وابي وانا
اتنحنح قليلا فتنظر الي امي مبتسمة بينما يواصل ابي طعامه
" يجب ان اقول لكما شيئا "
يتوقف ابي عن الطعام ويرفع راسه الي
" انا .. انا مثلي الجنس "
اقولها بعد تردد طويل واقذفها متعلثما
"ماذا؟"
يصيح ابي بعصبيه
اضطر ان اعيدها للمرة الثانيه وقد كان صعبة علي في المرة الاولى فزاد الامر تعقيدا
" ممممثللللي "
اقولها بصوت خافت
يقف ابي بعصبية ناظرا الى امي بعينين غاضبتين
"انها تربيتك"
يصيح قائلا وكانها غلطتها وكانني ابنها لوحدها
يبتعب بعنف عن الطاولة متجها نحو باب البيت واسمعه من بعيد يغلق الباب بقوة خلفه
اقف متجمدا مكاني وتقف امي ايضا بعيون تملؤها الدموع .. تقترب مني .. ترفع يدها .. وتصفعني للمرة الاولى في حياتها !
كانت تعلم اني مختلف .. فحس الامومة لديها لا يخطئ .. كانت تشعر ان هناك خطب ما .. لكنها لم ترد ان تواجه الحقيقة
لم ترد ان تسمعها .. فكيف لابنها ان يكون شاذا وماذا سيقول الناس عنا
" هذه اخرتها ؟ هذا جزاء ما قمنا به من اجلك ؟ هكذا تقابل حبنا لك ؟ لماذا تفعل هذا بنا ؟ حرام عليك "
تقول مجهشة بالبكاء
اريد ان اتكلم ولكن الكلام يتحطم في حلقي كاناء زجاجي فيجرحني
اريد ان اسالها وماذا فعلت انا بكم ؟
واي ذنب جنيت ولم اختر ما انا عليه؟
الم اكن دائما ابنكم المطيع ؟ الذين تفاخرون به الاقارب والاصحاب ؟
فما الذي اختلف؟ فانا لم ازل انا .. قبل الاعتراف وبعده
هل سرقت ؟ هل اعتديت على احد ؟ هل مشيت عاريا في الشارع ؟ او سكرت ومشيت بلا وعيي في الحارة ؟
هل تاجرت بالمخدرات او دخلت عالم الاجرام ؟
لم افعل شيئا .. لم افضحكم .. البس قناعا من اجلكم .. كل ما فعلت انني احببت ؟
هذا كل ما جنيته .. ان احببت احدا من نفس جنسي
تتركني امي واقفا مكاني .. دموع باردة تسيل على خدي
تبتعد عني
اناديها بصوت مجروح ضعيف متوسل
" امي ..."
لكن توسلاتي لم تمسها .. لم تلتفت الي
كان جوابهما حاسما .. لا يوجد لدينا ابن مثلي !
(3)
اجلس معهما على مائدة الطعام .. احرك شوكتي دون ان اكل حقا .. الصمت يسود الجلسة لا يسمع الا صوت الملاعق
والاشواك تلامس الصحون وتهمس لها بصوت معدني
اقلب الكلمات في راسي لا ادري كيف اقولها .. افكر في الموضوع منذ فترة طويلة .. اتردد في كل مرة .. اتخيل نوعين من ردة الفعل .. بابتسامة وحلم وردي اشاهد التقبل .. وبقلب خافق وظل دمعة ارى بعين الخوف الرفض الكامل
فاصمت .. اكتم احساسي في داخلي .. لا اريد ان اخذ مخاطرة جرحمها افضل ان اكتم في نفسي على ان اسبب لهما الما .. اصمت .. اترك الصحون والاشواك والكاسات تتحاور .. واكمل طعامي ...!
هناك 3 تعليقات:
للأسف هي الحقيقة التي لا مفر منها والمشهد الثاني واقعي اكثر اذا ماكن اسوأ حتى .
تسرني عودتك بعد طول غياب على فكرة في ناس بتتسنى كتاباتك بفارغ الصبر وانا من ضمنهم لا تطول علينا بروائعك .
ديانا ^^
تسرنا عودتك يا علي !!
أأأه كنت أتوقع سيناريوهات أسوأ و أقسى بكثير خاصة في مجتمعاتنا سيكون محظوظا ان لم ينته به الأمر مكسور العظام مرميا في الشارع ، لكن رغم ذلك فالعيش في الظلال ليس بمفر ..
و بالمناسبة أنا و عدد كبير من المتابعين دائما في انتظار جديدك فلا تطل علينا خيووو
تصدق اني لم أقرأ روايتك سوى الأسبو ع الماضي فعلا كلماتي عاجزة عن الوصف لكن النهاية كالعادة تراجيدي ...
سلام
T-K
صديقاي العزيزين ومتابعي الاوفياء اشكر حضوركم الدائم
عزيز الكس ان التراجيديا تصنع القصص
لكن اقرا اغنيه حب فلها نهاية مختلفة
وشكرا لقراءتك ورايك
إرسال تعليق